Menu

الجبهة الشمالية.. ما الذي من شأنه أن يُشعل فتيل الحرب؟

أرشيفية - عرض عسكري لحزب الله البناني

غزة _ خاص بوابة الهدف

"ترامب أو نتنياهو يُريدان دفعَ المنطقة إلى حربٍ كُبرى"، "لتكن هذه الحرب فرصةً لتحرير القدس وليس لتحرير الجليل فقط"، "ومتى وقعت، سيُشارك فيها مئات الآلاف"، "على محور المقاومة: دولاً وحركاتٍ وشعوباً وفصائل أن تُحضّر نفسها، كي تُحوِّل هذه الحرب من تهديدٍ تاريخيّ إلى فرصةٍ تاريخية".

"المقاومة في لبنان اليوم أقوى من أيّ زمنٍ مضى، وتعمل ليل نهار على الحصول على كل نوع سلاح يُمكّنها من تحقيق الانتصار، وما تحقّق في هذا الإطار سيتكشّف يوم المواجهة"، "الإسرائيلي نفسه يُصرّح بأنّه إذا امتلك حزب الله عشراتٍ فقط من الصواريخ الدقيقة وانتقى الأهداف بدقّة سيُلحق بإسرائيل كارثة كبيرة جداً".

يقول الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله هذه العبارات مطلع شهر يناير، لتبدأ واشنطن نشر منظومة دفاع جويّة مُضادّة للصواريخ في "إسرائيل" نهاية الشهر.

تدريبٌ عسكريّ تحدّثت عنه وسائل إعلام صهيونية، أمس، يُحاكي نشوب حربٍ على عدّة جبهات مُوازية، شمال الكيان الصهيوني، وجنوبه، تُطلق خلالها آلاف الصواريخ والقذائف. يأتي في الوقت الذي وجّه فيه رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو تهديدات للُبنان بذريعة "وجود أسلحة دقيقة هناك تشكل خطرًا على الكيان". خلال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتاريخ 29 يناير. وحذّر بأنّ "إسرائيل ستتدخّل في حال لم يتم وقف ترسيخ وجود إيران في سوريا".

وعلى الرغم من أنّ تقديرات عسكرية صهيونية تُشير إلى أن جبهة جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين هي الأكثر احتمالًا للاندلاع في الوقت الراهن، إلّا أنّ جبهته ضد إيران وحزب الله في سوريا ولبنان تحتلّ المرتبة الأولى من حيث "التهديد" للكيان.

الحجّة التي ساقتها الولايات المتحدة لنشر الدفاعات الجويّة داخل الكيان كانت "الاستعداد لتدريبٍ عسكري أميركي- إسرائيلي مشترك يبدأ الأسبوع المقبل، في إطار برنامج جونيبر كوبرا".

وتزامن بدء نشر المنظومة الدفاعية مع حديث وزير الجيش الصهيوني أفيغدور ليبرمان عن احتمالات اندلاع الحرب في الجبهة الشمالية (لبنان وسوريا)، وذلك خلال كلمته بالمؤتمر السنوي لـ"معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي"، أمس.

ليبرمان هدّد بالاجتياح البرّي للُبنان في الحرب القادمة، وإدخال كل سكان بيروت إلى الملاجئ. وعلى الرغم من فشل "إسرائيل" في كلّ الاعتداءات التي كانت ترتكز على الاجتياح البرّي، إلّا أنّ وزير جيشها لا يزال مُقتنع بأنّه "بدون جنود على الأرض فإنّها –الحرب- لن تنتهي".

تخوّف الكيان الصهيوني من الحرب في الشمال وخاصة جبهة الجنوب السوري، بدا "طبيعيًا" في حديث حسن نصر الله، الذي اقتُطفت منه الأجزاء في مُقدّمة هذا النص، وكانت من حوارٍ خاص مُتلفز أجرته فضائيّة "الميادين"، وبثّته ضمن برنامج لُعبة الأمم، بتاريخ 3 يناير الماضي.

نصر الله قال خلال حديثه عن "قلق العدوّ من جبهة الجنوب السوري" تحديدًا، وتجهيزات حزب الله وإيران بمساعدة ودعم الجيش السوري عند الحدود السوريّة الفلسطينية ضدّ الكيان"، قال: حيث نتواجد نحنُ من الطبيعي أن يقلق الإسرائيلي، لأن هناك تناقضاً بيننا وبينه، لذا نجده قلقٌ من كلّ ما يحصل في جنوب سوريا ويعمل ويضغط ويُهدّد كي لا يكون في الجنوب السوري وُجود مُقاوِم وهو ما لم يتمكّن منه حتى اللحظة".

وأضاف "من حقّ العدو أن يقلق، لأن ما جرى في الجنوب السوري تجربةٌ راقية وكبيرة حصل عليها المُقاتلون، وهو ما أوجد بُنية بشريّة على مستوى الفكرة والتجربة والاستعداد، وربّما خلال 24 ساعة يُمكن جمعها".

حجم التهديد الذي يتحضّر له العدو الصهيوني، بعُدّته وعتاده وكذلك تحالفاته، ينطلق من التكوين الذي بات عليه محور المقاومة، والذي يشمل "إيران، العراق، سوريا، لبنان، فلسطين"، وهو ما أقرّه نصر الله، وأضاف إليه "العنصر اليمني، وكلّ النخب والحركات والأحزاب والشخصيات في العالم العربي والإسلامي التي تؤيّد هذا المحور".

ما الذي من شأنه أن يُشعل فتيل الحرب؟، هذا ما لا يُجيب عليه أحدٌ، لكنّه تساؤلٌ، وإن صعُبت الإجابة الدقيقة والأكيدة عليه، يُوجّه الأنظار والتفكير تلقائيًا إلى الوضع في سوريا، والذي يعتبره مراقبون "الفتيل الذي قد يُشعِل الحربَ بأيّة لحظة".

وهذا بالتحديد، ما يُعيدنا مُجدّدًا لما رآه نصر الله، خلال الحوار ذاته المُشار إليه آنفًا، وهو "أنّه في اللحظة التي يجد فيها الأمريكيّ أنّ الانتصار الكامل سيتحقق في سوريا وأن المشروع الأميركي السعودي فشل فيها، فإنّ أحد الخيارات التي قد يلجأ إليها لإنجاز ما عجزوا عنه خلال الـ7 سنوات، حربٌ تشنّها إسرائيل - تحت أيّة حجةٍ- بهدف ضرب محور المقاومة وحركات المقاومة ودولها".