Menu

بطل عملية "عيون الحرامية" ثائر حمّاد يروي تفاصيلها

ثائر حماد

بوابة الهدف_ وكالات

"بوابة الهدف" تنشر ما رواه الأسير الفلسطيني المناضل ثائر حمّاد عن العملية الفدائية التي نفذها بتاريخ 3 مارس 2002، وبمفرده، على حاجزٍ لجيش الاحتلال في منطقة "عيون الحرامية" الواقعة بين نابلس ورام الله بالضفة الغربية المحتلة، وببندقية من طراز M1 أمريكية الصنع كانت من مخلفات الحرب العالمية الثانية، اشتراها من ماله الخاص، وقتل بها 11 جندياً وأصاب 9 آخرين، فقط بـ 26 رصاصة فقط، ولو أنّ البندقية لم تنفجر، لكانت الحصيلة أكبر.

والفدائي ثائر كايد قدورة حماد، من مواليد العام 1980، ويُلقّب بقناص عيون الحرامية، نسبةً للعملية البطولية، التي نفذها بعمر 22 عامًا. اعتقله الاحتلال بعد 30 شهراً من تنفيذ العملية، وحكم عليه بالسجن 11 مؤبداً. إنها "حكاية بطل من بلادي" يرويها بلسانه، باللغة العامية، من سجن إيشل الصهيوني، وننشرها كما هي في السطور التالية:

جمعتُ 1300 دينار أردني حوالي 1800 دولار واشتريت فيهم بندقية m1 أصلها وصناعتها أمريكية بالحرب العالمية الثانية ومعها 350 رصاصة. وبلشت أتدرب عليها لحد ما صرت محترف وبقدر أصيب أي شي بدقة وباحتراف لدرجة بصيب ذبانة بالرصاصة.    
ويوم الاثنين 3/3/2002 توضيت لصلاة الفجر وبعد الصلاة حملت مصحفي، ولبست لبس زي العسكري وأخذت هالبارودة و70 رصاصة، وطلعت من بعد الفجر على جبل بين مدينة رام الله ونابلس "عيون الحرامية"، وكان أملي إنه أرجع ما بتجاوز 1% وكنت متوقع يا بستشهد أو بنأسر.
قعدت تحت شجرة زيتون وتحصنت بالصخر حولي وراقبت الحاجز العسكري حوالي ساعتين، كان بعيد عني 120 متر هوائي تقريباً، وبس صارت الساعة 6 طخيت أول رصاصة باتجاه جندي وأجت برأسه فوق عينيه ووقع على وجهه ، صار في كركبة وخلال ثواني الرصاصة الثانية كانت بقلب جندي ثاني وثواني لحقهم جندي ثالث ، كانت 3 رصاصات بثلاث فطايس (قتلي)، طلع جنديين من الغرفة وفش ثواني كانوا مبطوحين (سقطوا أرضًا)، وصارت عندي 5 رصاصات 5 جثث ، كان في جندي بالغرفة معاه سلاحه وبصرخ خايف يطلع وبس مد رأسه من الشباك كانت الرصاصة السادسة بمخه، والنتيجة كانت 6 ضغطات على الزناد مني مقابلها 6 فطايس (قتلى) ، وانتهى هالحاجز بسرعة.    
بعد شوي وصلت سيارة مدنية فيها مستوطنين اثنين وقبل ما يستوعبوا شو في كان في رصاصتين بروسهم ، وكانت النتيجة فل الفل 8/8 ، ضليت أستنى لأنه ضايل معي 62 رصاصة ، وبالفعل أجت سيارة جيب عسكرية لتبديل الشفت ونزل منها الجنود وتفرقوا وبلشوا طخ نار بهبل وبعشوائية وسهلوا علي تلقيطهم وبطحتهم (قتلتهم) واحد واحد ، وبعدها أجت شاحنة سايقها عربي وجنبه 2 يهود مستوطنين ، بدون ما أطخ شوفير هالشاحنة طخيت اللي جنبه وبطحتهم (قتلتهم) ، وضليت أستنى لحد ما أجت سيارة مدنية فيها امرأة يهودية معها أولادها وكانت قدامي وبقدر أخلص عليها وعلى أولادها بس أنا مش يهودي زيهم ما بقتل الأطفال ، أشرتلها بييدي وناديت عليها وحكتلها بالعبري: أنا لست قاتل انصرفي مع أولادك .
الساعة 7:30 انفجرت البارودة وطارت قطع، وكنت طاخ 26 رصاصة، ومْبَطّح هالجنود (قاتلهم) سحبت حالي ونزلت عن الجبل متسلل من جلجولية ، ودخلت على سلواد وفتت على البيت وتحممت وحطيت راسي ونمت. وكان صعب عليهم يلحقوني لأنه مليان شجر وصخر والأرض وعرة ، وبس صحيت بلشت تنتشر الأخبار أنه في عملية، وكانت الحصيلة قتل 11 جندي وإصابة 9 وعدد الرصاص المطلق عليهم 26  رصاصة.
بلشت حملة الاعتقالات بسلواد والتحقيق والتكهنات ، اشي حكى أنه اللي نفذ هالعملية زلمة كبير وعنده هالبارودة من الحرب العالمية الثانية ومتدرب على القنص ، ورواية حكت أنه المنفذ رجل شيشاني لأنه هاي البنادق من الحرب العالمية الثانية وموجودة عند الشيشان، وتأليفات وتكهنات كثيرة بتضحك، اعتقلوني وشافوني صغير وطلعوني لأنه ولا احتمال بنطبق علي وعمري صغير 22 سنة، راحت الأيام وأجت الأيام وبعد 30 شهر، يعني سنتين ونص اجى تبليغ أنه أنا مطلوب وما رحت، وداهموا بيتنا واعتقلوني وبعد تحقيق 75 يوم أخذوا بصمات الشظايا وتطابقت مع بصماتي، وألقوا القبض على منفذ عملية عيون الحرامية، في ضابط صهيوني دخل علي وبس تأكد أنه أنا المنفذ أدى تحية عسكرية`

ما بعرف ليش عمل هيك بس كأنه خضع لتفاصيل تنفيذ العملية ودقتها، أمي وجدتي صابهم جلطات، سلواد كلها تفاجأت من المنفذ ، وعملت حيلة وحكيت أنه عندي سلاح مخبى بالبيت وجروني الصهاينة وأخذوني على البيت وشفت أمي وحضنتها وطمنت قلبها ورجعت ع السجن، بعد 30 جلسة محاكمة حكموني 11 مؤبد بمحكمة عوفر العسكرية، ونقلوني لسجن ايشل المركزي وحطوني بقسم العزل رقم 4 مع مروان البرغوثي، ما بنسى كيف استقبلوني البرغوثي والعتيبي ورحبوا فيي وشجعوني، ومن التعب نمت على صوتهم ، حلمت شغلات تعبتني كثير، وحلمت بخطيبتي، وثاني يوم صفنت وما تخليت أنه ما رح أشوف السماء من سلواد مرة ثانية، قررت أفسخ خطبتي وأجبرت خطيبتي أفسخ هالخطبة.

بضيع وقتي بالسجن بالرياضة وبالقراءة والكتابة، وأنا حالياً خلصت دراسة جديدة عن الأسرى، السجن بتحول لحلقات تسبيح برمضان والأسرى بتسابقوا ليختموا القرآن، شعور السجن محزن كونك بعيد عن الأهل وتجمعات الأهل، كنت فتحاوي الانتماء وفلسطيني الهوية، مش شرط تكون فتحاوي بكفي أنه فلسطين أنجبتك.   
أنا أخوكم ثائر كايد قدورة حماد ، مواليد 1980 قناص عيون الحرامية، صاحب هالقصة اللي بتستاهل تكون فيلم عالمي استخدمت هالبارودة مش للأفراح وللطخ بالأعراس والاحتفالات استخدمتها وسطحت (قتلت وأصبت) 20 واحد ب 26 رصاصة، غنتلي سلواد كلها :
"ودينا واحد قناص على عيون الحرامية ، وسطحهم بالرصاص والبارودة الأمريكية".