Menu

في نسخته الخاصة من التاريخ

محمد بن سلمان: "هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها مع إسرائيل"

محمد بن سلمان

بوابة الهدف/ترجمة وتحرير: أحمد.م .جابر

في مقابلة مطولة مع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، تحدث محمد بن سلمان عن أعدائه من القاعدة إلى إيران، مرورا بحماس وحزب الله والقاعدة، والحوثيين، وأيضا عن بعض أفراد عائلته المالكة، أما "إسرائيل" فشأن آخر، مرتبط عنده "بحق اليهود في إقامة وطن قومي لهم" في فلسطين المحتلة جنبا إلى جنب مع "دولة فلسطينية".  محمد بن سلمان ينكر الوهابية، ويعترف باستهداف دول شيوعية ويسارية وقومية لخدمة الغرب وبأوامرمنه، وهو في حين يصف المرشد العام لإيران بأنه "أسوأ من هتلر" فإنه يتطلع إلى مصالح واسعة مع "إسرائيل"، ويحرض على تحرير النساء وإسقاط الوصاية ولكنه يتحسس من حقوق الإنسان، وتحدث ابن سلمان أيضا عن بذخه وتبذيره والمشتريات التي يقدم عليها بأموال طائلة ليقول "أنا رجل ثري، لست مانديلا ولا غاندي".

يقول الصحفي الأمريكي جيفري غولدبيرغ رئيس تحرير "الأتلانتيك"  أن محمد بن سلمان أبلغه  أنه "يعترف بحق الشعب اليهودي في أن يكون له دولة قومية خاصة به إلى جانب دولة فلسطينية".

ويعلق الصحفي الأمريكي أنه فيما الملك سلمان ليس مريضا لدرجة العجز عن ممارسة وظائف الملك، غير أن ابنه هو المسؤول الحقيقي، مع معاونيه الكثر وأنصاره في "وول ستريت" وفي البيت الأبيض، وخاصة "زميله الأمير جاريد كوشنر" على حد تعبير غولدبيرغ وهؤلاء جميعا يعتقدون أن ولي عهد السعودية في عجلة من أمره لقلب النظام السعودي التقليدي. يقول غولدبيرغ أن زيارة ابن سلمان لواشنطن كانت رحلة "صيد واستثمار" وفرة لتسويق ما يقول أنه رؤية 2030، "لتحديث المملكة، وإنهاء اعتمادها على النفط".

يشير الصحفي إلى أن محمد بن سلمان اشترى مؤخرا  يختاً يُزعم أنه قيمته نصف مليار دولار، ونتذكر بما أجاب على سؤال نورا أودونيل في سي بي أس عندما سألته عن هذا وعن مشترياته الباذخة الأخرى إذ قال أمير التقشف " "إن حياتي الشخصية هي شيء أود الاحتفاظ به لنفسي ولا أحاول جذب الانتباه إليه. ... بالنسبة إلى نفقاتي الخاصة، فأنا شخص غني وليس شخصًا فقيرًا. أنا لست غاندي أو مانديلا ".

في حديثه إلى المجلة قسم محمد بن سلمان الشرق الأوسط إلى قسمين، أو معسكرين متحاربين : ما أسماه "مثلث الشر" ، الذي يتكون من إيران والإخوان المسلمين والجماعات السنية الإرهابية. والتحالف من الدول المعتدلة التي وصفت نفسها والتي تشمل الأردن و مصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان. ولم ينس الحط من مكانة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية بشكل لا يليق بمن يزعم أنه سيصبح ملكا "  أعتقد أن الزعيم الإيراني الأعلى يجعل هتلر يبدو جيداً. لم يفعل هتلر ما يحاول المرشد الأعلى القيام به. حاول هتلر التغلب على أوروبا. ... يحاول المرشد الأعلى غزو العالم ".

في المقابلة، يقول الصحفي الأمريكي أن ابن سلمان لا يتحدث بأي كلمة سيئة عن "إسرائيل" ويقول " أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في امتلاك أرضهم الخاصة. » ويقول الصحفي أن انطباعه أن "السعوديين مثل العديد من القادة الرب تعبوا من الفلسطينيين".

في الشأن الداخلي، يقول غولدبيرغ أن آخرين انضموا إلى الاجتماع الذي حدث في غرفة معيشة الأمري خالد، وتحت لوحة تصور اجتماع 1945 بين الرئيس فرانكلين روزفلت والملك عبد العزيز بن سعود ، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة (وجد محمد وخالد)، انضم إلى الاجتماع الأمير خالد ومجموعة واسعة من المستشارين والمساعدين  الذين جلسوا على أريكتين وأبدوا قلقهم عندما بدا وكأن الأمير ينحرف صراحة عن ما هو مطلوب،  بدوا قلقين عندما تحول الحديث إلى مسألة قوانين "الوصاية" السعودية ، التي تحظر على النساء والفتيات السعوديات السفر دون إذن من كفيل ذكر.

ويقول الصحفي أن ابن سلمان الذي  رفع مؤخراً حظراً أبقى على النساء ممنوعات من القيادة منذ زمن طويل ، متلهفاً إلى الاعتراف بأنه يريد وضع حد لقواعد الوصاية هذه. "

ويزعم ابن سلمان، أنه قبل عام 1979 كان هناك عادات وصاية مجتمعية ، لكن لم تكن هناك قوانين وصاية في المملكة ، مشيرا إلى ما يزعم أنه سنة مفصلية في التاريخ السعودي ، يقصد الثورة الإسلامية الإيرانية، فضلا عن عملية احتلال الحرم المكي،  ويزعم أن هذا أدى  "إلى رد فعل متحفظ في المملكة" .

ولكن مقابل انفتاحه على "حريات النساء" كان ابن سلمان وبما يتناسب مع طبيعة حكمه ونظامه حذرا فيما يتعلق بحقوق الإنسان ، الانفتاح ، واستمرارية النموذج المطلق للحكم الملكي .

لا يتردد محمد ابن سلمان في تزييف تاريخ الإسلام كله، ويزعم أن واجب المسلمين فقط "نشر كلمة الله" وأن فكرة "الخلافة" هي من بنات أفكار "مثلث الشر" وفي حديثه يبدو ابن سلمان جاهلا بالكلاسيكيات التي يعرفها تلاميذ المدارس الابتدائية عن الإسلام ونشر الدعوة وغيرها من بديهيات، الجزء الأول من مثلث الشر هو إيران ، ثم يأتي الإخوان المسلمون، ثم إرهابيي القاعدة وداعش.

الصحفي يحاجج ابن سلمان أن ما يقوله ليس صحيحا فقبل 1979 1979 أيضًا ، "كانت الفصائل الأكثر محافظة في السعودية تأخذ أموال النفط وتستخدمها لتصدير نسخة متطرفة أكثر تعصباً للإسلام ، أي إيديولوجية وهابية ، يُفهم على أنه نوع من الإيديولوجية المرافقة لفكر الإخوان المسلمين".

يزعم ابن سلمان أن تلك كانت الوهابية، ولسخرية الأقدار يزعم الأمير "نحن لسنا على دراية به. لا نعرف ذلك." ويضيف "لا أحد يستطيع تعريف هذه الوهابية"، ويذكره الصحفي "إنها حركة أسسها ابن عبد الوهاب في القرن الثامن عشر الميلادي، وهي ذات طبيعة أصولية متطرفة، وتفسير متشدد للسلفيين"

ولكن بالنسبة لابن سلمان " لا أحد يستطيع تحديد الوهابية" و "لا توجد الوهابية" وبالتالي "نحن لا نعتقد أن لدينا الوهابية"، ولكن ماذا لدى ابن سلمان "نعتقد أن لدينا ، في المملكة العربية السعودية ، سنة وشيعة".

لا نعرف أين ذهبت الخلافتين الأموية والإسلامية عند مدرسي محمد بن سلمان أو ما إذا كان درس التاريخ أصلا "بعد النبي محمد والخلفاء الأربعة الأوائل ، عاد شعب شبه الجزيرة العربية ليقاتل بعضهم البعض كما فعلوا منذ آلاف السنين. لكن عائلتنا ، قبل 600 سنة ، أنشأت مدينة من الصفر تسمى الدرعية ، ومع هذه المدينة جاءت الدولة السعودية الأولى". بدون التوغل في التفاصيل فإن من الواضح أن نسخة التاريخ التي يعتمدها ابن سلمان مثيرة للسخرية، إن لم نتحدث عن اختزالها وتزييفها.

يعيد ابن سلمان سرد قصته عن "تمويل الإرهاب" قبل 1979، وكيف سخرت المملكة مواردها في خدمة المعسكر الغربي ملمحا إلى استهداف نظام حكم الرئيس جمال عبد الناصر "أنت تتحدث عن الحرب الباردة. لقد انتشرت الشيوعية في كل مكان ، مهددة الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك نحن. تحولت مصر في ذلك الوقت إلى هذا النوع من النظام. لقد عملنا مع أي شخص يمكن أن نستخدمه للتخلص من الشيوعية. وكان من بين هؤلاء الإخوان المسلمين. قمنا بتمويلهم في المملكة العربية السعودية. ومولتهم الولايات المتحدة الأمريكية" .

ضمن القصة التي يروجها ابن سلمان فإن مملكته لم تدعم الإرهاب، ولكن طبقا لها أيضا فتلك المملكة تبدو وكأنها "حارة كل مين إيده إلو" ما يتناقض مع تاريخ السعودية الحقيقة والمعروف لمملكة القمع المظلمة، يزعم " أتحدى أي شخص ما إذا كان بإمكانه تقديم أي دليل على أن الحكومة السعودية مولت الجماعات الإرهابية. نعم ، هناك أشخاص من السعودية مولوا جماعات إرهابية. هذا ضد القانون السعودي. لدينا الكثير من الناس في السجن الآن ، ليس فقط من أجل تمويل الجماعات الإرهابية ، ولكن حتى من أجل دعمهم. أحد أسباب وجود مشكلة في قطر هو أننا لا نسمح لهم باستخدام النظام المالي بيننا لجمع الأموال من السعوديين وإعطائها للمنظمات المتطرفة".

ويزعم ابن سلمان أن المرشد الإيراني الأعلى أسوأ من هتلر "لم يفعل هتلر ما يحاول المرشد الأعلى القيام به. حاول هتلر التغلب على أوروبا. هذا سيء. لكن المرشد الأعلى يحاول غزو العالم. يعتقد أنه يملك العالم. إنهم كلهم ​​أشرار".

يتكشف في ما يقوله ابن سلمان ما يدور في ذهنه وإن لم يصرح، بالشيعة بعيدون عن أن يكونوا مواطنين سعوديين بل "يعيشون عادة في المملكة العربية السعودية. ليس لدينا مشكلة مع الشيعة".

يزعم محمد بن سلمان أنه "ناضلنا للتخلص من المتطرفين في سوريا والعراق ، ثم بدأوا في خلق ملاذ في اليمن. سيكون من الأصعب بكثير التخلص من المتطرفين في اليمن من العراق أو سوريا".

وحول "الشرق الأوسط الكبير" يسأل غولدبيرغ:"دعونا نتحدث عن الشرق الأوسط الكبير. هل تعتقد أن الشعب اليهودي له الحق في دولة قومية في جزء من موطن أجداده على الأقل؟"

ودون أن ترمش عين ابن سلمان حول "موطن أجداده" يقول "أعتقد أن كل شعب ، في أي مكان ، له الحق في العيش في أمته المسالمة. أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في امتلاك أرضهم الخاصة. لكن يجب أن يكون لدينا اتفاق سلام لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية" ويضيف "لدينا مخاوف دينية حول مصير المسجد الحرام في القدس وحول حقوق الشعب الفلسطيني. هذا ما نملكه. ليس لدينا أي اعتراض على أي شخص آخر".

يصيف ابن سلمان "إسرائيل هي اقتصاد كبير مقارنة بحجمها ، وهي اقتصاد متنام ، وبالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها مع إسرائيل ، وإذا كان هناك سلام ، سيكون هناك الكثير من الاهتمام بين إسرائيل ومجلس التعاون الخليجي. دول وبلدان مثل مصر والأردن".

في النهاية عندما يقول محمد بن سلمان "لم نحظر تويتر،  أو الوصول إلى وسائل الإعلام الاجتماعية. تويتر ، الفيسبوك ، سناب شات. سمّها ، وهي مفتوحة لجميع السعوديين. لدينا أعلى نسبة من الناس حول العالم باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية. في إيران يحجبون وسائل الإعلام الاجتماعية وفي البلدان الأخرى يحجبون وسائل الإعلام الاجتماعية. يتمتع السعوديون بحرية الوصول إلى أي وسيلة إعلام حول العالم"، يرد عليه محاوره الأمريكي باختصار " لست متأكدًا تمامًا من أن تويتر جيد للحضارة "