نشرت الجبهة الأممية المناهضة للإمبريالية في إسبانيا، في الـ 20 من فبراير الجاري، بيانها التأسيسي، وذلك بعد عقدها اللقاء التأسيسي في ديسمبر الماضي، بهدف إنشاء "الاتحاد الأوسع لمناهضة الإمبريالية"، والقادر على تجاوز القيود التي تفرضها حالة التشرذم الحالية لقوى المقاومة.
وشارك في اللقاء التأسيسي عدد من ناشطي منظمات سياسية وتضامنية من مختلف الجنسيات، ولا سيما الإسبانية، فيما تم الاتفاق على المبادئ السياسية والفكرية التي تمد الجبهة بالتماسك في الأولويات والأهداف، والهيكلية الأولية للجبهة، في حين توافق المشاركون على أن الجبهة متماسكة ومرنة وأن يكون نشاطها ومحيط عملها سياسياً وليس مناطقياً.
وقالت الجبهة في بيانها التأسيسي، إن حشد القوى وتجاوز التشرذم، والتماسك الفكري والسياسي حاجة غير قابلة للنقاش، وأنها هي العناصر التي أدت إلى تأسيس الجبهة الأممية المناهضة للإمبريالية.
وأضافت الجبهة في بيانها التأسيسي، أنه ومنذ سقوط المعسكر الاشتراكي، وقيام حلف شمال الأطلسي بتوسيع دائرة العداء إلى النطاق العالمي، دون الاكتراث بالقانون الدولي، فإن نتائج ممارساته وعدائيته تُرى عبر وسائل الإعلام يومياً، عدا عن التلاعب بالحقائق وإخفاؤها بشكلٍ منظم من قبل وسائل الإعلام، ومراكز صناعة الثقافة والطبقة السياسية.
ونبّهت الجبهة في بيانها، على قيام الغرب بتطوير جهاز قوي للدعاية "البروباغندا"، وذلك كي يتقبل العالم والناس تجاهل البربرية، فتبدو الحروب كشيء ضروري يتم تبريرها على أنها تشن للدفاع عن القيم الإنسانية والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وحتى تفريغ هذه القيم من فحواها، وتحويلها لشعارات في خدمة الاستراتيجية الإمبريالية.
وشمل البيان التأسيسي النقاط السياسية الأساسية للجبهة الأممية لمناهضة الإمبريالية، والتي أكدت على أن الإمبريالية هي الشكل الذي يتخذه النظام الرأسمالي في الوقت الحالي من تطوره التاريخي، وأنها "في حالة حرب ولو كانت جبهات القتال خارج حدودها".
كما أكدت على أن النضال الأممي هو مطلب لا يمكن التنازل عنه في أي اشتباك مناهض للإمبريالية فهو التزام لكسر النظام القائم على الهيمنة والاستيلاء الهيكلي.
واعتبرت الجبهة إن التحاجج حول التوسع الإمبريالي بالنأي عن النفس هو كالتموضع بشكل واضح بجانب الإمبريالية.
وأوضح بيان الجبهة أن الحرب الامبريالية تدار من قبل التحالف الغربي مجتمعة بشكل أساسي حول حلف شمال الأطلسي، الذي يهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية، وإن الاتحاد الأوروبي يعمل ضمن الهيكلية المدافعة عن المصالح الاقتصادية الكبيرة عبر المحافظة على سيطرته على مستعمراته السابقة باستخدام كل أشكال العنف.
وقالت الجبهة الأممية في بيانها، أنها اتخذت هيكلية مرنة وهيئة تنسيقية تسمح بالتعرف المشترك على الأولويات النضالية والتنسيق بين النشاطات وإتاحة الاستقلالية لمنظماتها التي تشارك فلي إطار عملها المناطقي أو في أماكن عملها اليومي، وحول هذا الموضوع قررت الجبهة عقد جلسة خلال هذا العام لمحكمة الشعوب الدائمة مناهضة للحرب الإمبريالية وحلف شمال الأطلسي.
وفي ختام البيان، وجهت الجبهة الأممية الدعوة لجميع المنظمات والاشخاص الذين لهم مبادئ قائمة على النضال ضد كل اشكال الهيمنة والاستغلال والاجرام والعذاب ضد الجنس البشري، وان يشارك ضمن هذه المساحة الوحدوية من المقومة والنضال المناهض للإمبريالية، لكي يشكلوا جزءاً من الشعوب والدول التي تواجه منذ عقود ودون استراحة تذكر، كل اشكال البربرية الامبريالية
