Menu

ما حقيقة دمج الصف الأول مع رياض الأطفال في غزة؟

هدى بارود

غزة_ خاص بوابة الهدف

أثار مُقترحٌ صادر عن وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة حول إلحاق الصف الأول الأساسي برياض الأطفال، تساؤلاتٍ عديدة في أوساط المواطنين، تركّزت على مصير المئات من مدرسي الصف الأوّل الذين قد تستغني عنهم الحكومة إذا تم تطبيق المُقترح، إضافةً لسخط الأهالي من هذا التوجّه الذي سيزيد من أعبائهم الاقتصادية.

أولياء أمور اعتبروا القرار "بمثابة انتهاء مجانيّة تعليم الصف الأول في المدارس الحكوميّة". وجرى مؤخرًا تداول صورة عن مُراسلة داخلية تتناول الموضوع بين مُديريات التربية والتعليم العالي بالقطاع.

مدير عام التعليم العالي محمد صيام، قالَ لـ"بوابة الهدف" إن ما نُشرَ عبارة عن "إعلام دوائر التربية والتعليم في المحافظات للتجهز للمساهمة في دراسةٍ حولَ جدوى دمج الصف الأول في رياض الأطفال لأهدافٍ (تربوية)". كما وصفها.

وحملت المراسلة عنوان "إلحاق الصف الأول الأساسي في رياض الأطفال" وجاء فيها: "نفيد سيادتكم علمًا بأن وزارة التربية والتعليم تنوي إلحاق الصف الأول الأساسي في رياض الأطفال القادرة والمؤهلة لاستيعاب الصف الأول الأساسي".

وقد جاء ذلك دونَ التطرق لفكرة الدارسة التي أشارَ لها صيام في حديثه مع "بوابة الهدف"، الأمر الذي جعلَ ردود الفعل حولها تشتد أكثر.

من جانبها، قالت نادين شعبان والدة طالبٍ في المرحلة الابتدائية في تعقيبها على الأمر: "تتغير شخصية أبنائنا للأفضل بعدَ اندماجهم في جو المدارس، وهذا ما كنت ألاحظه مع صغاري، لا أجد أي قيمة تربوية من بقاء طلاب الصف الأول الابتدائي في رياض الأطفال".

وقالَ صيام إن "الدراسة التي ستخلص إلى نتائج تؤيد أو ترفض دمج الأول الابتدائي في رياض الأطفال، عبارة عن ورشات عمل مع رياض الأطفال وممثلي المجتمع الأهلي، ومختصين في التربية، وبعض الأهالي أيضًا"، مبينًا أنّ "نتائجها سترفع لوزارة التربية والتعليم لاعتمادها عقب ذلك ".

وتابع المسئول قائلًا: "ما نعنيه في الدمج هو أن تُحول رياض الأطفال إلى مدارس خاصة، وتقدم الرياض المؤهلة ما يثبت أنها قادرة على استيعاب الصف الأول الأساسي من تراخيص وأوراق رسمية"، مُضيفاً  "إن كانت نتائج الدراسة ايجابية لصالح رياض الأطفال سيخير أولياء الأمور بشأن إلحاق أبنائهم بها أو تركهم في الصفوف الأساسية في مدارس الحكومة".

بدوره قال عماد الهمص والد طُالبةٍ في المرحلة التمهيدية لـ"بوابة الهدف" :إن عشرات العائلات لا تتمكن من إرسال أبنائها لرياض الأطفال لعدم امتلكها المال الكافي، وهناك العديد من الرياض التي تطالب بالرسوم من عائلات طلبة تخرجوا منها قبلَ عام، فكيفَ تتوقع وزارة التربية والتعليم أن الأهالي قادرينَ على تحمل تكلفة الصف الأول؟، ولماذا لا ينفذ قرار بدمج المرحلة التمهيدية بالمدارس الحكومية للتخفيف من عبء رسومها ومتطلباتها على الأهالي؟!".

وفيما يبدو بنص المراسلة التي جرى نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضوعها كان إخباريًا بالإلحاق، وفتحت التساؤل حولَ مصير مدرسي الأول الابتدائي الموزّعين على المدارس في قطاع غزّة.

واعتبرت وزارة التربية والتعليم على لسان صيام أنّ هذه التساؤلات "سابقة لأوانها، خاصة وأن الدراسة لم تُنفذ بعد، وتحتاج لأشهرٍ حتى تظهر نتائجها".

وتابع قائلًا: "وإن كانت النتائج في صالح رياض الأطفال سيكون الأهالي مخيرين بدمج أبنائهم بالرياض أو تركهم في المدارس".

واعتبرَ أن وزارته حققت تقدماً في دمج بعض صفوف التمهيدي في المدارس الحكومية، غيرَ أن العالم يتجه نحوَ خصخصة التعليم، وهو سبيلٌ حديث -وفق قوله- لتطوير التعليم، لذا فإن الدارسة ستصب في مصلحة الطُلاب.

ومن المقرر أن تبدأ الدراسة التي تعكف وزارة التربية والتعليم على تنفيذها، في وقتٍ قريب، لكنّ هذا النفي لن يغلق باب القلق بين أهالي الطلبة، ما يدفعهم لانتظار بداية الفصل الدراسي في العام المقبل، لمعرفة توجّه الوزارة الحقيقي لتنفيذ قراراتها من عدمه.