Menu

السودان: تغييرات كبيرة في الحزب الحاكم والجيش تمهيدًا لترشح البشير لولاية جديدة

ارشيفية

بوابة الهدف_ وكالات

ألقت التغييرات الواسعة التي أجراها الرئيس السودان ي عمر البشير، يوم أمس الثلاثاء، على قيادة الجيش، حجرًا كبيرًا في مياه السياسة السودانية الراكدة، حيث انشغلت وسائل الإعلام السودانية في تحليل أسباب وتداعيات خطوة الرئيس الأخيرة.

ورغم أن العميد أحمد الشامي، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، أعلن في بيان صحافي، أن القرارات جاءت في إطار الإجراءات الدورية الراتبة والتغييرات في هيئة القيادة، وفقًا لقانون القوات المسلحة لسنة 2007 تعديل 2013، إلا أن تزامن هذه القرارات مع تغييرات أخرى قام بها البشير خلال الأيام الماضية أثارت العديد من التسؤلات حول دوافعها.

وكان البشير خلال الفترة الماضية، قد فاجأ الشارع السوداني بسلسلة من التغييرات؛ منها إقالة مدير جهاز الأمن والاستخبارات الوطني، الفريق أول محمد عطا المولى عباس، وتعيين الفريق أول صلاح عبد الله محمد صالح، الملقب بـ "صلاح قوش"، الذي كان متهمًا في السابق بمحاولة الانقلاب عليه، بدلًا عنه.

​وقد شغل قوش منصب مدير المخابرات السودانية طيلة عقد، قبل إعفائه وتعيين ﻋﻄﺎ بديلا عنه في عام 2009.

وكان ينظر إلى قوش باعتباره الرجل القوي في النظام السوداني، لكن جماعات حقوقية غربية تتهمه بانتهاكات بإقليم دارفور، وخلال عهده تعزز التعاون بين المخابرات السودانية ونظيرتها الأمريكية "سي. آي. أيه."، وبعد مغادرته الأجهزة الأمنية شغل منصب مستشار رئاسي، إلا أنه أقيل من منصبه مطلع عام 2011.

وفي 2013، أفرجت السلطات السودانية عن قوش بموجب عفو رئاسي، بعد اتهامه مع ضباط آخرين بمحاولة انقلاب، كان يمكن أن يحكم عليه لو أدين فيها بالإعدام.

وشملت التغييرات حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، نائب رئيس الحزب مساعد رئيس الجمهورية، الذي يُعد المنصب الثاني في الحزب، بعد منصب الرئيس البشير، حيث تمت إقالة إبراهيم محمود حامد واختيار فيصل حسن إبراهيم بديلًا عنه.

وتتوقع الأوساط السياسية تغييرات أخرى في مناصب ولاة الولايات، يتوقع الإعلان عنها في الأيام المقبلة.

ويُجمع الكثير من المراقبين في الخرطوم، على أن الخلافات داخل الحزب الحاكم، وتحديدًا حول ترشح البشير لدورة رئاسية جديدة، هي السبب الحقيقي خلف كل هذه التغييرات، ذلك أن البشير يفكر باستخدام ورقة الولايات من أجل الترشح مرة أخرى.

ويتوقع المراقبون أن يشهد حزب المؤتمر الوطني الحاكم، هيكلة واسعة خلال الفترة القادمة، ستشمل قيادات الصف الأول، خصوصًا في ظل وجود عدد من القيادات الهامة داخل الحزب كنائب الرئيس السابق نافع نافع، ترفض ترشيح البشير لدورة جديدة.

يشار إلى أن هناك إصرارًا من الحزب الحاكم على عدم الربط بين التغييرات الحالية بالانتخابات الرئاسية القادمة، حيث أكد مسؤولون من الحزب الحاكم أكثر من مرة أن التغييرات روتينية وترتبط بمواقيت الحزب.