Menu

اطلاق كتاب بين سراييفو و"عتصيون" للإعلامي عمر نزال

1 (5)

الضفة المحتلة _ بوابة الهدف

أطلق الكاتب والإعلامي عمر نزال، مساء أمس الأحد، كتابه الجديد بعنوان (بين سراييفو و"عتصيون")، وهو عبارة عن صور قلمية كتبها بأسلوب صحفي سلس خلال اعتقاله في سجني عتصيون وعوفر خلال عام 2016 وبداية عام 2017.

وصدر الكتاب في الأراضي الفلسطينية عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ويصدر قريباً في الوطن العربي عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الاردن، ويتكون من 221 صفحة من القطع المتوسط، يقدم فيها 106 صورة قلمية من قلب سجون الاحتلال تعكس معاناة الأسرى وواقع وتفاصيل حياتهم اليومية واشتباكهم المستمر من السجانين، وشمل الكتاب 7 لوحات كاريكاتورية للفنان أسامه نزال، وقدم له الوزير عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين.

وجاء اطلاق الكتاب في احتفالية حاشدة اقيمت في قاعة نديم الزرو في مجمع رام الله الترويحي بحضور عشرات الكتاب والمثقفين والاسرى المحررين وذوي الاسرى في سجون الاحتلال، حيث قدم وزير الثقافة د. ايهاب بسيسو، والوزير عيسى قراقع، فيما قدمت الاحتفالية الصحفية نبال فرسخ.

وقال نزال في حديثه عن الكتاب، إنه اعتقل على معبر الكرامة عندما كان متوجها للمشاركة في مؤتمر لتمثيل الصحفيين الفلسطينيين في سراييفو، ووجد نفسه يقبع في سجون الاحتلال، وتحديدا في مركز توقيف عتصيون.

وأضاف نزال انه قضى ستة أيام قاسية في مركز توقيف "عتصيون" جنوب الخليل قبل ان ينقل الى سجن "عوفر" قرب رام الله حيث قضى فترة اعتقاله، موضحاً ان الاسير يمر عبر عشرة أبواب الى ان يصل الى زنزانته، وهي عملية مقصودة للتدليل على عمق واقع العزل عن العالم الخارجي الذي يريد السجان من السجين ان يقتنع به. مضيفاً ان العزل واحد من اربعة أعمدة تقوم عليها فلسفة الاعتقال الى جانب القهر والحرمان والضيق، اذا ان السجن ليس مجرد مكان يحشر فيه الاسرى لزمن محدد.

وأوضح أن الأسرى في سجون الاحتلال يمرون بضيق متواصل وبقهر وبحرمان والقصد من كل ذلك هو قتل الأسير الفلسطيني ومحاولة تحطيمه من الداخل، وأنا أقول انني موجود في هذه البقعة ولكنني لست أسيراً، عبر أدوات بسيطة تتمثل في المحافظة على الذات ومقاومة السجان.

وأضاف أنه ما فعله بيومه الصحفي الأول تمثل في كتابة مقال ومقالين ثم تدحرجت الأمور وتحولت فكرة المقال الصحفي إلى كتاب كامل، بأسلوب الصور القلمية، الذي نلجأ له كصحفيين عندما لا يكون هناك مجال لحضور الكاميرا، والسجن هو خير مكان لمنع التصوير، فقد صورت كل الأمكنة وكل الأشياء في السجن بصور قلمية ظهرت عبر صفحات الكتاب.

ولفت إلى أن الكتابة في السجن ليست سهلة، كنت مضطر دائما لتأجيل الكتابة إلى الحادية عشر ليلاً عندما تحين لحظة إطفاء الأنوار وكنت أبدأ كتابتي بعد هذا الوقت، وكان الزملاء يسهلون علي عملية الكتابة وكان لهم فضل وإسهام كبير في إنجاحها.

وقال إن صعوبة الكتابة في السجن تكمن في إخراج هذه الكتابة من داخل السجن، وبعض أجزاء الكتاب تم إخراجها عن طريق الكبسولات.

وشدد على أهمية الاهتمام بشكل أكبر في توثيق تجربة الأسرى في سجون الاحتلال، مشيراً إلى أهمية تحويل أعمال الاسرى إلى أعمال تلفزيونية وسينمائية مرئية لتصل معاناة الأسرى إلى أكبر شريحة من أبناء شعبنا وإلى العالم، ففي الكتاب الذي أعدته بصوره المختلفة يمكن أن يكون نموذج جيد لإنتاج تلفزيوني.

وأضاف أن الكتاب ارسل لمخرج مخرج سوري – فلسطيني معروف بهدف البحث عن جهة لإنتاج هذا الكتاب وتحويله لعمل تلفزيوني، داعيا وزارة الثقافة وهيئة الاذاعة والتلفزيون الى تبني انتاجات تلفزيونية من اصدار الاسرى.

وقدم الكتاب وزير الثقافة إيهاب بسيسو، وقال: إن عمل نزال يقدم حالة مكثفة لمختلف القضايا التي تمر أمامنا ولا نلتفت لها، وهذه القصص تفضح جرائم الاحتلال التي تلاحق الأطفال، فالاحتلال حتى لا يريد أن يقبل أن الفلسطيني يكرهه.

وأضاف أن الكاتب هو من الإضافات المهمة للمكتبة الفلسطينية والعربية على صعيد توثيق تجربة الأسرى والاسيرات، وتعددت أنماط الكتابة عن السجن، ونحن في فلسطين لدينا الكثير من الكتابات ما بين السيرة الذاتية والرواية، وحاولنا من خلال الابداع الفلسطيني أن نوثق للأسرى والاسيرات.

وذكر بما قدمته عائشة عودة التي وثقت الكثير والكثير من التفاصيل بين ما يعانيه الأسير وما تعانيه الأسيرة، ولدينا مشوار طويل مع الحرية ونحن نرتكز للثقافة لإيماننا بأن الثقافة أداة من أدوات المقاومة لتعزيز الوعي بحقوقنا الوطنية وضرورة أن نكثف من هذا الفعل المقاوم بمواجهة سياسات الاحتلال، فالاحتلال  أيضاً لا ينفك عن سرقة التراث المادي وغير المادي المتمثل في الرواية والرواية الشعبية ومصادرة وعزل الابداع الفلسطيني عن عمقه الدولي.

وأضاف أن الكتاب شيق رغم كل الآلام التي به، ونجاحك في حمل الزنزانة الصغرى إلى الزنزانة الكبرى يتيح لنا التأمل بمعاناة أبناء شعبنا في سجون الاحتلال.

إلى ذلك، أشار رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الوزير عيسى قراقع إلى أن الكاتب يكسر مفهوم السجن الذي أراده الاحتلال أن يكون مقبرة للفلسطينيين، ليصبح مكانا للكتابة والإبداع حول حياة الأسير المعذب والوشوشة مع الأصدقاء وحكايات عن الجامعات والحرات والنقابات والمواجهات، ويعيد الأسرى في هذا الكتاب ترتيب كل الدقائق ويدخلون رحلة فكر عميقة، ويرسمون حدود الزمان الذي سيأتي بعد الإفراج، ويحلمون بالصبح والعيد ويجمعهم التحفز والانتماء والجوع والارتقاء ويشتهون الحياة كما يجب أن تكون.

وأضاف قراقع أن الاسرى في السجون يسافرون إلى عائلاتهم عبر شاشة التلفاز ويتحدثون مع صور أطفالهم وفي كل صوت يجدون البيت والعائلة حتى الصور تتحرك وتتكلم داخل السجن، ويستدعون الحياة خارج السجون إلى أبراشهم وغرفهم ويتعطرون ويلبسون ويطبخون كما تطبخ أمهاتهم وزوجاتهم فهم يعيشون بين الحلم والمعرفة .

وقال، إن الصور القلمية في الكتاب أثبتت أنه يد المحتل ليست هي من تملك الحاضر، وأن عمر نزال يجمع أدبيات الصحافة والمعاناة الفلسطينية ويجمع الأزمة خارج نظام الوقت الإسرائيلي ويكتب بحرارة الاحرار كأنه في بيته طليق والجلاد هو السجين.

وبين قراقع، أن الكاتب نزال يسافر من السجن إلى سراييفو ويسمع الأغاني ويتابع المباريات ويقرأ الصحف ويوقد النار ويشعل السجائر، ويظل الكاتب مخلصا للصور التي يشتاق إليها وفلسطين لا تقاس بزمن بل الزمن يقاس بفلسطين، كونها تجسيد للحقيقة، فهي رؤيا ورمز في آن واحد، وقد نجح عمر في ترحيل السجان إلى خارج السجن.

وفي نهاية الاحتفالية وقع نزال كتابه الى عشرات الحاضرين الذين ابدى اغلبهم ممن اطلع على الكتاب اعجابهم بأسلوبه السلس، وكيفية عكس حياة الاسرى بطريقة سهلة وجذابة ومشوقة.