هذا التحقيق المطوّل يظهر من هي العصابة الأمريكية-الفنزويلية التي تحاول الاستيلاء على فنزويلا والإطاحة بالنظام البوليفاري، ومن هو خوان غوايدو، دمية المخابرات الأمريكية الذي يريدون تنصيبه على رأس أغنى دولة نفطية في القارة الجنوبية.
حيث بعيدًا عن الأخبار المتسارعة، المقال المطوّل للصحفي العالمي ماكس بلومنتال هو صحفي حائز على العديد من الجوائز ومؤلف العديد من الكتب، وأنتج العديد من الأفلام بما فيها "قتل غزة" وأسس عام 2015 موقع ومركز Blumenthal The Grayzone ، ودان كوهن مراسل أر تي أميركا ومخرج وصانع أفلام ورئيس تحرير فيلم "قتل غزة"، لتسليط الضوء الصحفي على حالة الحرب الدائمة التي تشنها الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية خصوصا وانعكاساتها الخطيرة.
تنشر الهدف الترجمة الكاملة للمقالة التي نشرت بالإنكليزية في غريزون بروجكت، تحت عنوان "تجهيز خوان غوايدو: كيف خلق مختبر تغيير النظام في الولايات المتحدة قائد الانقلاب في فنزويلا".
قبل اليوم المشؤوم في 22 كانون أول/يناير، موعد الانقلاب الأمريكي في فنزويلا البوليفارية، كان أقل من 1 من كل خمسة فنزويليين قد سمع بخوان خوايدو، وقبل بضعة أشهر فقط كان هذا الشاب البالغ من العمر 35 عامًا، شخصية غامضة ضمن مجموعة يمينية متطرفة سياسيًا، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأعمال عنف مروعة في الشارع وحتى داخل حزبه كان غوايدو شخصية متوسطة المستوى في الجمعية الوطنية التي تهيمن عليها المعارضة، والتي هي الآن مجمدة وفقًا لدستور فنزويلا.
ولكن بعد مكالمةٍ هاتفية واحدة من نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، أعلن غوايدو نفسه رئيسًا لفنزويلا، وقد تم الاعتراف به فورًا من قبل واشنطن، وتم تسجيل أسبقية دولية لقاع سياسي جديد بتنصيب زعيم يتم اختياره من قبل دولة خارجية، لدولة تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم.
زعم غوايدو في ترديد ببغائي لما يقال في واشنطن والنيويوك تايمز بأنه ""منافس ذا مصداقية" لمادورو مع "نمط جديد ورؤية لدفع البلاد إلى الأمام" وهكذا صفق له أعداء مادورو، في هيئة تحرير بلومبرغ بسبب نيته "استعادة الديمقراطية" ووصفته وول ستريت جورنال بأنه "زعيم ديمقراطي جديد" وكذلك فعلت كندا و"إسرائيل" ودول أوروبية عديدة، وكتلة يمينية من دول أمريكا اللاتينية سرعان ما اعترفت بـ "شرعيته".
في حين بدا أن غوايدو ظهر من العدم، كان في الواقع التجسيد لعمل أكثر من عقد في مختبرات تغيير النظام في أمريكا، حيث تم زرع غوايدو لتقويض حكومة فنزويلا الاشتراكية، وزعزعة أمن البلاد واستقرارها والاستيلاء على السلطة في يوم واحد، على الرغم من ثانويته في السياسية الفنزويلية إلا أنه أمضى سنوات بهدوء في قاعات واشنطن مثبتًا جدارته لمُشغليه.
قال ماركو تيرغي، عالم الاجتماع الأرجنتيني لموقع غرايزون بإنه تم إعداد غوايدو لهذا السبب بالذات، إنه نتاج مختبر، خليط من العناصر المرضية التي تخلق شخصية تتأرجح بقلقٍ بين أن تكون مضحكة ومقلقة في آن معًا.
يرى دييجو سزيرا، الصحفي والكاتب الفنزويلي بأن غوايدو هو أكثر شعبية خارج فنزويلا من داخلها، وخاصة في نخب دوائر واشنطن وهو شخصية معروفة هناك يميني متوقع ويعتبر مُخلصًا لبرنامج واشنطن في "صياغة الديمقراطية المرغوبة".
في الوقت الذي يصر فيه غوايدو اليوم على أنه وجه استعادة الديمقراطية، فقد أمضى حياته المهنية في أكثر الفئات عنفًا في حزب المعارضة الراديكالي في فنزويلا، حيث وضع نفسه في مقدمة حملة تلو الأخرى لزعزعة الاستقرار وفقد حزبه مصداقيته على نطاقٍ واسع داخل فنزويلا، وهو مسؤول جزئيًا عن تفتيت معارضة شديدة الضعف أصلاً
كتب لويس فيسنيتي ليون رئيس الاستطلاعات الرائدة في فنزويلا بأن هؤلاء المعارضين ليس لديهم أكثر من 20% من الأصوات، ولايزال حزب غوايدو معزولاً لأن غالبية السكان "لا يريدون الحرب" بل يريدون الحل.
لكن هذا بالتحديد هو السبب في اختيار جوايدو من قبل واشنطن: ليس من المتوقع أن يقود فنزويلا نحو الديمقراطية، بل انهيار البلد الذي كان خلال العقدين الماضيين حصنًا للمقاومة للهيمنة الأمريكية، ويشير صعوده غير المتوقع إلى ذروة مشروع دام عقدين من الزمن لتدمير تجربة اشتراكية قوية.
فمنذ انتخاب هوغو تشافيز عام 1998، حاربت الولايات المتحدة لاستعادة السيطرة على فنزويلا، التي تملك احتياطيات نفطية هائلة، ورغم أن برامج تشافيز الاشتراكية أعادت توزيع الثروة في البلاد وساعدت في انتشال الملايين من الفقر، لكنها أكسبته أيضًا مهدافًا ثبتته أمريكا لاقتناصه.
وفي عام 2002، أطاحت المعارضة اليمينية في فنزويلا بإصرار بشافيز بدعم الولايات المتحدة، قبل أن يعيده الجيش إلى منصبه بسرعة بعد التعبئة الجماهيرية الكبيرة، وقد نجا شافيز من مؤامرات الاغتيال التي أعدت في جميع الإدارات الأمريكية سواء جورج دبليو بوش أو باراك أوباما، قبل أن يفتك به السرطان عام 2013 وقد نجا خلفه مادورو من ثلاث محاولات اغتيال.
بسبب هذا رفعت إدارة ترامب فورًا فنزويلا إلى قمة قائمة أهداف تغيير النظام في واشنطن، واصفةً إياه بزعيم "ترويكا الاستبداد" في العام الماضي حيث حاول فريق ترامب للأمن القومي تجنيد أعضاء من القادة العسكريين لتشكيل المجلس العسكري لينقلب على مادور، ولكن فشل هذا الجهد أيضًا.
ووفقًا للحكومة الفنزويلية، فإن الولايات المتحدة متورطة أيضًا في مؤامرة، يطلق عليها اسم "عملية الدستور"، للقبض على مادورو في قصر ميرافلوريس الرئاسي، وأخرى، تسمى عملية هرمجدون، لاغتياله في عرض عسكري في تموز/يوليو 2017، وبعد أكثر من عام حاول قادة المعارضة في المنفى قتل مادور بطائرة بدون طيار عبر إلقاء قنبلة عليه في عرض عسكري.
قبل أكثر من عشر سنوات من هذه المؤامرات، تم اختيار مجموعة من طلاب المعارضة اليمينيين من قبل نخبة من أتباع أكاديمية تغيير النظام الممولة من قبل الولايات المتحدة للإطاحة بحكومة فنزويلا واستعادة النظام النيوليبرالي، عبر تدريبها من قبل ما يسمى مجموعة "تصدير الثورة" التي زرعت بذور عدد من "الثورات الملونة"، كما في أوروبا الشرقية.
في 5 تشرين أول/أكتوبر 2005، مع بلوغ شعبية شافيز ذروتها وتخطيط حكومته لبرامج اشتراكية واسعة، وصل خمسة من "قادة طلاب" فنزويلا إلى بلغراد في صربيا لبدء التدريب على "الانتفاضة"، وهؤلاء وصلوا من فنزويلا بإذن من مركز العمل والاستراتيجيات اللاعنفية التطبيقية، ويتم تمويلها إلى حدٍ كبير من خلال الصندوق الوطني للديمقراطيةCANVA وهو عبارة عن فرع لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) الذي يعمل بمثابة الذراع الرئيسي للحكومة الأمريكية لتشجيع تغيير النظم السياسية.
ويتفرع أيضًا أجهزة أخرى مثل المعهد الجمهوري الدولي والمعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية، ووفقًا لرسائل البريد الإلكتروني الداخلية التي تم تسريبها من شركة ستراتفور، وهي شركة استخبارات تُعرف باسم "CIA shadow"، فإن "CANVAS" ربما تكون قد تلقت أيضًا تمويلاً وتدريبًا من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خلال العمل ضد ميلوسيفيتش في 1999/2000.
"كانفاس" هي عبارة عن مجموعة من جماعة أوتبور، وهي جماعة احتجاج صربية أسستها سرغيا بوبوفيتش في عام 1998 في جامعة بلغراد، وكانت أوتبور، التي تعني "المقاومة" في اللغة الصربية، هي المجموعة الطلابية التي اكتسبت شهرة دولية - والترويج على مستوى هوليوود - من خلال تعبئة الاحتجاجات التي أطاحت في نهاية المطاف بسلوبودان ميلوسيفيتش.
كانت هذه الخلية الصغيرة من أخصائيي تغيير النظام تعمل وفقًا لنظريات الراحل جين شارب، الذي أطلق عليه "كلاوزويتز للنضال اللاعنفي". عمل شارب مع المحلل السابق بوكالة الاستخبارات العسكرية، العقيد روبرت هيلفي، وهو مخطط استراتيجي أعاد الاحتجاج بوصفه شكلاً من أشكال الحرب الهجينة، وصوبه إلى الدول التي قاومت هيمنة واشنطن الأحادية القطبية.
وقد تم دعم أوتبور من قبل الصندوق الوطني للديمقراطية، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومعهد ألبرت أينشتاين التابع لشارب، وذات يوم قال سينيسا سايكمان، أحد المدربين الرئيسيين لدى أوتور، إن المجموعة تلقت تمويلاً مباشرًا من السي آي إيه.
ووفقًا لرسالة إلكترونية تم تسريبها من أحد موظفي ستراتفور، بعد أن خرج ميلوسيفيتش من السلطة، "نشأ الطلاب الذين أقاموا في OTPOR، وحصلوا على التدريب وصمموا CANVAS وبعبارةٍ أخرى مجموعة "تصدير الثورة" التي زرعت بذور عدد من الثورات الملونة، وما زالوا مدمنين على التمويل الأمريكي ويذهبون إلى جميع أنحاء العالم في محاولة للإطاحة بالدكتاتوريين والحكومات الاستبدادية (تلك التي لا تحبها الولايات المتحدة).
وكشف ستراتفور أن "CANVAS" حولت انتباهها إلى فنزويلا في عام 2005، بعد تدريب حركات المعارضة التي قادت عمليات تغيير النظم الموالية لمنظمة حلف شمال الأطلسي في جميع أنحاء أوروبا الشرقية.
أثناء مراقبة برنامج تدريب CANVAS، حدد ستراتفور أجندة تمرده بلغةٍ حادة بشكل مدهش: "النجاح ليس مضمونًا بأي حال، والحركات الطلابية هي فقط في بداية ما يمكن أن يكون جهدًا طويلًا لإطلاق ثورة في فنزويلا، ولكن المدربين أنفسهم هم الأشخاص الذين جربوا أسنانهم على "جزار البلقان" لقد حصلوا على مهارات جنونية، عندما ترى طلابًا في خمس جامعات فنزويلية يقومون بمظاهرات متزامنة، ستعرفون أن التدريب قد انتهى وأن العمل الحقيقي قد بدأ".
بدأ "العمل الحقيقي" بعد ذلك بعامين، في عام 2007، عندما تخرج غوايدو من جامعة أندريس بيلو الكاثوليكية في كاراكاس، انتقل إلى واشنطن، للانخراط في برنامج الحكم والإدارة السياسية في جامعة جورج واشنطن، تحت وصاية الاقتصادي الفنزويلي لويس انريكي بيرريزبيتا، أحد كبار الخبراء الاقتصاديين الليبراليين الجدد في أمريكا اللاتينية، وبريزبيتيا هو المدير التنفيذي السابق لصندوق النقد الدولي (IMF) وأمضى أكثر من عشر سنوات في قطاع الطاقة الفنزويلي، في ظل نظام حكم القلة القديم الذي أطاح به تشافيز.
في ذلك العام، ساعد غوايدو في قيادة التجمعات المناهضة للحكومة بعد رفض الحكومة الفنزويلية تجديد ترخيص Radio Caracas Televisión (RCTV). حيث لعبت هذه المحطة المملوكة للقطاع الخاص دورًا قياديًا في انقلاب 2002 ضد هوغو شافيز، وساعدت قناة RCTV في حشد المتظاهرين المناهضين للحكومة، وزيفت المعلومات التي وجهت اللوم إلى مؤيدي الحكومة بسبب أعمال العنف التي قام بها أعضاء المعارضة، وحظرت التقارير الموالية للحكومة وسط الانقلاب وقد تم تأريخ دور قناة RCTV وغيرها من المحطات التي يملكها القلة في قيادة محاولة الانقلاب الفاشلة في الفيلم الوثائقي الشهير "لن يتم بث الثورة".
في نفس العام، ادعى الطلاب أنهم يثنون على استفتاء تشافيز الدستوري من أجل "اشتراكية القرن الواحد والعشرين" التي وعدت" بوضع الإطار القانوني لإعادة التنظيم السياسي والاجتماعي للبلاد، وإعطاء السلطة المباشرة للمجتمعات المنظمة كشرطٍ مسبق للتنمية والنظام الاقتصادي جديد".
من الاحتجاجات حول RCTV والاستفتاء، ولد كادر متخصص من الطبقة المدعومة من الولايات المتحدة من نشطاء تغيير النظام. لقد أطلقوا على أنفسهم اسم "الجيل 2007".
وقد جندت مدرّستا ستراتفور وكونفاس في هذه الخلية حليف غوايدو - وهو منظم سياسي تحرري اسمه يون غويكوتشيا - "كعامل أساسي" في هزيمة الاستفتاء على الدستور، وفي العام التالي، كوفئ غويكوتشيا بجهوده مع جائزة ميلتون فريدمان لتقدم الحرية التي يقدمها معهد كاتو، إلى جانب جائزة قدرها 500 ألف دولار، استثمرها على الفور في شبكته السياسية.
كان فريدمان، بطبيعة الحال، هو الأب الروحي لصبيان شيكاغو النيوليبراليين سيئي السمعة الذين استوردهم إلى تشيلي زعيم المجلس العسكري الدكتاتوري أوغستو بينوشيه لتنفيذ سياسات "التقشف المالي" المتطرف ومعهد كاتو هو مؤسسة فكرية "تحررية" مقرها واشنطن العاصمة، أسسها الأخوان كوش، وهما من كبار المتبرعين للحزب الجمهوري، والذين أصبحوا من المؤيدين العدائين للجناح اليميني في أمريكا اللاتينية.
نشرت ويكيليكس بريدًا إلكترونيًا من عام 2007 من السفير الأمريكي في فنزويلا، وليام براونفيلد أرسل إلى وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع، القيادة الجنوبية التي أشادت بـ "جيل 2007" لقيامه "بإجبار الرئيس الفنزويلي، على وضع الأجندة السياسية، وكان من بين "القادة الناشئين" براونفيلد الذي تم جنده يون غويكوتشيا.
بعد أن سارع الكوادر الفنزويلية المتطرفين إلى الحصول على أموال من القلة الحاكمة التحررية ومصالح الحكومة الأمريكية الناعمة، حوالوا تكتيكات أوتبور إلى الشوارع، إلى جانب نسخة من شعار المجموعة، لـ "إثارة القلاقل العامة.. للاستفادة من الوضع وإدراجه ضد شافيز".
في عام 2009، قام نشطاء الجيل 2007 من الشباب بمظاهراتهم الأكثر استفزازًا بعد، وقاموا بإسقاط بنطالهم وتعرية مؤخراتهم (فعليًا وحرفيًا) على الطرق العامة وممارسة تكتيكات مسرح حرب العصابات الفاضحة التي رسمها جين شارب في دليل تغيير النظام.
كان المتظاهرون قد حشدوا ضد اعتقال حليف من مجموعة أخرى من الشباب الجدد تسمى JAVU هذه المجموعة اليمينية المتطرفة "جمعت الأموال من مجموعة متنوعة من مصادر الحكومة الأمريكية، الأمر الذي سمح لها بكسب الشهرة بسرعة مثل الجناح المتشدد من حركات الشوارع المعارضة"، وفقًا لكتاب جورج سيكارييللو "بناء الكومونة".
في حين أن فيديو الاحتجاج غير متوفر، فإن العديد من الفنزويليين قد حددوا غوايدو كأحد المشاركين الرئيسيين في حين أن الادعاء غير مؤكد، فمن المؤكد أنه مقبول، كان المتظاهرون العراة أعضاءً في النواة الداخلية للجيل 2007 والتي ينتمي إليها غوايدو، وكانوا يرتدون ملابسهم الخاصة بالمنظمة، وكتب عليها "ريسستنس=مقاومة).
في تلك السنة، قدم غوايدو نفسه للجمهور بطريقة أخرى، حيث أسس حزبًا سياسيًا للاستيلاء على الطاقة المُعادية لشافيز التي زرعها جيل 2007، وأطلق عليه الإرادة الشعبية، وقاده ليوبولدو لوبيز، وهو من الجناح اليميني المتعلّم في برنستون، وهو متورط بقوة في البرامج الوطنية للديمقراطية، وانتُخِب رئيسًا لبلدية مقاطعة كاراكاس التي كانت واحدة من أغنى مقاطعات البلاد، وكان لوبيز صورة للأرستقراطية الفنزويلية، ينحدر مباشرة من أول رئيس لبلاده، كما كان ابن عم ثور هالفورسن، مؤسس مؤسسة حقوق الإنسان التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، والتي تعمل كمركز دعاية واقعي للناشطين المناهضين للحكومة المدعومين من الولايات المتحدة في البلدان التي تستهدفها واشنطن لتغيير النظام.
على الرغم من أن مصالح لوبيز تتماشى بدقة مع واشنطن، فقد أبرزت البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي نشرتها ويكيليكس الاتجاهات المتعصبة التي من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تهميش الإرادة الشعبية، وعرّف لوبيز بأنه" شخصية مثيرة للانقسام داخل المعارضة.. غالبًا ما يوصف بأنه متعجرف، منتقد، ومتعطش للسلطة".
وأبرز آخرون هوسه بالمواجهات في الشوارع و"نهجه المتصلب" كمصدر للتوتر مع قادة المعارضة الآخرين الذين أعطوا الأولوية للوحدة والمشاركة في المؤسسات الديمقراطية في البلاد.
بحلول عام 2010، تحرك حزب الإرادة الشعبية وأنصاره الأجانب لاستغلال أسوأ موجة جفاف ضربت فنزويلا خلال عقود، وقد ضربت البلاد بنقص هائلٍ في الكهرباء بسبب قلة المياه، التي كانت مطلوبة لتشغيل محطات الطاقة الكهرمائية وتسبب الركود الاقتصادي العالمي وانخفاض أسعار النفط في تفاقم الأزمة، مما أدى إلى استياء الرأي العام.
قام كل من سترتفور وكانافاس المشتشارين الرئيسيين لغوايدو وكاده المناهض للحكومة بوضع خطة مثيرة للسخرية لتوجيه ضربة خنجر لقلب الثورة البوليفارية واعتمد هذا المخطط على انهيار النظام الكهربائي في البلاد بنسبة 70٪ بحلول أبريل 2010.
"هذا يمكن أن يكون حدثًا فاصلاً، حيث أن هناك القليل الذي يمكن لشافيز فعله لحماية الفقراء من فشل هذا النظام"، حسبما أعلنت مذكرة ستراتفور الداخلية، و"من المحتمل أن يكون لهذا تأثير في خلق الاضطرابات العامة بطريقة لا يمكن لأي مجموعة معارضة أن تأمل في توليدها في تلك المرحلة من الزمن، من الأفضل استخدام مجموعة معارضة للاستفادة من الوضع وتدويره ضد تشافيز وتلبية احتياجاتهم".
عند هذه النقطة، كانت المعارضة الفنزويلية تتلقى ما يتراوح بين 40 و50 مليون دولار سنويًا من منظمات حكومية أميركية مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والمنظمة الوطنية للديمقراطية، وفقًا لتقرير صادر عن معهد الأبحاث التابع للمعهد الأسباني و كان لديها أيضا ثروة هائلة للاستفادة من حساباتها الخاصة، والتي كانت في معظمها خارج البلاد.
في حين أن السيناريو الذي تصورته ستاتفور وكانفاس لم يؤت ثماره، فإن نشطاء حزب الإرادة الشعبية وحلفائهم رفضوا نبذ العنف وانضموا إلى خطة راديكالية لزعزعة استقرار البلاد.
في نوفمبر 2010، وفقًا لرسائل البريد الإلكتروني التي حصلت عليها أجهزة الأمن الفنزويلية والتي قدمها وزير العدل السابق ميغيل رودريغز توريس، حضر غوايدو وغوكوتشيا، والعديد من النشطاء الطلاب الآخرين تدريبا سريا لمدة خمسة أيام في فندق يطلق عليه اسم "Fiesta Mexicana" hotel في المكسيك .تم إدارة الجلسات من قبل أوتبور، المدربين الذين غيروا نظام الحكم في بلغراد بدعم من الحكومة الأمريكية، وكان الاجتماع كما يقال قد تلقى دعمًا ومباركة من من أوتو رايش، وهو المنفى الكوبي المتعضب ضد الثورة الكوبية وأحد العاملين في وزارة الخارجية في عهد بوش الابن، وكذلك من الرئيس الكولومبي اليميني السابق ألفارو أوريبي.
وفي غضون الاجتماعات، ذكرت رسائل البريد الإلكتروني، أن غوايدو وزملائه الناشطين وضعوا خطة للإطاحة بالرئيس هوغو تشافيز عن طريق توليد فوضى من خلال فترات طويلة من العنف في الشوارع.
وزعم أن ثلاثة متخصصين في صناعة البترول - غوستافو تورار، وإيليجيو سيدينيو، وبيدرو بورليلي - غطوا علامة تكاليف الاجتماع التي تبلغ 000 52 دولار وتورار هو "ناشط في مجال حقوق الإنسان" و"مفكر" كما يصفه شقيقه الأصغر رينالدو توفار أرويو بأنه ممثل فنزويلا في شركة النفط والغاز المكسيكية الخاصة بتروكيميكا ديل غولفو، التي لديها عقد مع الدولة الفنزويلية.
أما سيدينو، من جانبه، فهو رجل أعمال فنزويلي هارب طلب اللجوء في الولايات المتحدة، وبيدرو بوريلي المدير التنفيذي السابق لبنك جيه بي مورغان، والمدير السابق لشركة النفط الوطنية الفنزويلية، بترول فنزويلا (PDVSA) .غادر في عام 1998 عندما تولى هوغو تشافيز السلطة، وهو عضو في اللجنة الاستشارية لبرنامج القيادة في أمريكا اللاتينية بجامعة جورجتاون.
وأصر بوريلي على أن رسائل البريد الإلكتروني التي تفصّل مشاركته قد تم تلفيقها، بل إنه استأجر محققًا خاصًا لإثبات ذلك، و علن المحقق أن سجلات Google أظهرت أن رسائل البريد الإلكتروني المزعومة أنه لم يتم نقلها أبدًا.
https://www.apnews.com/5d93086fccd34d2c8ea5e92ca793da3b
ومع ذلك، لا يخفي بوريلي اليوم رغبته في رؤية الرئيس الحالي لفنزويلا، نيكولاس مادورو، قد أطيح به - بل أن يسحل في الشوارع كما حدث للزعيم الليبي معمر القذافي على يد رجال ميليشيا مدعومين من حلف شمال الأطلسي.
يذكر أنه بعد نشر نسخة أولى من هذه المقالة اتصل بوريلي بصحيفة غرايزون وزعم أن مشاركته في ذلك الاجتماع كانت "نشاط مشروع وقع في فندق باسم مختلف" في المكسيك.
وزعم بوريلي "قام معهد أينشتاين بتدريب الآلاف بشكلٍ مفتوح في فنزويلا حيث تمت دراسة فلسفة جين شارب على نطاق واسع واعتناقها، وربما منع هذا النضال من التحول إلى حرب أهلية".
وتبرز مؤامرة Fiesta Mexicana المزعومة في خطة أخرى لزعزعة الاستقرار كشفت في سلسلة من الوثائق التي تنتجها الحكومة الفنزويلية. حيث في أيار/ مايو 2014، أصدرت كاراكاس وثائق توضح بالتفصيل مؤامرة اغتيال الرئيس نيكولاس مادورو، وقد حددت التسريبات هوية المتشددة المناهضة لشافيز ماريا كورينا ماتشادو - التي تعتبر اليوم الرصيد الرئيسي للسناتور ماركو روبيو - كقائد للمخطط، وقد عملت مؤسسة المجموعة الوطنية للديمقراطية، سوميت، ماتشادو، كحلقة وصل دولية للمعارضة مع جورج بوش في عام 2005.
في شهر شباط (فبراير)، قام المتظاهرون الطلاب الذين كانوا يعملون كقوات صدمية للأوليغارشية المنفية بإقامة الحواجز العنيفة في جميع أنحاء البلاد، وتحويل الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة إلى قلاع عنيفة تعرف باسم غارمباس، في الوقت الذي صورت فيه وسائل الإعلام الدولية الاضطرابات باعتبارها احتجاجًا عفويًا ضد حكم مادورو المشبوه بالحديد، كان هناك دليل كبير على أن حزب الإرادة الشعبية كان ينظم العرض.
قُتل حوالي 43 شخصًا خلال الاحتجاجات المبرمجة، وفي 2014 اندلعت مرة أخرى، مما تسبب في تدمير شامل للبنية التحتية العامة، وقتل مؤيدي الحكومة، وموت 126 شخصًا، وكثير منهم كان تشافيزي وفي بعض الحالات، أحرق أنصار الحكومة على قيد الحياة من قبل العصابات المسلحة.
شارك غوايدو مباشرة في أحداث 2014 وغرد بالفيديو مُظهرًا نفسه مرتديًا خوذة وقناع غاز، مُحاطًا بعناصر مقنعة ومسلحة أغلقت طريقًا سريعًا واشتبكت في صدام عنيف مع الشرطة، وفي إشارة إلى مشاركته في الجيل 2007، أعلن: "أتذكر في عام 2007، لقد أعلنا "الطلاب الآن، نحن نصرخ، المقاومة مقاومة"!
في 12 فبراير 2014، خلال ذروة الفوضى تلك السنة، انضم غوايدو إلى لوبيز على خشبة المسرح في تجمع للإرادة الشعبية والعدل أولاً، وخلال خطبة طويلة ضد الحكومة، حث لوبيز الحشد على السير إلى مكتب المدعي العام لويزا أورتيغا دياز وبعد فترة وجيزة، تعرض مكتب دياز للهجوم من قبل العصابات المسلحة التي حاولت حرقها على الأرض، ونددت بما وصفته "بالعنف المخطط والمتعمد".
في ظهور مُتلفز في عام 2016، رفض غوايدو الاعتراف بالوفيات الناجمة عن تقنية "guayas" وهو تكتيك استخدمته جماعته ينطوي على تمديد أسلاك الفولاذ عبر الطريق من أجل إصابة أو قتل سائقي الدراجات النارية، حيث قتل مدنيين غير مسلحين مثل سانتياغو بيدروزا وقطع رأس رجل يدعى ألفيس دوران، من بين آخرين كثيرين.
هذا التجاهل القاسي للحياة البشرية سيُحدد مكانة حزبه في عيون الكثير من الجمهور، بما في ذلك العديد من مُعارضي مادورو.
مع تصاعد العنف والاستقطاب السياسي في جميع أنحاء البلاد، بدأت الحكومة في التحرك ضد قادة "الإرادة الشعبية" الذين ساعدوا في تأجيجه.
كان فريدي جيفارا، نائب رئيس الجمعية الوطنية والثاني في قيادة الإرادة الشعبية، قائدًا رئيسيًا في أعمال الشغب في الشوارع في عام 2017، يُواجه المُحاكمة لدوره في أعمال العنف، وقد لجأ إلى السفارة التشيلية حيث لا يزال مُختبئًا داخلها.
وكان "ليستر توليدو"، وهو مشرع للإرادة الشعبية من ولاية زوليا، مطلوبًا لدى الحكومة الفنزويلية في أيلول/سبتمبر 2016 بتهمة تمويل الإرهاب والتآمر على الاغتيالات، وقيل إن الخطط تُجرى مع الرئيس الكولومبي السابق، آلافارو أوريبي ونجا توليدو من فنزويلا وذهب في العديد من جولات التحدث إلى هيومن رايتس ووتش، وبيت الحرية الذي تدعمه الحكومة الأمريكية، والمؤتمر الإسباني، والبرلمان الأوروبي.
كارلوس غريف، وهو عضو آخر من جيل 2007 المدربين من أوبور والذي قاد الإرادة الشعبية، أُعتقل في تموز/يوليو 2017. وبحسب الشرطة، كان في حوزته حقيبة مليئة بالمسامير ومتفجرات C4 ومفجر وتم الإفراج عنه في 27 ديسمبر 2017.
ليوبولدو لوبيز، زعيم" الوصايا الشعبية" منذ فترة طويلة، هو الآن تحت الإقامة الجبرية، مُتهمًا بدور رئيسي في وفاة 13 شخصًا خلال ( غوارمبا) في عام 2014 .وزعمت منظمة العفو الدولية بأن لوبيز "سجين رأي" في نفس الوقت الذي قدمت فيه عائلات ضحايا لوبيز المزيد من الدعاوى ضده.
يون غويكوتشيا أيقونة معهد كوش براذر، أُعتقل في عام 2016 على يد قوات الأمن التي ادّعت العثور على عبوة ناسفة في سيارته، وفي مقالة افتتاحية لصحيفة نيويورك تايمز، احتج غويكوتشيا على الاتهامات بأنها "ملفقة" وادّعى أنه قد تم سجنه ببساطة بسبب" حلمه في مجتمع ديمقراطي، خال من الشيوعية". وتم إطلاق سراحه في نوفمبر 2017.
أصبح ديفيد سمولانسكي، وهو أيضًا عضو في الجيل 2007 المدرّب من أوتبور الأصلي، أصغر عمدة في فنزويلا على الإطلاق عندما تم انتخابه في عام 2013 في ضاحية El Hatillo الراقية، ولكن تم تجريده من منصبه وحكمت عليه المحكمة العليا بالسجن لمدة 15 شهرًا بعد أن وجدته مُذنبًا بإثارة النعرات العنيفة.
وفي مواجهة الاعتقال، حلق سمولانسكي لحيته، وارتدى نظارته الشمسية، وفرَّ إلى البرازيل مُتنكرًا في زي كاهن يحمل نسخة من الكتاب المقدس ومسبحة حول عنقه، وهو يعيش الآن في واشنطن العاصمة، حيث تم اختياره من قبل سكرتير منظمة الدول الأمريكية لويس ألماجرو لقيادة الفريق العامل المعني بأزمة المهاجرين واللاجئين الفنزويليين.
في 26 يوليو، عقد سمولينسكى ما وصفه بـ "إعادة التوحيد الودي" مع إليوت أبرامز، المدان في كونتراغيت وعينه ترامب موفدًا أمريكيًا خاصًا لفنزويلا، حيث يُعرف عن أبرامز سيء السمعة الإشراف على السياسة الأمريكية السرية لتسليح فرق الموت اليمينية خلال الثمانينيات في نيكاراغوا والسلفادور وغواتيمالا، وقد أدى دوره القيادي في الانقلاب الفنزويلي إلى إثارة مخاوف من احتمال اندلاع حرب أخرى بالوكالة بالدم.
قبل أربعة أيام، نشر ماتشادو تهديدًا عنيفًا آخر ضد مادورو، مُعلنًا أنه إذا "أراد أن ينقذ حياته، فعليه أن يفهم أن وقته قد انتهى".
انهار حزب الإرادة الشعبية تحت وطأة حملة العنف لزعزعة الاستقرار التي كانت تنفر قطاعات واسعة من الجمهور ورمت الكثير من قياداته إلى المنفى أو السجن، وظل غوايدو، شخصية ثانوية نسبيًا، بعد أن أمضى معظم حياته المهنية التي استمرت تسع سنوات في الجمعية الوطنية نائبًا بديلاً، حيث جاء في المرتبة الثانية في إحدى أقل ولايات فنزويلا سكانًا عام 2015 بـ 26% فقط، من الأصوات.
ومن المعروف أن جوايدو هو رئيس الجمعية الوطنية التي تهيمن عليها المعارضة، لكنه لم ينتخب لهذا المنصب، وكانت أحزاب المعارضة الأربعة التي تشكلت تحت شعار برنامج الوحدة الديمقراطية في الجمعية قد قررت إنشاء رئاسة متعاقبة، كان دور حزب "ويل" الشعبي في الطريق، لكن مؤسسه لوبيز كان تحت الإقامة الجبرية، وفي هذه الأثناء، لجأ غيفارا، المسؤول الثاني، إلى السفارة الشيلية، وكان الدور لخوان أندريس ميغيا، ولكن لأسباب واضحة الآن تم اختيار جوايدو.
لاحظ المحلل الفنزويلي" سيسيرا " أن هناك تعليلاً صفيقًا يفسر ارتفاع غوايدو، حيث أن ميغيا، هو من طبقة عليا درس في إحدى أغلى الجامعات الخاصة، ولا يمكن تسويقه بسهولة للجمهور. بينما يملك غوايدو ميزات يتصف بها معظم الفنزويليين ويبدو أكثر كرجلٍ شعبي، كما أنه لم يستهلك في وسائل الإعلام، لذلك يمكن صياغته كما يريد المشغلون تمامًا.
في كانون أول/ ديسمبر عام 2018، تسلل غوايدو عبر الحدود وهرع إلى واشنطن وكولومبيا والبرازيل لتنسيق خطة لتنظيم مظاهرات حاشدة خلال تنصيب الرئيس مادورو، في الليلة التي سبقت مراسم أداء اليمين، دعا كل من نائب الرئيس مايك بينس ووزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند غويدو لتأكيد دعمهما له.
وبعد أسبوع، انضم السناتور ماركو روبيو، والسناتور ريك سكوت والنائب ماريو دياز بالارت، وجميعهم أعضاء في البرلمان من قاعدة اللوبي اليميني الكوبي في فلوريدا، إلى الرئيس ترامب ونائب الرئيس بنس في البيت الأبيض، وبناء على طلبهم، وافق ترامب على أنه إذا أعلن غوايدو نفسه رئيسًا، فسوف يدعمه.
التقى وزير الخارجية مايك بومبيو شخصيًا مع غوايدو في 10 يناير، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، ومع ذلك، لم يستطع بومبيو نطق اسم غويدو عندما ذكره في مؤتمر صحفي يوم 25 يناير، مشيرًا إليه باسم "خوان غيدو".
بحلول 11 يناير، تم تحرير صفحة ويكبيديا الخاصة بغوايدو 37 مرة، مما يبرز النضال لتشكيل صورة شخصية مجهولة من قبل والتي كانت الآن لوحة لطموحات تغيير النظام في واشنطن، وفي النهاية، تم تسليم الإشراف التحريري لصفحته إلى مجلس نخبة ويكيبيديا من "أمناء المكتبات"، الذي أعلنه رئيس فنزويلا "المتنازع عليه". (في النسخة العربية من ويكبيديا يوصف غوايدو بأنه رئيس فنزويلا- المترجم).
قد يكون غوايدو شخصية غامضة، لكن مزجه بين الراديكالية والانتهازية يرضي احتياجات واشنطن و"هذه القطعة الداخلية كانت مفقودة"، قالت إدارة ترامب عن غوايدو "لقد كان الجزء الذي نحتاجه لاستراتيجيتنا لتكون متماسكة وكاملة."
"وللمرة الأولى"، سارع "براونفيلد"، السفير الأمريكي السابق لدى فنزويلا، إلى "نيويورك تايمز"، قائلاً: "لديك زعيم معارضة يشير بوضوح إلى القوات المسلحة وإلى أجهزة إنفاذ القانون التي يريد إبقائها على الجانب الآخر، من الملائكة ومع الأخيار".
لكن حزب الإرادة الشعبية الذي يتزعمه غوايدو شكّل قوات الصاعقة في أحداث غوارمبا التي تسببت في مقتل ضباط الشرطة والمواطنين العاديين على حدٍ سواء، وقد تفاخر بمُشاركته الخاصة في أعمال الشغب في الشوارع، والآن، لكسب قلوب وعقول الجيش والشرطة، كان على غوايدو أن يمحو هذا التاريخ الدموي.
في 21 كانون الثاني/ يناير، قبل يوم واحد من بدء الانقلاب بجدية، بثت زوجة غويدو فيديو دعت فيه الجيش إلى الانتفاضة ضد مادورو، كان أدائها خشبيًا وغير ملهمًا، مما يؤكد الحدود السياسية لزوجها.
في الوقت الذي ينتظر فيه غوايدو المساعدة المباشرة، فإنه ما زال على الدوام، وهو مشروع خاص بالحيوانات الأليفة من القوى الخارجية الساخرة، لا يهم إذا كان قد تحطم وانحرق بعد كل هذه المغامرات حسب ما وُصِف "إنه قابل للاستهلاك".