نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفصائل العمل الوطني ومؤسسات وفعاليات محافظة نابلس مهرجاناً وطنياً إحياءً للذكرى 11 لاستشهاد حكيم الثورة جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وتخلل المهرجان افتتاح ميدان الحكيم بحضور حشد وطني وشعبي وفصائلي ومؤسسات وشخصيات وطنية، وحشد كبير من كوادر وأعضاء وأنصار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وتوج المهرجان بصور الحكيم وبالعلم الفلسطيني وبجداريات تشير لتاريخ جورج حبش الثوري، وبشعارات بارزة كالثوريين لا يموتون أبدًا.
وافتتح المهرجان بالسلام الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح بالشهداء، تلاها كلمة وطنية لحركة فتح ألقتها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح دلال سلامة، أشادت فيها بتاريخ الحكيم وقوة حضوره ونضاله ومسيرته الحافلة بالتضحيات، ومواقفه الشجاعة وحرصه الدائم على وحدة شعبنا، وأنه رسخ نهجاً وطنياً مبدئياً بالخلاف والاتفاق.
واستذكرت مناقب الحكيم ومسيرته مع الشهيد ياسر عرفات ، مستعرضة المواقف المشرفة لقادة العمل الوطني، وقالت "نختلف بالسياسات ولا نختلف على الأشخاص".
كما أشادت بدور الجبهة الشعبية في الساحة النضالية، مشيرة لحدة الخلافات الراهنة ومؤكدة على وطنية فصائل المنظمة، وعلى مواصلة الجهود من أجل تحقيق وحدة الوطن وإنهاء الانقسام.
وعبّرت سلامة عن فخرها بإطلاق اسم الحكيم على أحد أهم الميادين بالمحافظة تخليداً لذكرى ونهج القادة الوطنيين، موجهة التحية لأبناء شعبنا وللشهداء الذين مازالوا يرتقون دفاعا ًعن فلسطين وشعبنا الذي يواجه غطرسة وقمع الاحتلال.
وفي كلمة بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب عن التجمع الديمقراطي الفلسطيني وجه التحية لفلسطين ولنابلس وللحشد الكبير، لافتاً أن هذه الفعالية تحمل من دلالات وطنية وسياسية وكفاحية في هذه اللحظة الحساسة التي يعيشها شعبنا، مضيفاً أن "الحكيم شكّل نموذجاً وطنياً وكان هرمً من أهرامات شعبنا، مستذكراً تاريخه وأنه يعد بوصلة لكل المناضلين ومن أهمها الوحدة الوطنية".
وأشار الصالحي إلى أن الخلاف ضروري وموضوعي في الساحة الفلسطينية ولكن يجب أن يستند إلى أسس منهجية بعيدة عن التحاصص والتقاسم، والتأكيد على أهمية النهج الوطني والسياسي والدفاع عن مصالح شعبنا، مستذكراً خلافات كبيرة مرت بها الثورة الفلسطينية ومواقف حبش، وبأنه في النهاية يجتمع شعبنا وقواه لأن قانون الانتصار الحقيقي هو الوحدة الوطنية.
واستعرض الوضع الراهن وضرورة التوحد لمواجهة مخططات الاحتلال والإدارة الأمريكية والعدوان على شعبنا، مشدداً على ضرورة تشكيل قوة عالمية لمواجهة الاحتلال، مشيداً بما جرى في فنزويلا والإطاحة بالانقلابيين وبقاء الداعمين للفقراء وللشعوب المضطهدة وللقضية الفلسطينية.
وفي كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ألقاها القيادي عمر شحادة، استهلها بتوجيه التحية لنابلس المحافظة وفصائلها وكل مكوناتها وبالحشد الوطني الحاضر بالمهرجان لإحياء الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد حكيم الثورة وافتتاح ميدان وصرح الحكيم د جورج حبش.
وقال شحادة إنّ "هذا الشعب الذي يسير على درب قادته الثوريين سينتص"، واستحضر شحادة مناقب حكيم الثورة، واستعرض بصماته على الصعيد الفلسطيني واستنهاضه للحالة الوطنية في مواجهة الاحتلال والعدوان.
كما تطرق إلى دوره القومي بتأسيس حركة القوميين العرب الممتدة على الساحة العربية وتأسيس فرع فلسطين مع وديع حداد و أبو علي مصطفى وغيرهم من القادة وتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رداً على الهزيمة عام 1967 ليصل حبش ورفاقه بالقضية الفلسطينية وطرحها على كل المحافل الدولية.
وأضاف شحادة أنّ "مسيرة حبش كانت مسيرة كبيرة حافلة بالنضال، وبالحرص على وحدة شعبنا في مواجهة العدوان والاحتلال وعلى التمسك بحقوق شعبنا وعدم التفريط بها".
واستذكر مواقف حبش الوطنية والأصيلة والرصينة وتمسكه بالمنظمة كهوية نضالية وبرنامج وطني وكفاحي، لافتاً أن هؤلاء القادة العمالقة الذين يستحقون التكريم والذين يقدمون دروساً لنا بالنضال والوحدة.
واعتبر شحادة أن حلم الحكيم وعرفات وغيرهم من القادة بإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة لا يكون بالاستمرار بالخلاف بل بالتوحد وإحداث مراجعة سياسية شاملة نضع بها مصلحة شعبنا أولاً وأخيراً نستطيع بذلك العودة للبيت الفلسطيني الجامع وللنضال بقوة لمواجهة الاحتلال الصهيوني المدعوم أمريكياً وكل قوى العدوان.
وشدد على ضرورة العمل على انجاح اللقاء الذي دعت له روسيا لتنقية الأجواء الفلسطينية وتحقيق المصالحة، موجهاً رسالته باسم الجبهة وباسم الشهداء وباسم كافة المشاركين بمهرجان إحياء ذكرى الحكيم دعوة للرئيس بصفته رئيس المنظمة بأن يعمل سريعاً على تنفيذ قرارات الإجماع الوطني بدعوة الإطار القيادي المؤقت للمنظمة وفقاً لقرارات الإجماع الوطني من أجل تفعيل مؤسسات المنظمة وإعادة بنائها على أسس وطنية وديمقراطية، كمقدمة لإنهاء فصل أسود من حياة شعبنا وطي صفحة أوسلو ومغادرتها واستعادة البيت والهوية الوطنية في إطار منظمة التحرير بمشاركة الكل الوطني وبتمثيل كافة أبناء شعبنا في الوطن والشتات.
وعاهد شحادة جورج حبش بالسير على نهجه وخطاه ، لافتاً إلى أنّ "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ستظل وفية لهذا القائد الملهم المفكر والشجاع ووفية للمبادئ التي أسست لأجلها، معبراً عن الفخر والاعتزاز بحزب الحكيم الذي قدم قادته شهداء وأسرى من الحكيم للشهيد أبو علي مصطفى للأسير القائد الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات، موجها التحية للشهداء وللأسرى الذين يتعرضون لهجمة شرسة من قبل ادارة مصلحة السجون المتغطرسة، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني سيبقى وفياً لشهدائه وأسراه ولقضيته العادلة".
هذا وقدمّ المهرجان ماهر حرب عضو لجنة التنسيق الفصائلي، منظماً لفقراته، مستعرضاً قوة حضور الحكيم في سفر النضال والثورة الفلسطينية المعاصرة، مشيداً بالحضور وبهذه الفعالية.
واستذكر حرب كل الرموز الوطنية وديع حداد وأبو علي مصطفى واحمد سعدات، مشدداً أن الجبهة مقبلة ايضاً على احياء ذكرى الشهيد القائد أبو ماهر اليماني، داعياً الأخوات والأخوة والرفيقات والرفاق للتقدم لوضع إكليل الغار على صرح الحكيم يتقدمه شبلين من مخيم بلاطة.
ووجه حرب التحية للكل الوطني والحاضرين من شخصيات وطنية، مشيداً بدور بلدية نابلس وفصائل العمل الوطني وفعاليات ومؤسسات المحافظة، موجهاً الشكر الخاص للإخوة بحركة فتح بمخيم بلاطة وللأخ المناضل جمال الطيراوي واللجنة الشعبية للخدمات ومركز شباب بلاطة ومركز يافا الثقافي وبالأسرى المحررين وبكل قطاعات شعبنا.