لمح نتنياهو بشكل واضح في بيانه الصحفي هذا المساء أن العمل في الجنوب لم ينته، وبالتالي ربما من المناسب وضع احتمال أن يجد في تجديد العدوان على غزة مخرجا لحكومته المتهاوية.
قال نتنياهو بوضوح "من المحظور الإطاحه بالحكومة". وأضاف "نحن في خضم حمله مستمرة، و علينا هزيمة أعدائنا" وأن الوضع الأمني يقول (لا) لحل الحكومة.
انتهى البيان الصحفي لبنيامين نتنياهو إذن قبل دقائق، دون أن يعطي أجوبة جدية على المعضلة التي تمر بها حكومته، سوى إصراره الغريب على التمسك بالمنصب ورفض حل الكنيست، وبنفس الوقت خسارة شركائه في الائتلاف على التوالي.
البيان الصحفي لنتنياهو جاء بعد حدث مهم وتوج بحدث مهم، فالاجتماع مع موشيه كحلون وزير المالية لم يفض إلى نتيجة ونذكر بأن كحلون يصر على الذهاب إلى الانتخابات ولكن مشكلته الأكبر كانت مع احتمال تولي نفتالي بينت حقيبة الحرب، وبالتالي اتفقا على اللقاء مجددا خلال أسبوع وتلك كانت الإشارة الأولى على قرار نتنياهو برفض حل الكنيست، وتوج البيان الصحفي لنتنياهو بإعلان مؤتمر صحفي غدا لوزيري البيت اليهودي أيليت شاكيد ونفتالي بينيت يبدو أنهما سيعلنان فيه استقالتيهما من الحكومة تنفيذا للتهديد الذي تكرر مرتين في حالة لم توكل حقيبة الحرب لبينيت.
بنيامين نتنياهو، بدأ البيان الصحفي، بالحديث عن بطولاته وتضحياته من أجل "إسرائيل" كما قال، ولكن الأساسي هو تركيزه على الوضع الأمني الصعب والاستثنائي للكيان الصهيوني في أعقاب العدوان على غزة ما يتطلب حكومة مستمرة وقيد التشغيل، وما يعنيه خطر إسقاط الحكومة مذكرا ربما للمرة الرابعة بمخاطر إسقاط حكومة اليمين على غرار ما حدث عام 1992، والتي كان نتيجتها الوصول إلى اتفاق أوسلو الكارثي برأيه. وأيضا لعب نتنياهو على مشاعر التخويف والترهيب من ترك "إسرائيل" بدون حكومة، بعد العدوان الفاشل على غزة، والتهديد الأمني الكبير خصوصا في الجنوب وأيضا في الشمال، وبالتالي يريد أن يحمل الوزراء المستقيلين مسؤولية تهديد الوضع الأمني وتبرئة نفسه في هجوم معاكس ليس من الواضح إن كان سيؤتي ثماره وإن كان هذا مستبعدا.
حاول نتنياهو بهذا إثارة حمية اليمين لمنع إسقاط الحكومة، مؤكدا أيضا على الالتزام الذي لم ينته بعد بتأمين أمن المستوطنات حول قطاع غزة، وربما كانت هذه إشارة معينة تفيد باحتمال أن يستأنف العدوان لتبييض سمعته أو يتوصل إلى اتفاق مهم مثل تبادل الأسرى على سبيل المثال يبرر قراره بوقف النار، خصوصا أن التقارير أِشارت إلى أن حالة أمنية سرية جدا أجبرت الحكومة على القبول بوقف النار أو بالأحرى أجبرت نتنياهو على القبول.
نتنياهو قال للصحفيين وطبعا عبر التلفزيون للرأي العام الصهيوني أنه يبذل جهده لمنع الانتخابات، حكومته لن تستقيل، وهو يريد مواصلة العمل للتغلب على العقبات.
بالعودة إلى المقدمات التي سبقت البيان الصحفي، كانت الحكومة صادقت اليوم على تثبيت إيلي بن دهان من البيت اليهودي في منصبه كنائب لوزير الحرب وهي كانت إشارة واضحة لنفتالي بينت أن الحقيبة تبتعد عنه، وبالتالي، سيكون على البيت اليهودي أن ينفذ تهديده، وبالتالي ستسقط الحكومة مع انسحاب وزراء "إسرائيل بيتنا" أو أن يتراجع (البيت اليهودي) وبالتالي سيتمكن نتنياهو من المواصلة، ولكن يبقى السؤال ماذا سيقدم للبيت اليهودي بالمقابل؟.
ربما يسعى نتنياهو لرشوة البيت اليهودي بحقيبة الخارجية، ولكن ذلك سيثير عش الدبابير في الليكود بعد أن أعلن اثنين من وزرائه طمعهما بهذه الحقيبة، على العموم، في هذا السيناريو، ستبقى حكومة نتنياهو شبه معطلة، بـ 61 مقعدا، إلا إذا تمكن من ضم أورلي ليفي، وهو أمر مستبعد لأن لا أحد يرغب بركوب السفينة الغارقة.