Menu

الأردن: ماذا تعني استعادة نقابة المهندسين من "الإخوان"؟

أحمد نعيم بدير

عمّان _ خاص بوابة الهدف

في سقوطٍ وُصف بالتاريخي، خسرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن للمرة الأولى منذ أكثر من ربع قرن منصب نقيب المهندسين، في نقابةٍ تعد من أكبر النقابات المهنية، وتعتبر انتخاباتها مؤشرًا على الثقل السياسي للتيارات المُشاركة فيها، في ظل أن هذه النقابة مكونة من حوالي 140 ألف مهندس في كافة القطاعات.

وانتهت هيمنة "الاخوان" على هذه المؤسسة بعد اعلان نتائج انتخابات مجلس نقابة المهندسين بدورتها الـ28 للأعوام 2018-2021، التي جرت الجمعة، حيث فاز أحمد سمارة الزعبي، المرشح عن قائمة "نمو"، بمنصب نقيب المهندسين، بحصوله على 7933 صوتًا، مُتقدمًا على مرشح قائمة "إنجاز" التابعة للإخوان المسلمين، النقيب الأسبق، عبد الله عبيدات، الذي حصل على 6790 صوتًا.

وحصلت قائمة "نمو"، على ستة مقاعد؛ من بينها النقيب ونائبه، مقابل حصول "قائمة إنجاز" على أربعة مقاعد فقط، الأمر الذي يعني أنّ إدارة مجلس النقابة، ستؤول إلى "نمو".

وفي أول خطاب بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات وفوزه، قال الزعبي، إنّ قائمته "طرحت مشروعًا وطنيًا، واستقت منه برنامجها النقابي المهني، بعد أن تحسّست نبض الشارع، وتنقلت بين المدن والقرى والبوادي والمخيمات"، مُعلنًا نفسه "نقيبًا للمهندسين جميعًا".

وأكد الزعبي التزام قائمته بالبرنامج الانتخابي الذي تقدّمت به، مُؤكدًا أنّ "المرحلة القادمة ستكون مرحلة تشاركية مع الزملاء الذين يمثلون القائمة المنافسة"، مُتعهدًا بأن "يكون الطرفان فريقًا واحدًا يتعاون مع جميع الكوادر العاملة في النقابة للبدء بتنفيذ البرنامج".

وحول سبب خسارة "الاخوان" في هذه الانتخابات بعد كل هذه السيطرة طوال السنين الماضية، هاتفت "بوابة الهدف"، عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، فؤاد حبش، والذي أكّد أن "أسلوب تنظيم الاخوان الاقصائي والاستعلاء الممارس من قبلهم في النقابة لفترة ربع قرن من السيطرة، دفع الشباب للعزوف عن النقابات، والاستياء من قبل القاعدة العريضة للمهندسين".

وشدّد حبش على أن نتيجة الانتخابات "لم تكن محض صدفة، بل كان هناك إجماع من كافة أطياف المهندسين بضرورة التوحّد تحت مظلة قائمة "نمو"، لكسر حالة الهيمنة والتفرد"، مُشيرًا إلى أنهم عملوا على تشكيل قائمة "نمو" من مختلف التيارات القومية واليسارية والمستقلين، وكان لهذه القائمة برنامج عمل واضح، وإرادة قوية.

وفي تصريح لوكالة "الأناضول" قال بدر ناصر، نائب رئيس تجمع قائمة الإسلاميين: "خسرنا منصب النقيب ونائب النقيب و4 مقاعد من مجلس النقابة، وفزنا في 4، إن خيار المهندسين يحترم، وهذا يدل على أن الإسلاميين لم يكونوا يوما إقصائيين ويحترمون خيارات الصندوق"، على حد قوله.

القاعدة الجماهيرية التي حضنت قائمة "نمو"، نتجت عن الأنشطة والفعاليات المكثفة التي نفذتها القائمة بمختلف المناطق على امتداد جغرافيا المملكة، ما دفع ثلاثة آلاف مهندس جديد للذهاب والمشاركة في الانتخابات، في حين أنهم قاطعوا الدورة السابقة لها.

"من الناحية العملية، ماذا تعني خسارة الاخوان"، يُتابع عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة، فؤاد حبش خلال الاتصال الهاتفي مع "الهدف"، أن "الواقع بالتأكيد سيكون أفضل، قائمة "نمو" لديها برنامج وطني مهني تقدمي، ولطالما مُورِس عليها الاقصاء في السابق، ولكنها لن تمارسه مع غيرها، بل ستكون منفتحة على الجميع، بما فيهم الإسلاميين، وستعمل بشكلٍ أساسي لمصلحة النقابة والمهنة والارتقاء بها".

ويُذكر أن الإخوان سيطروا على منصب النقيب ونائب النقيب وكامل أعضاء المجلس منذ العام 1992.

أخطاء الماضي!

"الاستراتيجية التي تتبناها قائمة "نمو" اليوم، هي تفادي الأخطاء السابقة، والعمل بشكل جدي وشفاف لصالح المهنة والنقابة، وخدمة جميع منتسبي النقابة من المهندسين، لأننا نؤمن بأن هذه النقابة هي للجميع، والمهني الجيد، هو الوطني الجيد"، والحديث هنا لحبش.

وحسبما أفاد حبش وهو مسؤول دائرة العمل المهني في الحزب، فإن قائمة "نمو" عبارة عن توليفة من المهندسين، ومنهم قوميين ومستقلين ويساريين، فجمعت هذه القائمة كل الأحزاب المُعادية للخط الاخواني الذي أفسد العلاقات الوطنية طوال السنين الماضية، خصوصًا بعد الأحداث في سوريا.

وشارك في انتخابات النقابة نحو 15 ألف مهندس، من أصل 65 ألفًا يحق لهم الاقتراع، علمًا أن عدد المهندسين المسجلين في النقابة هو 140 ألف شخص، لكون أعداد كبيرة منهم تعيش خارج البلاد.

ويتوقع مراقبون، أن تشهد نقابة المهندسين في الأردن وهي من أكبر النقابات، وجودًا أكثر تأثيرًا على الأرض، في حين أن من يمثلها الآن هم أصحاب الفكر الديمقراطي التقدمي التشاركي، الذي سيسعى للارتقاء بالنقابة وخدمة كافة المهندسين فيها.