Menu

تحليلهل يلعب نتنياهو في الوقت الضائع؟

بوابة الهدف - أحمد مصطفى جابر

في إشارة مهمة، قال بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة "الإسرائيلية" إنه ينوي تعيين وزير للخارجية خلال أيام، وهي الحقيبة التي بقي محتفظًا بها منذ تسلمه ولايته الثانية.

يمكن قراءة هذا التصريح، المفتقر للجدية برأينا، في مستويين، المستوى الأول إنه يأتي تعبيرًا عن ثقة نتنياهو بقدرته على تذليل العقبات أمام استمرار حكومته بضعة أشهر أخرى، وهو ما يريده ويصب بمصلحته على أكثر من صعيد، ومن جهة أخرى، كرسالة لنفتالي بينيت أن نتنياهو يعتزم فعلاً الاحتفاظ بحقيبة الحرب، التي يطالب بها زعيم البيت اليهودي.

هذا التصريح أيضًا لابد من الإشارة إنه يحمل حصرية أيضًا حيث لن يكون بوسع نتنياهو استخدام حقيبة الخارجية لإرضاء حلفائه في وقت تبيَّن اليوم أنه قد وعد بالحقيبة في حالة تخلى عنها اثنين من وزراء الليكود فقد وعد بها يسرائيل كاتس من جهة، وقدم التزامًا مكتوبًا لجلعاد أردان من جهة أخرى، ويبقى أن يرشي وزراء الليكود بهذه الحقيبة مقابل قبولهم ببينيت.

ولكن التناقض يبدو واضحًا في هذا، ويبدو أن نتنياهو يلعب لعبة مستحيلة، وكما ذكرنا في تقارير سابقة على [الهدف] فإن إصرار بينت على الحقيبة الأمنية من جهة، بل إرفاق هذا الإصرار بتهديد تفكيك الحكومة إذا لم يحصل عليها، بالتضاد مع إصرار كحلون على استخدام حق الفيتو ضد مثل هذا التعيين، وكذلك موقف وزراء في الليكود، كل هذا يجعل لعبة نتنياهو مكشوفة تمامًا.

اقرأ ايضا: بانتظار الحسم: وزراء الليكود يرفضون بينت لوزارة الحرب

فلو فرضنا أن الهدف من الاجتماع مع كحلون هذا المساء هو تليين موقفه تجاه بينت، فإن إعلانه تعيين وزير للخارجية يصبح بلامعنى، وبالتالي سيكون كمن خضع لابتزاز البيت اليهودي، ولو كان جديًا في أقواله فإن الطريق الصحيح هو عدم الإعلان عن تعيين وزير للخارجية، ولكنه بهذا يخاطر بخسارة كحلون.

الوضع الآن كالتالي: الخضوع لبينت، وتجاوز عقبة كحلون وإبقاء الحكومة بقاعدة 61 صوتًا في الكنيست [ بفرض انسحاب وزراء إسرائيل بيتنا بعد استقالة رئيسهم من وزارة الحرب] أو رفض طلب بينت، وفي هذه الحالة انسحاب البيت اليهودي، [أو خضوعه] ما يعني تهشيم الحكومة إلا إذا نجح نتنياهو باستبقاء وزراء ليبرمان، وجذب أعضاء آخرين إلى التحالف.

اقرأ ايضا: كيف تنظر الأطراف الصهيونية إلى قضية الانتخابات المبكرة: سيناريوهات

في جميع الأحوال يبدو أن نتنياهو يلعب في الوقت الضائع في محاولة لتجميع عناصر البقاء المستحيلة، وربما يخفي أمرًا في جعبته، سيكشف عنه في مؤتمره الصحفي في الثامنة، هل سيستقيل ويطلب من الرئيس ريفلين حل الكنيست أم سيواصل العمل مع حكومة محتضرة.