كشفت أول الاستطلاعات من مكاتب الاقتراع في إيطاليا، عن تقدم تحالف اليمين واليمين المتطرف (المعادي للمهاجرين والعرب)، في الانتخابات التشريعية، التي انطلقت (الأحد 4 آذار/مارس)، دون التفوّق بأغلبية مطلقة.
وتشير الاستطلاعات إلى أن حركة الخمس نجوم الشعبوية (وحدها) حصدت قرابة 30 بالمئة من الأصوات، ما يجعلها أول أحزاب البلاد، وبهذا تعود الحركة لتتصدر الأضواء في إيطاليا.
وتعتبر "خمس نجوم" التي انطلقت في 2009 نفسها "حركة" لا حزب، ولا تصنف نفسها في اتجاهٍ سياسي (يمين أو يسار)، وتتخذ سياسات شعبوية معادية للفساد ومناصرة للبيئة ومتحفظة جزئيًا على سياسات التكامل الأوروبي.
والخمس نجوم هي إشارة إلى خمس قضايا رئيسية هي: المياه العامة والنقل المستدام والتطوير والاتصالية وحماية البيئة.
ويشعر المنافسون الرئيسيون بقلق من شعبية الحركة المناهضة للمؤسسات التقليدية.
ومن المتوقع أن يحصل كامل تحالف اليمين (اليمين واليمين المتطرف)، وفقًا لاستطلاعات الرأي، على ما بين 31 إلى 41 بالمئة من الأصوات.
ويرأس التحالف رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو برلسكوني (81 عامًا)، عن حزبه "إيطاليا إلى الأمام" (فورتزا إيطاليا)، ويضم كلًا من: "رابطة الشمال" المعادية للمهاجرين والأجانب بزعامة ماتيو سالفيني (45 عاما)، و"أخوة إيطاليا" (فراتيلي ديطاليا) السيادي بقيادة الصحافية والوزيرة السابقة في حكومة برلسكوني جورجيا ميلوني (41 عاما).
استطلاعات الرأي تتوقع أن تسفر الانتخابات عن برلمان معلق يكون تحالف جماعات يمين الوسط أكبر تكتل فيه، وتكون حركة خمس نجوم أكبر حزب بمفرده ممثل في البرلمان المقبل.
وقد أخفق الحزب الديمقراطي الحاكم الذي يمثل يسار الوسط في استغلال الانتعاش الاقتصادي المبدئي عقب أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية. وقد ينتهي الأمر بالتحالف الذي يرأسه هذا الحزب بالحلول في المركز الثالث.
وكشف زعماء يمينيون بالمصادفة مخاوفهم يوم الخميس من أن تحقيق حركة خمس نجوم فوزًا في الجنوب قد يعرض فرصهم للخطر.
وفي الانتخابات التشريعية التي أقيمت في فبراير 2013، حصدت حركة "خمس نجوم"، 109 مقعدًا في مجلس النواب و54 في مجلس الشيوخ. وقد مثّل التنظيم ظاهرة سياسية في ذلك الوقت.
وندّد برلوسكوني زعيم حزب "فورزا إيطاليا" اليميني على إحدى شبكاته التلفزيونية بحركة النجوم الخمس المعادية لهيئات السلطة، فوصفها بأنها "طائفة مجنونة"، وأعلن عن "إعادة ترتيب كاملة للدولة الإيطالية".
ومن أجل السيطرة على مجلس الشيوخ المكون من 340 مقعدا على الحزب أو الائتلاف أن يحصل على 50 بالمئة، من التصويت الأكثري ومثله من التصويت النسبي.
ويمتلك المجلسان نفس النفوذ السياسي والسلطة لتبنى وتعديل القوانين، الا انهما سيكونان منتخبان بطريقة مختلفة.
وليتمكن أي حزب من الوصول الى مجلس النواب عليه أن يفوز بنسبة 3 بالمئة على الأقل من التصويت الوطني، أما الائتلاف فيجب أن يحصل على نسبة 10 بالمئة منه، بالإضافة إلى حصول كل حزب داخل الائتلاف على نسبة 3 بالمئة على الأقل.
ويعتبر تحالف اليمين معاديًا للمهاجرين والعرب على وجه الخصوص، فيما يعادي القضية الفلسطينيّة، ولا يختلف الحزب الديمقراطي الذي يعتبر وريثًا للحزب الشيوعي الإيطالي في الموقف حول فلسطين. فيما لا يتضح موقف حركة "الخمس نجوم"، كون معظم أعضاءها من عامة الإيطاليين وليسوا سياسيين مختصّين.
