بدأ حياته المهنية في التاسعة عشرة من عمره كمصور صحفي، عندما كانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في أوجها، وكغيره من العاملين في هذا المجال واجه الكثير من الصعوبات والمخاطر خصوصا في مناطق الصراع، فكانت إصابته بالشلل النصفي للأطراف السفلى عام 2006 نتيجة رصاصة طائشة هي ضريبة عمله.
أسامة سلوادي مصور فلسطيني ولد في رام الله - فلسطين في 14 شباط 1973, عمل مع العديد من المؤسسات الصحفية المحلية والعالمية, مثل وكالة الصحافة الفرنسية و وكالة رويترز , ومصور رئيسي في الأراضي الفلسطينية لصالح وكالة جاما الفرنسية, ليؤسس في عام 2004 "ابولو" كأول وكالة تصوير فلسطينية , وفي 2009 أسس مجلة وميض وترأس تحريرها .
لم تمنعه إصابته من أن يكون مصورا مميزا يمتلك سجلا مهنيا ينظر له بكثير من الاحترام, فبدأ عام 1997 بمشروع توثيق التراث الفلسطيني بمختلف أشكاله, ولا يزال العمل في هذا المشروع مستمرا إلى يومنا هذا .
يقول سلوادي لمرسل "الهدف" عن مشروع التوثيق البصري للتراث الفلسطيني:" عملت على مشروع توثيق التراث منذ سنوات, لأن تراثنا هويتنا, ولأنني لاحظت أن الاحتلال بدأ يعبث ويسرق ما يحلو له من تراثنا المتنوع (ملابس ومأكولات وحجارة ), أصدرت مجموعة كتب توثق الحياة اليومية الفلسطينية" .
مشيرا إلى أن المشروع من عشرة أجزاء وهي, الأزياء الفلسطينية التقليدية " ملكات الحرير ", "التراث المعماري- بوح الحجارة ", "الزهور البرية - أرض الورد ", "الحلي والمجوهرات الفلسطينية", "المأكولات الفلسطينية", "المواسم الفلسطينية", "الحرف اليدوية", "طيور فلسطين", "الطبيعة والبيئة الفلسطينية ", "الألعاب الشعبية".
عن أهمية الصورة الفوتوغرافية التي ينتجها من توثيق التراث قال سلوادي :" تمثل الصورة العصب الأساسي للإعلام الحديث، ولعل أهم ما يتميز به إعلام اليوم تحوله إلى إعلام مصور مرئي، حتى الصحافة الورقية لم تعد قادرة أن تنافس أو أن تعطي تأثيراً دون صورة، لذا بدأت العناية بالتصوير والمصورين".
موضحا أن أهمية توثيق التراث تنبع من تعزيز الهوية الفلسطينية، فالهوية التي تجمع ما بين أفراد الشعب , لها تاريخ عميق, ولها أمجاد وثقافة, يعبر عنها التراث بما يحتويه من رموز معبرة ومشحونة بالمعاني والعواطف, وهذا بالتأكيد يحتاج إلي توثيق وحماية".
من الجدير بالذكر أن المصور أسامة سلوادي أصدر ثمانية كتب توثق جوانب مختلفة في حياة الإنسان الفلسطيني، منها "المرأة الفلسطينية عطاء وإبداع" عام 1999م, "فلسطين...كيف الحال "عام 2008 , "الحصار" 2008 , "ملكات الحرير" 2012 , "بوح الحجارة 2014 " , ونفذ العديد من المعارض المحلية والدولية , وقام بتغطية أحداث مهمة مثل " إنشاء السلطة الفلسطينية " , أول انتخابات فلسطينية 1996 , اجتياح رام الله , حصار الرئيس الراحل ياسر عرفات , كما حصل على العديد من الجوائز الدولية والمحلية .