Menu

لولا دا سيلفا: من الفقر إلى رئاسة أحد أقوى اقتصادات في العالم.. ثم السجن!

_100743980_6f1607bc-b871-4c50-a036-501a7170c757

بوابة الهدف - وكالات

سلم الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا، نفسه للشرطة لبدء تنفيذ عقوبة بالسجن 12 عامًا بعد إدانته من قبل محكمة "بالفساد وتلقي رشىً"، بعد أيامٍ من لجوءه لمقرٍ عمالي في البلاد.

وجاء ذلك بعد رفض أعلى محكمة استئناف في البلاد طلب الرئيس السابق بأن يبقى حُرًا إلى أن يبت في الاستئناف الذي قدمه، ضد حكم السجن الذي يعتبره "ملفقًا له كل لا يترشح للرئاسة".

ويعتبر دا سيلفا أن هذا القرار سياسي وهدفه منعه من الترشح لفترة رئاسية ثالثة في الانتخابات التي ستجري في 7 تشرين الأول /أكتوبر المقبل.

من هو لولا دا سيلفا؟

كان لولا دا سيلفا، الذي يبلغ 72 عامًا، رئيسًا للبرازيل منذ عام 2002 حتى 2011، وكان ينوي الترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2018، وقد يتعذر عليه خوض هذه الانتخابات إذا أدين "جنائيًا" في القضايا المرفوعة ضده.

وكان قد حاول الرئيس البرازيلي الاشتراكي، 4 مرات قبل أن يصل أخيرا إلى الرئاسة في عام 2002.

عاش دا سيلفا حياة صعبة، فهو ابن أسرة فقيرة من المزارعين الأميين عمل وهو في العاشرة من عمره بائعا للفول السودان ي وماسحا للأحذية.

وفي شبابه التحق كعامل بمصنع للصلب قرب ساو باولو حيث فقد إصبعا من يده اليسرى في حادث بستينيات القرن الماضي.

لم يكن دا سيلفا معنيا بالسياسة ولكنه انغمس في العمل النقابي بعد وفاة زوجته الأولى متأثرة بمرض كبدي عام 1969، وانتخب رئيسا لاتحاد عمال الصلب الذي يضم في عضويته 100 ألف شخص عام 1975 ليحوله من منظمة صديقة للحكومة لحركة مستقلة قوية.

وفي ثمانينيات القرن الماضي قام بتأسيس حزب العمال وهو أول حزب اشتراكي في تاريخ البرازيل.

ويعد دا سيلفا أول رئيس للبرازيل من صفوف الطبقة العاملة الكادحة، ويقول أنصاره إن سياساته لعبت دورًا كبيرًا في خفض نسبة الفقر في البلاد في بداية حكمه والذي استمر لفترتين رئاسيتين من 2003 إلى 2011.

تاسع أقوى اقتصاد في العالم

أحدث دا سلفيا تطورًا كبيرًا وطفرة اقتصادية، حيث تربعت البرازيل في سنة 2010، المركز السابع عالميا من حيث قوة الإقتصاد محققة نسبة نمو 7.5% ، وأصبحت من ضمن ما يعرف The Acronym BRIC التي تضم كل من البرازيل، روسيا، الصين، الهند، وهي الدول التي حققت معدلات نمو قوية وساهمت في إنتعاش الإقتصاد العالمي.

واستطاع أن يعيد للبرازيل مكانتها من جديد فقد حققت سياساته الإصلاحية الجديدة نجاحات أبهرت العالم وأخرجت البرازيل من إحدى أسوء الأزمات التي عرفتها عبر التاريخ، لقد كان الشعب محبطا لدرجة كبيرة و يشعر بالإنكسار و الهزيمة بسبب ما آلت إليه الظروف في البلد.

وتضمنت إصلاحات دا سلفيا، العديد من الإجراءات، بينها خروج البرازيل من عباءة صندوق النقد الدولي وجاء دا سيلفا بإقتراحات جديدة من بينها: تشجيع التصنيع، زيادة الإنفاق على القطاعات الإقتصادية، سياسة إحلال الواردات، فتح علاقات جديدة مع الإتحاد الأوربي، تطوير في قوانين الإستثمار، تشجيع الزراعة، تشجيع السياحة.

الرئيس الأكثر شعبية

ورغم الإدانة إلا أن دا سيلفا يتصدر حاليا سباق الانتخابات الرئاسية، نظرا لأنه كان يوما الرئيس الأكثر شعبية في البرازيل.

وحتى هذه اللحظة مازال بإمكانه استغلال ممتلكاته، لكن في حال رفض طلب الاستئناف الذي تقدم به فسيتم مصادرتها وبيعها وتسليم عائداتها إلى شركة النفط الحكومية بتروبراس، التي رفعت قضايا الفساد ضد الرئيس الأسبق.

مظاهرات واشتباكات

ونشبت اشتباكات، الأربعاء، بين أنصار رئيس البرازيل السابق ومعارضيه، خلال مظاهرات تجتاح البلاد منذ عدة أيام، حيث تخرج المسيرات ما بين مؤيد ومعارض للملاحقة القضائية التى يتعرض لها الرئيس دا سلفيا.

ويسعى حزب العمال الاشتراكي البرازيلي، إلى "لإعلان أنّ زعيمه سجين سياسيّ سيدير حملته الانتخابية من داخل زنزانته".