نظّم الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، بالشراكة مع جمعية الشبان المسيحية، في مدينة غزة قبل أيام، حفل توقيع إصدارات الدكتور عاطف سلامة، الخاصة بفن الكاريكاتير، مع افتتاح معرض لرسوماته.
"بوابة الهدف" في زيارةٍ نظمتها للمعرض المُتواجد في مطعم بيت ستي الأثري شرقي مدينة غزة القديمة، حاورت د. سلامة، الذي أكَّد إن "فكرة معرض الكاريكاتير (المقص) وهو يحتوي على أكثر من 100 لوحة جاءت كون قطاع غزة يفتقر لهذه المعارض الغنية بما فيها من فن".
سلامة الذي وضع ريشته على جُرح العديد من المُشكلات التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني بشكلٍ عام، قال إن "لوحاته تعالج جميع اشكاليات قطاع غزة، السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، كما أن قضية الأسرى والمصالحة الفلسطينية واللقاءات التي تتم بين أطراف الانقسام وعودتهم بلا نتائج، أيضًا حظيت بكثيرٍ من الاهتمام من قبله".
"حتى فيما يتعلق بأزمة الكهرباء في قطاع غزة، كان هناك لوحات تحاكي هذه المعاناة، بالإضافة للمواضيع العربية والدولية وكيف يتم النظر لقضيتنا الفلسطينية"، يقول سلامة.
المعرض الذي أُطلق في قاعة جمعية الشبان المسيحية بغزة واستمر لثلاثة أيام، أشاد د.سلامة بالحضور، اذ قال "كان حضورًا رائعًا جدًا، حضر عدد كبير من المثقفين والأدباء والصحفيين والشعراء والأصدقاء وعامة الناس".
وتابع ردًا على أسئلة بعض الحضور حول استمرارية هذا المعرض "نعم، سيكون هناك معارض أخرى وألبومات أخرى، لطالما كانت حالتنا صعبة وتتطلب منا هذا، لكننا سنكسر قاعدة الخوف من المشكلات التي يعيشها القطاع، ما يمنح المثقف فرصة في التعبير عمَّا يدور في داخله لوصف حياة القطاع، والتاريخ سيشهد أن المثقف الفلسطيني يعمل على توصيل رسالته للجمهور وتوضيح السلبيات".
كما وأشار سلامة في حديثه مع "الهدف"، إلى أن "القصور في الفن الفلسطيني يكمن في المثقف المتقاعس، كونه مثقف بأجر، وبالتالي يصبح إمّا بوق يوصل رسالة حزبه أو مثقف ينأى بنفسه عن الحديث خوفًا من قطع راتبه ولقمة عيشه. الفنان عليه أن يبدع من أجل أن نعمل سويًا على إيصال رسالتنا بشكلٍ سليم وسلس للجمهور، حتى نستطيع التغيير في هذا الواقع المزري الذي يعاني منه الجميع بدون استثناء".
وتابع "على المثقف أن يبذل مجهودًا شخصيًا، الكتابان والألبوم كانوا باجتهادٍ شخصي وعندما احتجنا أن نطلق هذه الأعمال التجأنا لأصدقائنا في اتحاد الكتاب وجمعية الشبان المسيحية وتم التعاون فيما بيننا"، مُضيفًا أن "على الإنسان أن يُحاول ويُبادر ويبدأ بنفسه وسوف يرى أن الأمور سلسة، فعليه أن يترجم العبء الذي يحمله لإيصاله للجمهور حتى يرى كمية القوة والجرأة في اللوحات مما يشجع أن يحذو حذو الفن ويكون عامل مشجع للآخرين".