ازدياد حالات الإصابة بالسرطان المكتشفة في قطاع غزة، تأخذ المواطنين لطرح تساؤلات حول أسباب هذه الزيادة في انتشار طاعون العصر، وفي سياق الإجابات يجري اتهام " النيماكور".
مبيد النيماكور والذي تداول أسمه في الاونة الاخيرة بأنه المبيد الذي يسبب السرطان والامراض الاخرى ويستخدمه المزارع الفلسطيني في كافة المحاصيل وحسب افاداتهم بأنه الوحيد الوحيد ولا بديل عنه في الاستخدام لتعقيم الاراضي ولانتاج الثمار،
انواعا اخرى من المبيدات السامة والمضرة تستخدم في رش المحاصيل الزراعية بقطاع غزة دون رقيب او حسيب، فيما تؤكد جهات الاختصاص ان الامر يكمن في عمل المزارع والتزامه بوضع الكميات المطلوبة منه، وعدم قطف المحاصيل قبل نهاية ما يعرف بفترة الامان.
المزارع رائد مسلم يقول منذ الانقسام عام 2007 ونحن نعاني من عدم دخول الاسمدة الزراعية مما نطر لاستخدام المبيدات بكميات اكبر من اللازم والمادة التي كنا نستخدمها غاز البروميد لتعقيم الاراضي ولا اضرار فيه والتي كنا ندخلها عبر الانفاق وبصعوبة وفي الوقت الحالي فقط نستخدم المبيدات الزراعية لان الاراضي الزراعية تحتاج للتعقيم قبل عملية الزراعة ودونها لا تصلح الزراعة .
يكمل المزارع مسلم ان مادة النيماكور مسموح استخدامها في القطاع ولكن تحت ارشادات يجب الالتزام بها وإلا ستسبب الامراض وستكون الثمار مسرطنة ويجب الالتزام في فترة تسمى فترة الامان وتكون مدتها 60 يوما والتي يجب ان يلتزم بها جميع المزارعين.
وخلال حديثه اكد مسلم بأن نسبة ازدياد الامراض في قطاع غزة هذا لا يعني ان المزارع يرتكب جرائم ولا يلتزم بالارشادات المطلوبة بل الغالبية الاكبر من المزارعين ملتزمين بهذه الارشادات واكتفى المزارع بالقول " ان ابنائنا هم اول من يأكل الثمار التي نجنيها " واضاف ان عوامل اخرى تؤدي لانتشار الامراض منها البضائع التي تأتي من الخارج دون ان يتم فحصها والمواد السامة التي تستخدما اسرائيل في الصواريخ المطلقة تجاه غزة والتي تسبب اضرار كبيرة وحتى اللحظة الجميع يعاني منها .
يتحدث المزارع قاسم قاسم عن المبيدات الزراعية فيقول ان البعض يستخدمها اثناء عملية قطف الثمار وهنا المصيبة التي تسبب الامراض وهذا يعود سببه الجهل بين بعض المزارعين في كيفية استخدام المبيد.
اما بالنسبة للمبيد الزراعي فيباع من قبل وزارة الزراعة تحت ارشادات ومع رقابة الوزارة اثناء عملية الرش ولكن بعض التجار في الاسواق السوداء تقوم ببيع المبيدات بأسعار مختلفة ودون رقابة وزارة الزراعة وهذا يعتبر مخالفة قانونية، وافاد العديد من المزارعين بأن غالبيتهم يشترونها من الاسواق السوداء نسبة لاسعار مخفضة فمنهم من يلتزم بالارشادات والبعض القليل لا يلتزم مما يسبب الاذى للمواطن الفلسطيني.
في محاولة لاستيضاح التأثير الحقيقي لهذا المبيد توجه فريق بوابة الهدف لاتحاد لجان العمل الزراعي للحصول على بعض الإجابات.
المهندس الزراعي في اتحاد لجان العمل الزراعي جميل البع افادنا ان الاتحاد يعمل تحت شعار " انتاج منتج سليم مع الحفاظ على البيئة " ويتحدث للهدف عن المبيدات المستخدمة والمسموح بها في قطاع غزة، و واضاف البع ان مبيد العصر " مبيد النيماكور " انه مبيد مقاوم لمرض النيماتودا ويوجد في القطاع ومرخص من قبل وزارة الزراعة ويستخدم تحت ارشادات من الواجب الالتزام بها من قبل جميع المزارعين، فأذا تم استخدامه بالطريقة الصحيحة فلا ضرر فيه واذا استخدم بطريقة خاطئة فتصبح المحاصيل سامة وذات امراض عديدة اخطرها مرض السرطان المنتشر بالقطاع .
وعن طريقة الاستخدامات الصحيحة لمبيد النيماكور فأفادنا المهندس جميل البع بأنه يجب رش هذا المبيد في الاراضي قبل عملية الزراعة بعشرة او عشرين يوما حسب نوع المحصول وتحسب ضمن فترة الامان والمكونة من 60 يوما واضاف ان فترة الامان تختلف من محصول لاخر فمن المحاصيل تأخذ فترة 90 يوم لكي تنتهي وتتكسر المبيدات من الثمار بشكل كامل.
وعن دور الاتحاد في توعية المزارعين فقد أكد البع ان الاتحاد ينظم بشكل مستمر دورات توعوية عن كيفية استخدام جميع المبيدات بالشكل الصحيح.
الاتحاد ومؤسسات أخرى تهتم بمساعدة المزارعين وتطوير القطاع الزراعي في فلسطين تطالب السلطة الفلسطيني باقامة مختبر خاص لقياس متبقيات المبيدات في جميع المنتجات الزراعية الموجودة في قطاع غزة ان كانت نباتية او حيوانية واخذ عينات يومية من المحاصيل الزراعية التي يتم قطفها والتأكيد على انها خالية تماما من الامراض.
فيما ينصح خبراء زراعيين المواطنين بعدم شراء الثمار في موعد سابق لموسمها، إضافة للاهتمام بشكل الثمار وعدم وجود أي علامات غريبة فيها لحظة شراءها ، والاهتمام بغسلها وتجفيفها قبل إدخالها للثلاجات، فيما نصح الخبراء بأن يتم غسل المنتجات الورقية ببعض الخل مضافا للماء لضمان إزالة الرواسب السامة منها ان وجدت.