يتواصل لليوم الرابع عشر على التوالي الاعتصام المفتوح في قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، احتجاجًا على قرار ما تُسمى "المحكمة العليا" الصهيونية هدم القرية وتهجير سكّانها.
ويُشارك في الاعتصام ممثلون عن الفصائل الفلسطينية، وهيئات المجتمع المدني، ونُشطاء فلسطينيون وأجانب.
واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر أمس الخميس، قرية الخان الأحمر المهددة بالإخلاء والهدم وهدمت قرية الوادي الأحمر الجديدة المجاورة.
وقالت مصادر محلية، إن الآليات العسكرية أنزلت عشرات الجنود على شارع أريحا القدس المحاذي للقرية، واقتحموا المنطقة، فيما علت أصوات المعتصمين بالتكبير، وأن الآليات العسكرية هدمت قرية الوادي الأحمر التي أقامها نشطاء، واستولت على الكرفانات بعد هدمها وتفكيكها.
وأعلن جنود الاحتلال عن تجمع الخان الأحمر بالكامل منطقة عسكرية مغلقة، ومنعوا المرابطين الاقتراب من المنازل التي تمت إزالتها، بعد أن ضربوا حصارًا مُشددًا على القرية. وانسحبت قوات الاحتلال من المنطقة بعد إزالة القرية الجديدة.
من جهته، ناشد وزير شؤون الجدار والاستيطان وليد عساف المتواجد بين المرابطين هناك أبناء شعبنا، التحرك والرباط في قرية الخان الأحمر لنجدة الأهالي وحماية أسرهم وعائلاتهم وممتلكاتهم، وللتصدي لأية محاولة لهدم القرية.
إلى ذلك أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن بالغ قلقها إزاء القرار بهدم منازل خاصة ومنشآت أخرى في تجمع (الخان الأحمر) الواقع في المنطقة (ج) في الضفة الغربية.
وقال رئيس مكتب بعثة اللجنة الدولية في القدس، ديفيد كين: "ستؤثر عمليات الهدم المزمع تنفيذها بشكلٍ جوهري على حياة سكان هذا المجتمع وكرامتهم الإنسانية، وما دامت سياسات تقسيم المناطق والتخطيط في الضفة الغربية تخفق في خدمة السكان الذين يعيشون تحت الاحتلال، فلا يمكن استخدامها كمبرر لتدمير الممتلكات".
وأضاف: "بصفتها القوّة القائمة على الاحتلال في الضفة الغربية، فعلى إسرائيل أن تلتزم بالقانون الدولي الإنساني، وبالتالي، يتوجب عليها ضمان توفير الحماية والأمن والرعاية للسكان، الذين يعيشون تحت الاحتلال، وضمان أن يعيشوا حياة طبيعية بقدر الإمكان، وفقاً لقوانينهم وثقافتهم وتقاليدهم".
وقررت "المحكمة العليا" الصهيونية، الأربعاء قبل الماضي، إخلاء تجمع الخان الأحمر في غضون أسبوع. بعد أن رفضت التماسات قُدّمت من سكان الخان لمنع إخلائه.
وتسعى حكومة الاحتلال إلى الشروع بعملية الهدم وبناء مستوطنات جديدة، في الخان الذي يقطنه 180 شخصًا من عائلة الجهالين البدوية، يعيشون في 40 مسكنًا. والخان هو واحدٌ من 46 تجمعًا بدويًا فلسطينيًا في الضفة، يواجه خطر الترحيل القسري بسبب خطط إعادة التوطين الصهيونية، والضغوط التي يمارسها الاحتلال على سكانه لدفعهم إلى الرحيل.
وكان رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في الضفة المحتلة، وليد عساف هدّد بخطوات احتجاجيّة "مفاجئة" للاحتلال، دفاعًا عن الخان، ومنعًا لتهجير ساكنيه. وقال "إن قضية الخان الأحمر قضية استراتيجية بالنسبة لنا، لوقف مشروع التهجير القسري ومحاولات تقسيم الضفة إلى كانتونات، وإنهاء حصار مدينة القدس".
ودعت الفصائل الفلسطينية، منها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للتصدّي لقرارات الاحتلال، بتصعيد المقاومة الشعبية. وقالت الجبهة إنّ مواجهة إجرام الاحتلال بحق الخان الأحمر "تكون بتصعيد الرد الشعبي والوطني بالانتفاضة والمظاهرات العارمة والاعتصامات واستمرار التوافد على الخان الأحمر، وتحويل مواقع الاحتلال إلى ساحات اشتباك مفتوح.