Menu

الجيش السوري يُفشل هجوماً مفاجئاً لداعش على حي التضامن جنوب دمشق

حي التضامن جنوب دمشق

دمشق _ خاص بوابة الهدف _ وليد عبد الرحيم

شنَّ تنظيم داعش الإرهابي هجوماً من جهة المحور الذي يحتله في مخيم اليرموك باتجاه كتل سكنية في حي التضامن بشكلٍ غير متوقع، وذلك بعد هدوء لأشهر على محاور اليرموك وما حوله.

ففي قرابة الساعة العاشرة من صباح يوم أمس الأربعاء، تقدمت بشكل سريع ومفاجئ مجموعات من داعش قُدرت أعدادها بالعشرات باتجاه حارة التركمان، واستولت على كتلة أبنية تقدر بعشر بنايات، يسكنها مواطنون وعائلات مدنية، ودمرت حاجزاً للدفاع الوطني هناك، حيث استغلت عنصر المفاجأة والسرعة.

وبدأت الهجمة باستخدام تراكس - جرافة - وخلفه مسلحون مدججون، مع تفجير وقنابل وقذائف روّعت المواطنين في المكان، واستولت على الأبنية المستهدفة، التراكس الذي تقدمت به داعش وعناصرها خلفه كان محصناً بشكل كبير من جهة مقدمته على وجه الخصوص، حتى أن مقاتلي الدفاع الوطني والجيش المدافعون عن المنطقة أطلقوا باتجاهه عدة قذائف من نوع " آر. ب .ج " دون أن يتمكنوا من التأثير عليه في البداية، حتى تم استقدام الدبابات – كما قال شهود عيان من المواطنين- فتم تدميره وقتل العناصر المتحصنة خلفه.

على الفور وخلال أقل من الساعة، قدمت تعزيزات من الجيش السوري مسنودة بالدبابات والمشاة وبدأت عملية عسكرية استمرت لساعات حتى قامت بتحرير كافة الأبنية التي احتلها إرهابيو داعش الذين تقهقروا نحو اليرموك ويلدا المجاورة.

وخلال الهجوم، استشهد مجموعة من مقاتلي الجيش العربي السوري، وهناك معلومات تُفيد بإصابة عدة مواطنين من سكان المنطقة بقصف داعش وقناصيها، وكما يحدث عادة فقد روّع داعش المواطنين، فنزح العديد منهم باتجاه دمشق وأحيائها، كما قتل عدد كبير من الإرهابيين – قدر العدد بالعشرات- وجرح آخرون وفرَّ من تبقى من المنطقة إلى جهة شمال اليرموك " الدوار" وبلدة يلدا.

العملية على الرغم من تقدم داعش في البداية إلا أنها تعد نجاحاً سريعاً جديداً لتكتيكات وخطط الجيش السوري والدفاع الوطني الذي لم يستغرق وقتاً لتحرير المنطقة من عناصر داعش، فقد تم ذلك خلال ساعات قليلة وبسهولة نسبياً.

وقالت إذاعة "شام إف إم" نقلاً عن قيادي في الدفاع الوطني قوله بعد أقل من ساعتين من هجوم داعش: "لقد تم استيعاب الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على حي التضامن جنوبي دمشق، واستعادة نقطتين من أصل ثلاث نقاط سيطر عليها الإرهابيون خلال الهجوم، فيما لا تزال المعارك جارية".

هجوم داعش، كان بالمعنى العسكري هجوماً صغيراً - يستهدف منطقة صغيرة على المحور- وبدا على أنه عملية جس نبض، أو طفرة النهاية من قبل عناصره في اليرموك ويلدا والحجر الأسود الذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة.

الجدير ذكره، أن المظاهر العامة في مخيم اليرموك والحجر الأسود التي هي أماكن سيطرة عناصر التنظيم، باتت مختلفة عن السابق، حيث يزيل داعش راياته من أعالي الأبنية، حسبما أفادنا شهود عيان مدنيون من سكان اليرموك.

وأكدوا أن عائلات عناصر داعش تبيع العديد من متاعها وأغراضها وتتهيأ لظروف غامضة قادمة، مما يعني إدراك عناصر التنظيم لقرب مغادرتهم أو سحقهم من قبل الجيش السوري والفصائل الفلسطينية، وربما تكون عملية التضامن المذكورة هي طلقة التنظيم الإرهابي الأخيرة في المنطقة، خاصة مع هزائمه المتكررة في غالبية المناطق في سوريا والعراق وانقطاع التواصل بين مجموعاته التي لم تعد تسيطر على مدن كما كان الحال منذ سنوات، بل أضحت تسيطر على مناطق وأحياء صغيرة هنا وهناك، وهناك على ما يبدو اعتقاد سائد، بل ربما قناعة بأن التنظيم فشل وها هو ذا يتبدد!.