Menu

بوتن : من يستطيع تخيل هجوم روسيا على الناتو ليس عاقلا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن

الهدف – موسكو- وكالات

في رسالة واضحة للغرب ، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "سبب الأزمة في أوكرانيا هو غياب المهنية في سلوك الغرب الذي فقد زمام الأمور"، مؤكداً في حديث لصحيفة Il Corriere della Sera الإيطالية ان "هذا ليس خيارنا بل أجبرنا على الرد على ما يحدث".

وأكد: " أن روسيا لا تستطيع التأثير على سلطات كييف كما الولايات المتحدة وأوروبا لحمل السلطات الأوكرانية على تنفيذ كل ما جرى الاتفاق عليه في مينسك"، مؤكدا أن "موسكو فعلت وستفعل كل ما بوسعها للتأثير على جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد"، مشيراً إلى أن "الوثيقة التي جرت المصادقة عليها في مينسك "تعتبر الأصح، وقد تكون الطريق الوحيد اليوم لحل المشكلة، ولو لم نعتبرها صحيحة وعادلة ويمكن تنفيذها لما صادقنا عليها".

وبخصوص  جنوب شرق أوكرانيا، رأى بوتين أن "على كييف البدء بإعادة تأهيل منطقة دونباس وإجراء إصلاحات دستورية وانتخابات محلية"، لافتا الى أن "المشكلة تكمن في عدم رغبة السلطات الحالية في كييف بالجلوس الى طاولة المفاوضات مع قوات الدفاع الشعبي".

وشدد على أن "روسيا معنية وستسعى الى التنفيذ الكامل غير المشروط لجميع اتفاقات مينسك، ولا يوجد سبيل آخر للتسوية اليوم حسب رأيي"، مذكراً بأن "زعماء الجمهوريتين المعلنتين من جانب واحد صرحوا علنا باستعدادهم لدراسة إمكانية اعتبار أنفسهم جزءا من الدولة الأوكرانية".

وأضاف:" بخصوص انضمام القرم الى الاتحاد الروسي، أن ذ"لك كان على أساس الخيار الشعبي لسكان شبه الجزيرة، بينما صوت الناس في دونيتسك ولوغانسك لصالح الاستقلال، والوضع فيهما مختلف"، مشيرا إلى أن "الديمقراطية هي خيار الشعب أو السلطة المعتمدة على خيار الشعب"، معتبراً إن "حل مشكلة القرم معتمد على خيار الشعب القاطن في القرم".

وأوضح:" أن أوكرانيا تعاني من أزمة سياسية صعبة تنعكس على اقتصادها، والاتحاد الأوروبي يستطيع تقديم مساعدة مالية أشمل لتخطي الأزمة"، موضحاً "هناك التزامات معينة أخذها شركاؤنا الأوروبيون على عاتقهم بما فيها وعدهم باستئناف النظام المصرفي".

وفيما يخص العلاقات الروسية الغربية فرأى بوتين أنها "يجب أن لا تبنى على منطق المواجهة، نحن لا نشعر أن أحدا خدعنا أو تصرف معنا بطريقة غير لائقة، الأمر ليس كذلك، بل يجب أن تبنى العلاقات على أساس طويل الأمد".

موضحا:" أن روسيا والولايات المتحدة تواصلان العمل المشترك في كثير من القضايا بما في ذلك ملف إيران النووي، وتعتبران حليفتين في مسائل عدم انتشار سلاح الدمار الشامل ومحاربة الإرهاب، وتواصلان الحوار المتعلق بالسيطرة على السلاح، فنحن نتعاون في كثير من المسائل الجدية بالإضافة إلى برنامج إيران النووي"، مشدداً على أن "ما تقوم به موسكو هو مجرد رد على التهديدات التي تواجهها، وهو رد مقيد بأطر لكنه يضمن أمن البلاد، وروسيا لا تحدث أحدا بلهجة تصعيد"، ذاكراً أنه "عرض على الأمريكان عدم الخروج من اتفاقية الدفاع الصاروخي من جانب واحد والتعاون في إقامة منظومة دفاع صاروخي روسية أميركية أوروبية، إلا أن ذلك رفض"، معتبراً انه "من أجل ضمان التوازن الاستراتيجي سنطور قدراتنا الاستراتيجية الهجومية وسنفكر في منظومة تخطي الدفاع الصاروخي، وقد حققنا تقدما ملموسا في هذا الاتجاه".

وبين، أن "نفقات الولايات المتحدة العسكرية تساوي كل نفقات دول العالم مجتمعة، أما نفقات حلف شمال الأطلسي فهي أكبر بعشر مرات من نفقات الاتحاد الروسي، وخلافا للولايات المتحدة لا تملك روسيا عمليا قواعد عسكرية خارج البلاد"، مشيراً الى ان "روسيا لم تستأنف تحليق طائراتها الاستراتيجية الا بعد عدم امتناع واشنطن عن ذلك، وأن الغواصات الأميركية موجودة بحالة تأهب دائم عند الشواطئ النرويجية ما يسمح لصواريخها ببلوغ موسكو في 17 دقيقة "بينما نحن أخلينا منذ زمن بعيد من كوبا القواعد ذات المهام الاستراتيجية، وتريدون القول "بعد ذلك"، أننا نتصرف بعدوانية؟"، الناتو هو الذي يقترب من حدودنا، هل هذا دليل عدوانيتنا؟".

واعتبر بوتين أن "من يستطيع تخيل هجوم روسيا على الناتو ليس عاقلا، وبعض الدول تتلاعب بمشاعر الخوف من روسيا"، معربا عن رأيه بأن "الأميركيين لا يرغبون كثيرا بالتقارب الروسي الأوروبي بل يريدون الحفاظ على زعامتهم"، مؤكداً انه "لا داعي للخوف من روسيا، فالعالم تغير الى ذاك الحد الذي لا يستطيع فيه العاقلون تصور مثل هذه الأزمة العسكرية الشاملة اليوم. وأؤكد لكم، لدينا ما نفعله".