عرضت جمعية حكاوي للثقافة والفنون فيلم "علينا يا مندلينا" للمخرجة إسراء ذياب وفيلم "بالمول" للمخرجة ديانا صالح ضمن مشروع "يلا نشوف فيلم!" الذي تنفذه مؤسسة شاشات سينما المرأة وبالشراكة مع جمعية الخريجات الجامعيات في غزة ومؤسسة عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، ضمن برنامج "تعزيز المواطنة والمشاركة الفعالة في القضايا المجتمعية" بتمويل مساعد من مؤسسة CFD السويسرية وممثلية بولندا في فلسطين.
واستعرض منسق المشروع ا. محمد أبو كويك للحضور قصة فيلم "علينا يا مندلينا" التي دارت حول "فتاة ذهبت إلى أحد المتاجر لتشتري بعض الخواتم والبائع الشاب ينظر إلى الفتاة بنظرات مريبة والفتاة تتصرف بعفوية مطلقة وبحسن نية والشاب كان يقصد ملامسة يد الفتاة وهو يرجع لها باقي النقود، ويظهر الفيلم أيضًا الشاب البائع وهو يجلس مع مجموعة من أصدقائه ويحدثهم عن واقع لا أساس له من الصحة حول ما دار بينه وبين الفتاة داخل المتجر حيث أظهر الفتاة بأنها من بادرت بالحديث معه وأنها كانت تتصرف وكأنها هي من تتحرش به وما دار كان عكس ذلك تمامًا".
أما فيلم "بالمول" للمخرجة ديانا صالح فيعرض الفيلم قصة "رحلة صغيرة قامت بها مجموعة من الفتيات إلى المول حاولن أن يفرحن ولو قليلاً من خلال عمل جولة بمدينة الملاهي وركوب قطار ترفيهي حيث تعرضن لكل أصناف الكلام المنتشر بين صفوف الشباب هذه الأيام، ضجيج الشباب وصمت الفتيات ولكن الشعور بالإنصاف في آخر المشوار حتى ولو جزئيًا بعد أن تم طرد الشباب ومنعوا من مواصلة الجولة بسبب طول اللسان. حيث قام سائق القطار بطرد هؤلاء الشباب لتكمل الفتيات رحلتهم الترفيهية بالرغم من الشعور بالانزعاج من التصرفات اللامسئولة من قبل الشباب".
ميسر اللقاء محمد عيسى أوضح أن "الفيلم يسلط الضوء على قضية مجتمعية خطيرة وهي ظاهرة التحرش ضد الفتيات وتقييد حريتهم والتعامل مع الفتاة كونها سلعة أو شيء ثانوي ويمكن للشباب فعل ما يحلو لهم فعله ولكن عندما تقرر فتاة أن تمارس حياتها بشكلٍ طبيعي ولو قليلاً نواجه المتاعب والمضايقات وتقييد الحرية".
إحدى الفتيات قالت "أنا تعرضت إلى المضايقات مما يترتب عليه عدم الحرية في ممارسة حياتي اليومية حيث أن هذه الظاهرة مؤرقة ومقلقة إلى حدٍ كبير".
وأضافت مشاركة أخرى حضرت اللقاء بأن "أهلها يمنعوها من الخروج والتحرك بحرية بمفردها، وذلك بسبب هذه الظاهرة المنتشرة بين صفوف الشباب لأنهم يخافون على ابنتهم من التعرض للمتاعب".
وقال أحد المشاركين إن "مثل هذه الأفلام التي تسلط الضوء على قضايا مجتمعية هامة تساعد في زيادة وعي المجتمع والحد من انتشار مثل هذه الظواهر في المجتمع".
وكما أكدت إحدى السيدات على أنه "تم عرض جانب مهم في الفيلم وهو أن المجتمع الفلسطيني يرفض مثل هذه الظواهر من خلال تجسيد دور الرجلين الذين كانا يقودان القطار حيث أنهما لم يسمحا للشباب للتمادي في مضايقة الفتيات ووضعا حدًا لهم بل وطردوهم من المكان حتى يتسنى للفتيات أخذ حريتهن في الرحلة والوقوف بجانب الفتيات ورفض التصرفات المنبوذة مجتمعيًا من قبل بعض الشباب".
كما صرحت سيدة أخرى أن "السكوت من قبل المجتمع عن التحرش اللفظي سيؤدى لانتشار أنواع أخرى أخطر ستؤدى في حالة انتشارها بعدم الشعور بالأمان من قبل الفتيات مما يحول حياتهم لجحيم".