Menu

رسائل بن سلمان خلال زيارته للقاهرة.. مشروع نيوم وصفقة القرن وتركيا

القاهرة_ خاص بوابة الهدف

أنهى محمد بن سلمان زيارة الى العاصمة المصرية القاهرة كان قد بدأها يوم الاحد الماضي استغرقت ثلاثة ايام ، و جاءت الزيارة ضمن جولة اقليمية ودولية، هي الاولى له منذ تنصيبه ولياً للعهد تقوده إلى بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية للقاء الرئيس ترامب وأركان ادارته.

الزيارة التي وصفتها صحف عديدة بأنها "استثنائية" وتحمل الكثير من التغيرات في المنطقة ولها انعكساتها الاقتصادية والسياسية على دول الجوار والمنطقة، تُرجمت بفعالياتها على عدة  مستويات مُختلفة، بدأ من توقيع اتفاقيات اقتصادية في قطاعي الاستثمار والبيئة، مرورًا بزيارة ولي العهد للكاتدرائية في سابقة هي الأولى من نوعها، وصولًا إلى تفقّد عدد من المشروعات القومية بمحور قناة السويس، وما تلاها اعلان مصر عن منح المشروع 1000كيلو متر مربع ، امتداد لمشروع نيوم السياحي الذي تسعى السعودية لتدشينه خلال السنوات القادمة على شاطئ البحر الأحمر والذي يربط العديد من الدول في تلك المحور .فيما حضر محمد بن سلمان والرئيس عبدالفتاح السيسي توقيع 4 اتفاقيات ثنائية بين البلدين في مجالات مختلفة، عقب جلسة مباحثات رسمية. فضلًا عن توقيع مذكرة تفاهم لتفعيل صندوق الاستثمارات بين الجانبين.

أبعاد مشروع نيوم على "البحر الاحمر" :

في أكتوبر 2017 أعلن ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، إطلاق مشروع "نيوم"، بإستثمارت ضخمة تقدّر قيمتها بخمسمئة مليار دولار، بالتعاون مع مصر والأردن، المشروع يقام على مساحة 26 ألفًا و500 كيلومتر مربع، ستكون مرحلته الأولى جاهزة فى عام 2025، وبدأت السعودية ببناء 5 قصور ملكية بقيمة تصل إلى 15 مليار ريال، ما يعادل 4 مليار دولار، على ساحل البحر الاحمر.

وذكرت وكالة "رويترز" أنها اطلعت على تصاميم لمجمع القصور في "نيوم"، والتي تظهر مباني فخمة بعضها على الطراز المغربي. وأضافت أن مجمع القصور سيضم مهابط للطائرات المروحية ومرسى وملعب غولف.

كما نقلت وكالة "رويترز" في تقرير سابق لها أنّ مصر خصصت بالفعل أكثر من ألف كيلومتر مربع من الأراضي في المنطقة الجنوبية من شبه جزيرة سيناء، لإنشاء المدينة التجارية "نيوم"، حيث تعد المنطقة الواقعة على ساحل البحر الأحمر جزءًا من صندوق مشترك قيمته أكثر من 10 مليارات دولار، كان قد تم الإعلان عنه رسمياً خلال زيارة محمد بن سلمان للقاهرة.

وكما تزعم مصادر حكومية في البلدين إلى أن مشروع "نيوم" يأتي في إطار التعاون المشترك بين الجانب المصري والجانب السعودي، ويعد حسب اقتصاديين في الدولتين الموقعتين على الاتفاق أنه إضافة مهمة لمشروعات الاستثمار بين البلدين، وسوف يساعد بشكل كبير بتنشيط السياحة في مصر، بما تمتلكه مصر والسعودية من مقومات التسويق السياحي، ويمكن عمل رحلات مشتركة بين مصر والسعودية والأردن.

وعلى النقيض يقول مجدى البنودى، خبير السياحة الدولي، في اتصال مع بوابة الهدف الاخبارية اجرها معه مراسل البوابة بالقاهرة " إن المشروع سيؤثر على السياحة المصرية بالسلب، لأن السعودية سوف تقوم بإنشاء منتجعات ومدن سياحية ضمن مشروع "نيوم"، وسوف يأخذ سياحة العائلات العربية المحافظة من مصر، لأنه سيقدم منتجعات ومدنا غير مختلطة ولاتقدم مشروبات روحية، مثلما يحدث في شرم الشيخ والغردقة.

وأضاف "البنودي" أن السعودية لجأت إلى اختيار جنوب سيناء لتنفيذ مدينة "نيوم"، لأنها لا تمتلك منفذا على الخليج العربي سوى البحرالأحمر، ويمتد على خليج العقبة في الأردن وتيران وصنافير في مصر، ويربط بين الجسر الاقتصادي الواصل بين مصر والسعودية.

الدكتور عاطف حرز الله، الخبير الاقتصادي، أشار أيضا "لبوابة الهدف" إلى أن السعودية ثاني أكبر مستثمر في مصر، وإنشاء مدينة "نيوم" والمقرر أن تكون أكبر مركز تجاري عالمي في الشرق الأوسط، وسيتم إنشاؤها على أحدث النظم العالمية وستكون مركزا لوجسيتيا كبيرا.

وأضاف "حرز الله" في تصريحات خاصة أننا كنا نناشد لإنشاء سوق عربية مفعلة، لأن الدول العربية قوة لا يستهان بها، ولدى الدول العربية مخزون كبير من البترول، ومن الممكن أن تمثل سلة غذاء للعالم أجمع إن تم استغلال الأراضي المصرية والتمويل الخليجي.

مقابل ذلك كشفت مصادر عديدة إن "بن سلمان بات رأس حربة مشروع التسوية الأميركي الإسرائيلي"، كاشفة عن أن "مشروع نيوم الذي يعتزم تنفيذه في المنطقة البحرية الواقعة بين سواحل مصر الشرقية والأردن والسعودية، يتضمن أيضاً مشاركة "إسرائيل"، ليكون بمثابة تطبيع رسمي للعلاقات بين المملكة و"إسرائيل"، ولكنه لن يعلن عنه رسمياً، قبل البدء في الخطوة الرسمية للتسوية الإقليمية الكبرى المعروفة بصفقة القرن".

وتعتزم السعودية إنشاء سبع نقاط جذب بحرية سياحية في نيوم، ما بين مدن ومشاريع سياحية، وتعمل على إنشاء 50 منتجعا على البحر الأحمر و4 مدن صغيرة في مشروع البحر الأحمر.

لقاء رؤوساء الصحف بمصر:

سأل احدهم ولي عهد السعودية بالأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى فى منزل السفير السعودى بالقاهرة فى حى الزمالك، ضمن نحو ٢٥ من رؤساء التحرير وكبار الكتاب والإعلاميين بدعوة من السفير السعودى بالقاهرة أحمد القطان ، حيث سأله أحد رؤساء التحرير أين وصلت الأزمة مع قطر ؟ فقال انه ليس منشغلا بهذا الملف، بل إن المسئول السعودى الذى يتابعه أقل من درجة الوزير، وهو يرى أن «العقد النفسية» التى عانى منها أمير قطر السابق حمد بن خليفة منذ سنوات هى السبب فى الأزمة حيث تحالف مع كل المتطرفين العرب للانتقام من الدول العربية الكبرى.

في هذا اللقاء محمد بن سلمان تحدث مطولا عن التهديد الإيرانى ورأيه أن السعودية تمكنت من حصار إيران فى غالبية مواقع نفوذها.

وقال "إن مثلث الشر الراهن يتمثل فى إيران و تركيا والجماعات الدينية المتشددة، وان الإخوان استغلوا الديمقراطية ،فى حين أن الأتراك يسعون إلى الخلافة التى لم يرد بها نص من الرسول عن شكل الدولة، مضيفاً «العثمانيون هم من هدموا الدولة السعودية» وعدو مصر هو عدو السعودية".

وأثار حديثه سلسلة من ردود الدبلوماسية مابين تركيا والسعودية، والذي زاد من حدة الفتور الموجودة اصلاً منذ الازمة الخليجية مع قطر .

مملكة القبلية

وردا على سؤال عن غياب الإصلاح السياسى فى السعودية، قال بن سلمان إن السعودية "مملكة قبلية"، وتتكون من قرى ومدن وأقاليم تحكمها قبائل وملكيات متعددة وكل ملك يسيطر على منطقة، وهذه الملكيات تضم ١٤ مليون نسمة من بين ٢٢ مليون سعودى، إضافة إلى عائلة مالكة تضم نصف مليون شخص، بينهم خمسة آلاف عضو فاعل. وبالتالى فإن الديمقراطية على النمط الغربى الليبرالى لن تنجح لدينا. وأضاف "أن الديمقراطية تسببت في مشاكل كثيرة للكويت، كما أنها قادت لوضع مأساوى فى العراق".

تلميحات لما بدأ يوصف صفقة القرن ؟

تحدث الأمير محمد بن سلمان عن صفقة القرن في العديد من المناسبات في تلك الزيارة وامام العديد الصحافيين والاكاديمين والسياسييين المصريين في لقاء واسع جمعهم في مقر السفير السعودي ،  قائلا خلال اللقاء أن هناك العديد من الأفكار والمعلومات والرؤى فى اللقاء نأمل أن نتناولها قريبا، حتى ولو بصورة غير مباشرة!!!. فيما لم يتطرق الى الكثير من التفاصيل قائلاً ان ذلك الامر يحتاج الى تدقيق ومتابعة. فيما باتت "صفقة القرن" على طريق التنفيذ، أقلّه من وجهة نظر مصرية وسعودية،

بالمقابل كشفت مصادر دبلوماسية مصرية، شديدة الاطلاع، عن ممارسة القيادة السعودية، ضغوطاً كبيرة على  السلطة الفلسطينية، للقبول بـ"صفقة القرن" وفقاً للتصور المطروح من جانب الولايات المتحدة و"إسرائيل"، في وقت تمسّك فيه عباس بموقفه الرافض لقبول تلك التسوية، مشدّداً على أن "الشعب الفلسطيني لن يقبل بها مهما كانت الضغوط".

وأكدت المصادر أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق خلال لقاءات مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، على شكل التسوية المطروحة والمعروفة بصفقة القرن"، لافتة إلى أن "تلك التسوية لن تكون على مدار عام أو عامين كما يتصوّر بعضهم، ولكنها قد تستغرق لتنفيذها نحو 30 عاماً".