Menu

في مؤتمر مناهضة التطبيع

مزهر: نسعى لتشكيل هيئة وطنية للتصدي للتطبيع ورموزه

جميل مزهر

غزة _ بوابة الهدف

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، أن "التطبيع يمثل خيانة وطنية وقومية صريحة لشعوبنا العربية وتضحياتها، ودماء شهدائها الذين ارتقوا دعمًا للقضية الفلسطينية".

وأضاف مزهر خلال كلمة لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في مؤتمر مناهضة التطبيع الذي عُقد في غزة، أن الاحتلال "يستخدم المطبعين كجسر للتصدي لحملة المقاطعة الدولية ومحاولة تقويض منجزاتها، واستغلالاً للواقع العربي الذي يشهد حروب تفتيت هدفها الإجهاز على مقومات الصمود للمجتمعات العربية، وفي إطار دمج هذا الكيان الغاصب في المنطقة، وترويجه الكاذب والمكشوف والوقح كواحة للديمقراطية والاستقرار".

كما وأكَّد على أن "العدوان الصهيوني الأمريكي المُستمر كان هدفه الدائم تقويض صمود مجتمعاتنا العربية والاستيلاء على ثرواتها وممكناتها ووقف عوامل نهوضها خدمة لأطماعه التوسعية في المنطقة العربية، وفي إطار دمج العرب كعبيد للمشروع الصهيوني، وتوظيفه في مواجهة أية حالة نهوض عربية أو إسلامية في المنطقة"، مُشيرًا إلى أن "الكيان يستمر في مخطط تمرير التطبيع واختراقه للجسد العربي استثمارًا للحظة السياسية الفلسطينية المعقدة، وفي ظل استمرار الانقسام وتداعياته السلبية التي تسهل للأمريكي ومحاولاته المحمومة الوصول لأهدافه الخبيثة الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية والتي ترى في مسارات القدس واللاجئين والفصل والتفتيت للقضية الفلسطينية والتطبيع".

وشدّد مزهر على أن "الإدارة الأمريكية ومن خلال بلطجتها وابتزازها للنظام الرسمي العربي وفرض الاتاوات حمايةً لعروشهم، تستخدمها طرقًا آمنة لتحقيق الخنوع لصفقة القرن، ومخططات التصفية والتفتيت التي تتعرض لها المنطقة العربية قاطبةً، من خلال استخدام الطائفية والمذهبية وخلق العداءات الوهمية كبديل عن عدونا المركزي".

ووجّه مزهر خلال حديثه التحيّة "للبرلمانيين والإعلاميين والرياضيين والفنانين ولكل الشعوب التي قاومت وما زالت تقاوم التطبيع، وتصر على تعرية وتجريم دعاته ومنظريه ورموزه"، لافتًا إلى أن "مخاطر التطبيع لا تتوقف عند حدود الخيانة للأمة وقضيتها المركزية، بل تتعداها لتمكّن هذا العدو من ممكنات الأمة وثرواتها وعقول أبنائها بما يبقيها رهينة للفقر والتخلف والاضطهاد".

وطالب مزهر خلال المؤتمر "بتحرك برلماني عربي مُشترك، يجّرم المطبعيّن، ويتصدى ويقاوم كل أشكال التطبيع بقانون قومي عربي يتفق عليه البرلمانيون عبر اتحاد البرلمانات العربية"، مُشيرًا إلى ضرورة "تفعيل دور القوى الشعبية العربية من نقابات واتحادات ومنظمات شعبية وشبابية ونسوية في دعم مقاومة شعبنا ومشروعه التحرري، ومقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني على المستويين الرسمي والشعبي، وسحب ما تُسمى المبادرة العربية سيئة الصيت والتي جرى تحويلها مظلة للتطبيع العربي الرسمي".

وأردف مزهر "نسعى لتشكيل هيئة وطنية مهمتها التصدي للتطبيع ورموزه، والعمل على إعداد برنامج وطني لتعزيز مقاطعة الاحتلال ومواجهة التطبيع، ومهمة هذه الهيئة للتشبيك مع القوى الشعبية العربية والدولية للمساهمة في هذه الجهود"، مُؤكدًا إن "القطع مع اتفاق أوسلو بكافة افرازاته الأمنية والسياسية والاقتصادية ووقف كل أشكال التنسيق الأمني والعلاقات مع الاحتلال بما فيها حل لجنة التواصل مع المجتمع "الإسرائيلي" مهمة وطنية فلسطينية تساهم في تعزيز منهجية المقاطعة ضد الاحتلال على طريق عزله ومحاكمته دوليًا".

وفي ختام حديثه، شدّد مزهر على "ضرورة استثمار وسائل الإعلام المختلفة في تعريف المواطن العربي بأهمية مقاطعة الاحتلال وبأبعاد ومخاطر التطبيع وتداعياتها الكارثية على الاستقرار في المجتمعات العربية، وفي تمدد وتوسع المشروع الصهيوني"، مُشيرًا إلى أن "هذا يستدعي إعداد خطة إعلامية متكاملة ومعززة بمفاهيم واضحة عن التطبيع وآليات مواجهته".