قصفت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية، مواقع لجماعة أنصار الله "الحوثيين"، في العاصمة اليمنية صنعاء، تزامنًا مع تزايد الاشتباكات بين الجماعة ومجموعات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، فيما يظهر كدعمٍ للأخيرة، عقب انفجار الأحداث الذي حصل خلال الساعات الماضية.
ونقلت وكالة رويترز عن سكان ووسائل إعلام محلية إن طائرات تابعة للتحالف بقيادة السعودية قصفت مواقع للحوثيين في صنعاء أثناء الليل بهدف دعم أنصار الرئيس السابق صالح في قتالهم لجماعة أنصار الله.
وأعلن صالح يوم السبت استعداده لفتح ”صفحة جديدة“ في العلاقات مع التحالف بقيادة السعودية في اليمن إذا أوقف هجماته على البلاد، في خطوةٍ اعبترها الحوثيّون خيانيّة، حيث هاجم صالح الجماعة، عقب تحالفه سابقًا معها.
ويأتي التحول الواضح في الموقف بعد أن اشتبك أنصار صالح يوم السبت مع مقاتلين حوثيين في حي حدة بجنوب العاصمة صنعاء، حيث يقيم أفراد من أسرة صالح ومنهم طارق ابن أخيه. وكان ذلك اليوم الرابع من الاشتباكات التي أثارها ما وصفها حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة صالح بمحاولة الحوثيين السيطرة على مسجد رئيسي في المدينة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن القتال أسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات وأثار المخاوف من وقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين.
ورحب التحالف بإعلان صالح. وتكافح قوات التحالف بقيادة السعودية لتحقيق أي تقدم ضد جماعة أنصار الله التي تسيطر رسميًا على اليمن.
وقالت قناة العربية التلفزيونية الفضائية إن طائرات التحالف قصفت مواقع الحوثيين في جنوب صنعاء لكنها لم تذكر أي تفاصيل عن الضحايا. وقال سكان إن خمس ضربات جوية على الأقل هزت المنطقة.
وقال سكان داخل المدينة إن مقاتلي الحوثي سيطروا على استوديوهات لقناة اليمن اليوم التلفزيونية الإخبارية المملوكة لصالح بعد اشتباكات ألحقت أضرارا بالمبنى. وقال سكان إن 20 موظفا حوصروا داخل المبنى.
من جانبه، دعا عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله، أبناء الشعب اليمني الى حفظ الأمن والاستقرار ورفض الفوضى والتخريب، مؤكداً أن الشعب سيتجاوز هذه المحنة بالنصر كما تجاوز المحن السابقة.
وقال الحوثي أن موقف صالح ومليشياته خيانة لدماء الشهداء الذي واجهوا العدوان. موضحاً أن تحالف العدوان ببيانه الذي رحب بموقف صالح ومليشياته هو يؤكد تأييده للفوضى والاقتتال.
وأكد أن الشرعية اليوم للرئيس صالح الصماد بإقرار المؤتمر الشعبي العام بما في ذلك جماعة صالح التي انقلبت على هذه الشرعية، مطالباً على صالح بمراجعة موقفه من الشعب اليمني وتأييد العدوان عليه.
وناشد الحوثي منتسبي الجيش أن يحملوا روح المسؤولية الوطنية ويظلوا أوفياء وألا يكونوا جزءا ممن يعتدون على اليمن. مؤكداً على أن الجميع مسؤولون أن يعملوا على دفن هذه الفتنة ومساندة القوى الأمنية.
مشددًا على ضرورة الاستمرار بدعم الجبهات ومواجهة العدوان.. موضحاً أن ما يحصل اليوم هو محاولة لتحريك آخر أوراق العدوان.
ويعاني اليمن من العنف منذ نهاية 2014 عندما تقدم الحوثيون صوب العاصمة صنعاء وسيطروا على الحكومة.
وواصل الحوثيون، بدعم من قوات حكومية موالية لصالح، تقدمهم جنوبا وهاجموا عدن، التي أعلنها هادي عاصمة مؤقتة، فأرغموه على الخروج من البلاد ودعوة التحالف بقيادة السعودية للانضمام للقتال.
وخلال حرب اليمن سقط أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ عام 2015 وتشرد أكثر من مليونين كما أدت الحرب إلى تفشي وباء الكوليرا الذي أصاب نحو مليون شخص ودفعت البلاد إلى شفا مجاعة.
