يُصادف اليوم ذكرى اغتيال القائد المناضل ربحي حداد، الشهيد القائد الذي توحد قلمه ودمه على طريق النضال من أجل تحرير فلسطين، رابطًا ما نظّر إليه طوال سنوات نضاله الطويلة بالفعل الكفاحي المسلح.
ولد الشهيد ربحي حداد في 31-1-1947 لعائلة فلسطينية، وأنهى دراسته الثانوية في عام 1966 من كلية النجاح، وقد اعتقل في ذات العام على خلفية نشاطه التنظيمي، والتحق الشهيد بقاعدة "أبو موسى" العسكرية التابعة لمنظمة أبطال العودة الذراع المسلح لحركة القوميين العرب التي انتسب إليها، وفيما بعد التحق ربحي حداد بكلية العلوم في جامعة الأزهر بمصر، وما أن أنهى سنته الدراسية الأولى حتّى حلّت نكسة حزيران 1967 وعاد ليمارس عمله الكفاحي مع رفاقه داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في فضاء تجارب الأسر والنضال
اعتقل ربحي حداد عدة مرات، فمنذ اعتقاله على يد النظام الأردني في عام 1966 بتهمة تأييد منظمة التحرير الفلسطينية، تنقّل الشهيد أثناء فترات اعتقاله اللاحقة بين زنازين السجون الصهيونية، وقد كان مؤسسًا للحركة الوطنية الأسيرة في السجون الصهيونية، فقد اعتقل في 1967عام في سجون الإحتلال لمدة ثلاثة أشهر، ومن ثم تم اعتقاله في عام 1968 بتهمة الإنتساب للجبهة الشعبية ومقاومة الإحتلال حينما اعتقل مع مجموعة من رفاقه بعد أن استأجروا منزلًا في مدينة نابلس وقدّ حولوه لمركزٍ للتدريب العسكري وحاصرتهم قوات الإحتلال في حينها واعتقلت المجموعة، حُكم الشهيد ربحي حداد 28 سنة قضى منها 17 عامًا بعد أن تحرر من الأسر على إثر صفقة تحرير الأسرى 1985 وكان واحدًا من ثلاثة أسرى ممن أشرفوا على تفاصيل الصفقة والتحرير، توالت الإعتقالات بحق الشهيد حتى خرج منها بعد اعتقال إداري عام 1992 دام لخمسة أسابيع ، ومن ثم استكمل طريقه نضاله الوطني خارج أقبية السجون الصهيونية.
من الأسر تأسيسًا للمواجهة
اجتاحت القوات الصهيونية في معركة جبل النار مدعومة بالمدرعات والدبابات الصهيونية مدينة نابلس في عام 2002، وقد احتدمت المواجهة مع المقاومة الفلسطينية، وحمل الشهيد ربحي حداد سلاحه وخرج إلى ساحة المواجهة، فيما جابهته رصاصات الغدر الصهيونية حيث أطلقت إحدى الدبابات المتوغلة وابلًا من الرصاص الثقيل نحو جسده، وقد سقط شهيدًا مدافعًا عن المدينة التي أحبها وترعرع فيها وعن فلسطين التي انتمى إليها وتبنى مسؤولية الدفاع عن أرضها، ومدافعًا عن النظرية الثورية التي لطالما عبئ وحشّد رفاقه في المعتقل بأدبياتها ومنهجيتها. استشهد القائد ربحي حداد تاركًا خلفه نموذجًا نضاليًا وأيقونة ثورية تنتهج طريقها الأجيال من بعده.