Menu

الأرصفة الملونة بين ضرر المواطن ومصلحة التجار !

11212488_10205555496740340_1591399278_n

بوابة الهدف_ غزة_ اسماعيل عبد الهادي:

حينما تسير في إحدى أسواق مدينة غزة تُلاحظ الأرضيات الملونة على مداخل المحلات التجارية، التي لا يُدرك الكثيرون مدى خطورتها, فأصحاب المحلات يضعونها بدلاً من الأرصفة لجذب الزبائن، وكنوع من الديكور لتكون دافعاً للمشترين بارتياد المحل، ضاربين بعرض الحائط سلامة المواطن ومُتجاهلين الأضرار التي قد تلحق بالمارة عن محلاتهم.

كثير من المواطنين تعرضوا للأذى بسبب إزالة الرصيف ووضع الأرضيات الملونة الناعمة، على مداخل المحلات في بعض أسواق قطاع غزة، وخاصة في حي الرمال وشارع عمر المختار فمن المسؤول عن ذلك؟ وما هي الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل بلدية غزة؟.

طاقم "بوابة الهدف" الإخباريّة كان له جولة في الأسواق لنقل مدى خطورة هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير في مدينة غزة، ولرصد تأثيرها على المواطن.

في أحد الأسواق، لاحظ طاقم البوابة، سيّدة عجوز، تترك بقيّة عائلتها عند المرور عن محال تجاري ذي رصيف مُستبدل، وتسير بمحاذاة الشارع العام، و خلال الحديث معها، أعربت الحاجة "أم حسن" عن تذمرها، فقد تعرّضت سابقاً لكسور في يدها اليمنى وبداية كسر في أحد أقدامها، نتيجة سقوطها من على أرضية ناعمة في مقابل أحد المحلات, ومن حينها تتجنّب الحاجة السير على مثل هذه الأرضيات.

وحمّلت أم حسن أصحاب المحلات الذين يضعون البلاط الناعم على أبوابهم، للزينة ولجذب المُشترين، مسؤولية ما تعرّضت له مستهجنةً مدى التجاهل بأرواح الناس، وحالة عدم المراقبة من قبل الجهات المسؤولة.

المواطن "أبو محمد" كذلك عبّر عن بالغ غضبه من استبدال أصحاب المحلات لأرضيّات الرصيف، ويقول: في أحد الأيام كنت مصطحباً ابنتي  التي تبلغ من العمر تسع سنوات، وكنّا نسير في شارع عمر المختار، لشراء الملابس، وإذ بابنتي تصرخ وتستغيث، بعد أن وقعت أرضاً، بسبب نوعيّة البلاط المُستخدمة.

ويتابع: تعرّضت طفلتي لإصابة برضوض، وآلام شديدة بحسب ما أظهرت الفحوص الطبية التي قمنا بإجرائها بع الحادثة. مشيراً إلى أن الكثير من أصدقائه وأقاربه تعرضوا لحوادث مشابهة.

وطالب "أبو محمد" بلدية غزة بأن تجد حلاً لتلك الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة ، ومحاسبة التجار، وإصدار غرامات مالية بحقهم، كي لا يقوموا بهذا التصرف الضار بالمواطنين.

طاقم "بوابة الهدف" تجول أيضاً بين الطالبات في جامعة الأقصى للاطّلاع أكثر على تأثير هذه الظاهرة، انطلاقاً من أنّ الفتيات هنّ الأكثر تعرّضاً لها.

الطالبة "ليان" أبدت إعجابها بإثارة هذه الظاهرة وتناول تأثيرها على المواطنين، وقالت: في إحدى الأيام تعرضت لأذى تلك الأرصفة، فقد سقطتّ على الأرض أمام مرأى الناس وأصحاب المحلات حينما كنت أسير في احد الأسواق بعد انتهاء دوامي الجامعي "بسبب نعومة البلاط وشعرت وقتها بآلام شديدة واتسخت ملابسي لأن الجو كان ماطراً والأرض متسخة بسبب الأمطار.

وتابعت: أصحاب المحلات يظنون أن بوضعهم مثل هذه الأرضيات على أبواب محلاتهم أن الزبائن ستزورهم ولكنهم قد أخطأوا بذلك فأنني وبعد تعرضي لهذا الموقف، أعتقد بأنّني لن أزور هذه المحلات التي تسببت لي بالضرر، ولا أفكر بالنظر لما يعرضونه من أزياء وملابس.

أما الطالبة "دعاء" فهي لا تسير بمحاذاة المحلات التجارية خشيةً من تعرضها للأذى التي تسببه أرضيات الأرصفة الناعمة، واصفةً هذا باللامُبالي، و مشيرةً إلى عدم إتباع المعايير التي تضعها بلدية غزة للشوارع والأرصفة.

وتضيف: في جميع دول العالم التي تواكب روح الحضار،٬ وعلى جانبي الشوارع توجد أرصفة للمشاة في قطاع غزة  يتم وضع الأرصفة لتكون امتداداً للمحلات التجارية ومعارض الأزياء.

وتساءلت: ماذا سيكون موقف أحد أصحاب المحلات في حال تعرض أحد أبناءه أو زوجته لما يتعرض له الكثير من المواطنين بسبب رصف مدخل "محله "بأرضيات مخالفة للمعايير، بالتأكيد سيكون رده مختلف تماماً.

من جانبه يؤكد مدير دائرة صيانة الطرق والمنشات في بلدية غزة المهندس، منذر الغزالي: أن ما يقوم به أصحاب المحلات التجارية بإزالة الرصيف الذي تضعه البلدية ووضع "أرضيات ملونة "غير قانونية" لجذب الزبائن لمحلاتهم هو تعدي على الملك العام, ويعتبر تجاوز لقوانين الأرصفة والطرق التي تقوم به البلدية .

ويقول في حديثه "لبوابة الهدف": إن البلدية تقوم بجولات ميدانية كل فترة لتفقد الطرق والأرصفة والتعديات التي يقوم بها المواطنين وأصحاب المحلات التجارية ملفتاً إلى أن الكثير يقومون بذلك ويتم إخطارهم ولم يتراجعوا عن ما يقوموا به .

ويتابع : تبديل الأرصفة بأرضيات "غير قانونية " يعيق المارة ويسيء للبلدية، ونحن نحاول قدر المستطاع أن نطور من الأرصفة والطرقات العامة الراحة المواطن وعدم تعرضه للضرر

ويضيف: في العادة عندما يقوم أحد بالبناء أو بتبديل الأرصفة ووضع أرضيات مختلفة يتوجه إلى الدائرة ونرسل مهندس مختص بالمساحات وإحضار عينة لفحص نوعية البلاط المستخدم وصلاحيته وإن كان غير مضر بالمواطن والمصلحة العامة نصدر له ترخيص رسمي للقيام بذلك، وفي حالة التأكد بأنه لا يصلح لا نقوم بإصدار تصريح ونمنع قيام ذلك.

ويردف قائلاً : أغلب الذين يتعدون على القوانين ويقومون بتبديل الأرصفة بأرضيات ضارة يكون  ذلك، في أيام الإجازات الرسمية والأعياد ولا يقدمون لترخيص رسمي كما يفعل غيرهم لذلك البلدية لا تكون لها علم بهذا الأمر لأنه يحدث بالخفاء مؤكداً أنهم سيتخذون قرارات صارمة بحق هؤلاء كونهم يتعدون على الملك العام ويلحقون الضرر بالمواطنين.

ووصف الغزالي: الذين يقومون برفع الأرصفة ووضع "أرضيات ناعمة" على أبواب محلاتهم بالمستهترين بصحة المواطنين والمتعدين على المصلحة العامة كونهم يقومون بذلك دون التوجه إلى الجهات المختصة بالبلدية.

ودعا الغزالي: المواطنين الذين يشتكون الأرصفة السيئة أو كل شخص يرى طريق أو حفرة في الأرصفة أن يتوجه فوراً إلى دائرته "صيانة الطرق والمنشات" أو إلى إدارة البلدية للتبليغ عن ذلك واتخاذ الإجراءات الأزمة .

وطالب الغزالي: المواطنين إلى التعاون مع البلدية وعدم اتهام البلدية بالتواطؤ مع أصحاب المحلات وإلقاء كافة العقبات التي يتعرض لها المواطنين على عاتق البلدية مشيراً إلى أن البلدية دائماً تهتم بمصلحة المواطنين وبسلامتهم.