بمُناسبة مرور أربعين يومًا على استشهاد الرفيقين المقاتلين أيمن النجار ومهند حمودة، نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مساء اليوم الخميس، مهرجانًا تأبينيًا حاشدًا بعنوان "شهداؤنا مشاعل الحرية والانتصار"، بحضور قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة الشعبية، وممثلي القوى الوطنية والإسلامية، وعائلة ورفاق وأصدقاء الشهيدين وجمهور غفير من محافظة الشمال، ومجموعة من مقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى .
وتزين المهرجان بصور للشهيدين والقادة، ومجسمات للشهيدين وللشهيد الصحفي الرفيق أحمد أبو حسين، وبأعلام فلسطين ورايات الجبهة، على وقع الأغاني الوطنية والجبهاوية، وأغنية خاصة بالشهيدين.
وافتتح المهرجان رمزي المغاري نائب مسئول اللجنة الإعلامية في محافظة الشمال، مرحبًا بالحضور، مُعددًا مناقب الشهيدين، داعيًا الحضور للوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكبارًا لأرواح الشهداء، ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني.
وألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبنة ومسئولها في محافظة الشمال أبو رامي السلطان كلمة الجبهة رحب فيها بالحضور، وموجهًا التحية والتقدير إلى عائلة الشهيدين البطلين مهند وأيمن، مُؤكدًا "فخر الجبهة واعتزازها بالشهيدين وكل الشهداء الذين ساروا ومضوا على هذا الدرب، درب الشهادة والتضحية والعشق للوطن.. درب فلسطين.. درب النضال كطريقٍ وحيد لتحقيق أهدافنا بالعودة والتحرير".
واعتبر السلطان بأن "دماء الشهداء هي التي تنير لنا طريق العودة والتحرير، وهي وحدها التي تجعل لنا من المستحيل ممكن، وهي التي تصنع لنا المستقبل. ووحدها المقاومة التي سار على دربها شهداؤنا الأبطال المغاوير أيمن ومهند هي التي تحقق أماني شعباً بأكمله يرنو للعودة والتحرير".
وقال السلطان: "ورغم أننا فجعنا بترجلهم مبكرًا وبآلام فراقهم إلا أننا كنا نتوقع ذلك. تعاملنا بشجاعة مع هذه الحقيقة المؤلمة. فطريق الشهداء معروف ولا حياد عنه. وقد أصر شهداؤنا على السير قدمًا في هذا الطريق وليس غيره. إن عزاؤنا باستشهادهما أن رفاق درب الشهداء مصرين على استكمال المسيرة حتى تحقيق الأهداف التي قضوا من أجلها".
وأشاد السلطان بمناقب الشهيدين، مؤكدًا "أنهما كانا على خط الدفاع الأول مدافعين عن الوطن والحزب. سلاحهم الإرادة والقوة. ودرعهم الالتزام والانضباط. مقاتلين على مدار اللحظة وعلى كل الجبهات. مؤديين لواجبهم الوطني. فرسانًا بالميدان. مقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى".
وأضاف قائلاً: "فلقد كانا بالفعل شامخين كجبال القدس والجرمق والجليل.. متجذرين بالأرض كأشجار الزيتون، ترجلا في ذروة نشاطهم وقمة عطائهم، كانا من أصحاب الطلة البهية مفعمين بالحيوية والنشاط لا يهابوا. عرفوا بالإقدام والشجاعة في كل الساحات. وفي أحلك الظروف والمواقف. كنا نرى الابتسامة تغطي وجهيهما. لقد مثلا الشخصية الجبهاوية بأخلاقهم وإخلاصهم، وطبقا شعار كي تكون عضواً فاعلاً يجب أن تكون قادرًا على العطاء. وأن تشعر بالمسئولية. وأن تدافع عن وطنك وحزبك. مهتمًا أن تكون لك بصمة في كل مكان لمسته قدماك".
وأشار السلطان بأن الشهيدين كانا "مؤثران في الأحداث، ممتثلين دومًا إلى قادتنا ورموزنا. كقدوة تحدد لهم البوصلة. ونجمة تضيء لهم الطريق وهذا هو سر النقاء الثوري الذي تمتع به رفيقانا الشهيدان، وهو ما يفسر لنا حالة الحزن الشديد التي طغت على عدد كبير من الرفاق والأصدقاء في الوطن والشتات عند سماعهم خبر استشهادهما. فهكذا مضى رفيقانا مهند وأيمن رفاق في الدنيا والشهادة ترجلا مبكرًا مؤمنان بعدالة القضية وحتمية الانتصار. حلقوا عاليًا في سماء الخلود. صديقان. رفيقان. نسران. إنهما أبناء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. أبناء منظمة الشهيد الخالد فينا المعلم صالح دردونة. أبناء جباليا النزلة. التي خرجت ولا زالت آلاف المناضلين والمعتقلين والشهداء".
وفي الموضوع السياسي، أكد السلطان بأن "الجبهة الشعبية ستكون دومًا من دعاة الوحدة مقاتلة من أجلها وفق المحددات السياسية الوطنية الجامعة الموحدة لطاقات شعبنا والتي وضعناها على طاولة الحوار الوطني الأخير بالقاهرة"، مُعتبرًا أن "استعادة الوحدة وإنجاز المصالحة هي ضرورة وطنية ملحة ويجب تحقيقها عبر تنفيذ اتفاقات الحوار الوطني بالقاهرة 2011 ومخرجات اللجنة التحضيرية في بيروت عام 2017 باعتبارها المدخل الحقيقي لحل كافة مشكلات شعبنا المعيشية والحياتية بعيداً عن دفع أي أثمانٍ سياسية".
كما جدد موقف الجبهة المؤكد على أن "شعبنا في غزة لن يبق رهينة الانقساميين والانفصالين فهو قادر استعادة وحدته، وأنه لن ينتظر على أبواب الحوار طويلاً ولن يقبل أن تكون جولات الحوار ثنائية بعيدة عن الاجماع الوطني فلا بديل عن الحوار الوطني الشامل كضمانة وطنية لتطبيق الاتفاقات".
كما شدد على أن "المقاومة وسلاحها خط أحمر وهي درع وسيف شعبنا وهي حق وطني وشعبي كفلته لنا كل الشرائع والقوانين الدولية والأممية. وشعبنا هو صاحب القرار بشأن أي شكل من أشكالها من حيث تقديمها أو تأخيرها وتوقيتها أو مكانها. من خلال الإجماع الوطني وفق طبيعة المرحلة وحساسة اللحظة السياسية".
واعتبر أن "طبيعة المرحلة وحساسية اللحظة السياسية وفهمنا للصراع مع هذا العدو هو ما يجب أن يحكم الرؤية والموقف تجاه موضوع التهدئة حتى لا يمنح الاحتلال المزيد من الوقت لنهب الأرض وتزييف الحقائق والوقائع وترميم وجهه القذر من بوابة الحلول الإنسانية وتضرب مبدأ التعامل مع الوطن كوحدة سياسية وجغرافية".
كما أكد على "ضرورة وقف العبث الممنهج بمؤسسات منظمة التحرير باعتبارها البيت المعنوي والسياسي الجامع لكافة أبناء شعبنا في جميع أصقاع العالم وهذا يتطلب الدعوة إلى عقد مجلس وطني توحيدي جامع للكل الفلسطيني يجري انتخابه وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل بالوطن والشتات ينبثق عنه حوار وطني شامل من أجل إجراء مراجعة سياسية شاملة تستخلص الدروس والعبر وتفضي إلى استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة صفقة القرن وكافة المشاريع المشبوهة التي تستهدف الانتقاص من حقوقنا الوطنية".
وشدد على "ضرورة توفير الحياة الكريمة لشعبنا وحل المشكلات المعيشية لأهلنا في القطاع"، مُعربًا عن "إدانته للإجراءات العقابية المفروضة على أهلنا في القطاع"، مُشددًا على أنه "لا يعقل أن من يريد مواجهة صفقة القرن التي تطبق على الأرض أن يفرض عقوبات على شعبه. ومن يريد قطع الطريق على المشاريع المشبوهة عليه تعزيز مقومات صمود شعبه".
وعبّر السلطان عن رفضه "لكل أشكال التعدي على الحريات والحقوق العامة"، داعيًا "لتعزيز الشراكة الوطنية القائمة على تحمل عبء النضال قرار السلم والحرب وإدارة الشأن الوطني الفلسطيني".
وأكد السلطان على أن "حق العودة ثابت، ولا عودة عنه إلا بتحقيق العودة، وأنه لا يقبل التزييف ولا التعويض ولا التوطين"، مُنددًا بالبلطجة الأمريكية واندفاعها الخطير على حقوقنا الوطنية وثوابتنا".
وأبرق السلطان في كلمته "بالتحية لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم رمز صمودنا وعزنا وفخرنا الأمين العام القائد أحمد سعدات، مبرقًا أيضًا بالتحية لكل الضاغطين على الزناد والمنغرسين على التخوم في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وكافة الأذرع العسكرية المسلحة لفصائل المقاومة الباسلة".
وفي ختام كلمته "جدد العهد والقسم لشهدائنا أيمن ومهند وكافة الشهداء الأبرار بأن نحتفظ بالوصايا ونصون الدماء ونحمل الراية ونكمل المسير حتى تحقيق الأهداف التي قضوا من أجلها وفي المقدمة منها العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
من جهته، ألقى مقاتل في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى كلمة الكتائب قال فيها "جئنا اليوم لتأبين رفيقين مقاتلين شجاعين ترجلا عن صهوة جوادهما مبكرًا وقالوها بأعلى صوت ها نحن بأرواحنا نفتدي الوطن ونصون أرضه وعرضه وكبريائه ليبقى شامخًا وبدماءنا سنروي ياسمينه ليورق حبًا وعزة وكرامة".
وأضاف: "لقد استحق الشهيدان أيمن ومهند أن يكونا وسامًا على صدر الوطن خالدين في ذاكرته أبدا، فقد سطرا بدمائهما الطاهرة أجمل الملاحم البطولية ليبقى الوطن عزيزًا شامخًا صامدًا في وجه كل من يعاديهما، فالشهداء منارة نهتدي بها وقناديل تنير طريقنا نحو العودة والنصر وفجر الحرية المنشود، فمهما وصفنا الشهيدين لا نفيهم حقهم لأنهما قدما أرواحهما وزهرة شبابهما عربوناً لهذا الوطن".
وتابع "نعلم أن خسارتكما وفي عز شبابكما وفي ذروة معمعان نضالكما هو ألم كبير وخسارة ثقيلة علينا، ولكن هذا قدر الأوفياء والأبطال والمقاتلين، أن يرحلا فجأة جسدًا ولكن أرواحهم والهالة التي تركوها بيننا ستظل حاضرة وتضئ لنا درب الطريق، طريق المقاومة والتحرير".
وأشار إلى أن "الشهيدين شرفا كتائب الشهيد أبو علي مصطفى بانضمامها نسورًا مقاتلين إلى صفوفها، وكانا مثالاً للروح التضحوية العالية والإيثار والإقدام والشجاعة، وقد رأينا فيهما الالتزام والانضباط الواعي، وبالاندفاعة العالية إلى الاستفادة من التدريب العسكري في جميع المجالات وفي تطوير خبراتهما العسكرية والفنية، والتي شكلت إضافة نوعية لهما وساهمت في تكوين شخصيتهما المفعمة بالتحدي وبالغيرة على الحزب وبالدفاع عنه في كل المناسبات والأوقات، ولذلك كله، أعطى الشهيدان كل وقتهما في خدمة الأهداف الوطنية التي تعاهدا على الاستمرار بها، ولكن القدر أراد أن يضع حداً لحياتهما مبكراً فاستشهدا معاً وفي رفقة بعض في مهمة كفاحية بعد أن أديا رسالتهما على أكمل وجه".
وأكد أن "الشهيدين صعدا سلم المجد وأصبحا نجومًا متلألئة في سماء الوطن، ولسان حالهما يقول (نحن لا نموت لأننا نحب الموت أو لأننا نحلم بل لأننا نرفض أن نعيش مثل الأموات ولا نرضى بالذل ولا الظلم، ولا نريد أن نموت إلا بعد أن نصبح ندًا) فهل هناك أبلغ من فعل الشهيد؟ ومن تضحيات الشهيد؟ ومن دماء الشهيد؟ ومن ارث الشهيد؟".
وشدد بأن "أيمن ومهند سيظلا وسام شرف وفخر واعتزاز لنا، وإن روحهما الطاهرة ستكون حافزاً لنا للمزيد من الجهد والعطاء في خدمة الوطن والتضحية من أجله حتى تحقيق أهدافنا المنشودة".
وأكد بأن كتائب الشهيد أبو علي مصطفى ومعها كل فصائل المقاومة "باتت أقوى من أي وقت مضى"، مُحذرًا العدو "من استمرار حصاره للقطاع، وأنها لن تسمح باستمرار تجويع أهلنا في القطاع، كما وحذرت من أن أي تصعيد على أي بقعة من أرض فلسطين أو استباحة قدس الأقداس أو أهلنا في الداخل المحتل".
وقال "نقولها مدوية أننا جاهزون ومستعدون للدفاع عن أبناء شعبنا في حال ارتكاب العدو أي حماقة جديدة ضد القطاع وردنا سيكون نوعي وجديد، وسنخوض سوياً معركة كسر الحصار".
وشدد بأن "الكتائب ستظل حاضرة في الخندق المتقدم في الدفاع عن أبناء شعبنا وهي تواصل تطوير امكانياتها وتعزيز خبراتها، متشبثة بالحقيقة الثابتة بأن الصراع مع هذا الاحتلال وجودي وأن المواجهة معه ستتواصل حتى تحقيق أهدافنا الوطنية في العودة والحرية والاستقلال...الخ".
وأكد بأن "المقاومة ستستمر في تحقيق قوة الردع وفي خلق قواعد اشتباك جديدة وكسر كل معادلات الاحتلال، مؤكدة أن جرائمه لن تبقى بدون أي عقاب"، مُعلنًا باسم الكتائب "بأن لديها ما ستفاجئ به هذا العدو المجرم، وعليه أن يحسب ألف حساب لها، ففي الجولة القادمة نعدكم وبثقة كبيرة بأن صواريخ كتائب الشهيد أبو علي مصطفى ستصل إلى العمق الصهيوني وستدّوي في سماء القدس وحيفا وتل أبيب وغيرها".
واعتبر المقاتل "أن المقاومة الفلسطينية وسلاحها هي صمام أمان للوحدة الوطنية، وأن تحقيق الوحدة الوطنية يجب أن يكون وفق معايير وطنية وعلى أرضية مقاومة صلبة... وحدة وطنية تحمي شعبها وتعزز من صموده... وحدة وطنية تمضي على درب الشهداء والقادة... وفي هذا السياق أكد باسم كتائب الشهيد أبو علي مصطفى بأن سلاح المقاومة خط أحمر وبأنها ستقطع اليد التي تمتد إليها".
كما أكد أن "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وفصائل المقاومة في قطاع غزة تعتبر نفسها جزءًا أصيلاً من امتدادها العربي مع فصائل المقاومة العربية في مواجهة كل أشكال الاستهداف لأمتنا العربية والمخططات الأمريكية والصهيونية وفي مواجهة كل أشكال التبعية والتطبيع التي تمارسها الرجعية العربية".
وفي ختام كلمته جدد المقاتل تأكيده بأن "الجبهة وكتائبها خسرتا باستشهاد الرفيقين مهند وأيمن رفيقين عزيزين صلبين"، مُشددًا" بأنه إذا كانت الخسارة باستشهادهما فادحة إلى أبعد الحدود، فإن متطلبات الوفاء لهما وللقضية التي استشهدا من أجلها تحتم علينا مواصلة العمل والنضال بدون تردد وبدون كلل من أجل فلسطين كل فلسطين من نهرها إلى بحرها، من أجل هذا الهدف خطّ الشهيدان بدمائهما، معاهداً الشهيدين بأن تحفظ الكتائب العهد، وأن تسير على الدرب حتى دحر الاحتلال وكسر شوكته.
كلمات عائلتي الشهيدين النجار وحمودة
من جهتها، ألقت الرفيقة رحاب النجار شقيقة الشهيد أيمن النجار نيابة عن والده الرفيق المناضل نافذ، والذي قال: "صديقي ورفيقي وولدي أيمن كنت واثقًا بأنك في يوم ما سترثيني وتقف على هذه المنصة لتقرأ على رفاقك والحضور سطورًا من تاريخي لم أتوقع بأنك ستكون حكايتي ورثائي فالقدر حول الحكاية وقلب معادلة الحياة بأنك أنت الشهيد وأنا من يرثيك".
وتقدم الرفيق أبو أيمن "بالشكر لكل من وقف بجانبهم في استشهاد ابنه البطل أيمن وخص بالذكر قيادة وكوادر وأعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكذلك أهله وعائلته وعموم مدينة جباليا النزلة ومحافظات الوطن من رفح حتى بيت حانون وكذلك من آزروه في الضفة الغربية والشتات".
وأضاف أبو أيمن " قبل رحيلك بدقائق احتسينا القهوة معًا ورفيق دربك مهند، لو كنت اعلم أنك لن تعود لما منعتُك من الذهاب ولكن كُنت سأحتضنك بقوة".
وقال "في التاسع والعشرين من شهر تموز الماضي وهو ذات الشهر الذي صادف فيه ذكرى ميلاد الشهيد أيمن والذي كان في السادس عشر من شهر الاستشهاد تلقينا نبأ استشهاد البطلين أيمن النجار ومهند حمودة أثناء تواجدهما في نقطة المقاومة شرق مدينة جباليا، كان هذا الخبر الصاعقة بالنسبة لنا رغم أن الشهيد أيمن رسم طريقه نحو الشهادة والعمل المقاوم وكان في كل يوم يتمنى ان يلقى ربه شهيدا فداء للوطن الحبيب فلسطين".
وتابع قائلاً: "نقف اليوم لنقول لعدونا الغبي السخيف نحن لا نموت نحن نُزرع في الأرض فننبت من جديد، يا عدونا البليد نحن أطول من مدى الخلود، نحن الأبد، ليست كل الأشياء تأتي بالهدوء والتفاهم فتحرير الوطن لا يأتي الا بصوت البندقية، كن قويا فالحياة تميت الضعيف قهرا. لا شيء يشبه الاشتياق لكن الشوق في حضرة الشهادة يصبح جميلاً".
وأضاف "نكتب اليوم عن الشهيد أيمن الذي تغير كُل شيء في غيابه حتى ضوء الصباح الذي كان يكتمل على هيئة وجهه الجميل الهادئ أصبح الآن مختلفا لأن ايمن هو من كان مصدر الضوء والفرح، واستشهاده كان وساماً عظيماً أصبحنا خلاله اليوم جزءاً من عوائل الشهداء".
وتابع وهو يرثي أيمن "من يعرف أيمن جيدًا يدرك أن مثله لا يموت إلا شهيدًا، فبقدر الشوق الذي يلازمنا في غيابك نشعر في كل يوم بعظمة شهادتك وبقدر الغياب وذكراك المصورة التي نشعر بها بحجم الفخر الذي تركته لنا فالشوق في حضرتك جميل ومؤنس فأسمح لنا أن نشتاقك في كل لحظة".
وفي ختام كلمته، أكد أبو أيمن أن "الوفاء لوصية أيمن ومهند بالسير قدمًا نحو تحرير الوطن الغالي فلسطين وعاصمته القدس والتمسك بالثوابت الوطنية الراسخة التي تأسست عليها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي ستبقى حتى الشهادة أو التحرير".
من جانبه، ألقى عم الشهيد منيب حمودة كلمة عائلة الشهيد مهند، مُجددًا عهد الدم والشهادة بأن تبقى دماء الشهيدين مهند وأيمن مشعل نور للدرب الثوري على التحرر والاستقلال.
وقال " نقف اليوم ونحن تظللنا غيمة حزن على هؤلاء الشهداء العظام لكن هذه الغيمة ستمطر يومًا غفيًا وثأرًا لدماء عزيزة علي قلوبنا، فلقد سافرت جذوركم أيها الشهداء في باطن الأرض بعيدًا لتكون الثابت والمثبت ولنا وبكل الجموع والجماهير لتبقي مغروسة في عمق الأرض الفلسطينية التي ستنبت يوما حرية ونصراً لهذا الشعب العظيم".
واختتم كلمته قائلاً: "مهند ستبقي فينا ذكري وستبقي بيننا حياة إلي أن نصل إلى طريق النصر ومعنا جماهير شعبنا في ذكراكم الأربعين نجدد عهدنا مع الدم والشهادة أيها الأكرمين منا وفينا".
وتخلل المهرجان التأبيني، عرض فيلم عن حياة الشهيدين البطلين أيمن ومهند.