Menu

جميع المعارضين لنتنياهو يمينيين في الواقع وهذا ما يخشاه حقا

بوابة الهدف - متابعة خاصة

قال الخبير الاقتصادي الصهيوني ميكي غور في مقالة له إن استراتيجية الليكود في الحملة الانتخابية الجارية استندت إلى خط معلومات من أربع بنود، أولها أن كل من يعارض نتنياهو هو يساري، والثاني أن اليسار هو العدو اللدود للدولة، والثالث أن كل وسائل الإعلام يسارية وأخيرا إن الإعلام يتآمر لإسقاط نتنياهو بوسائل غير قانوينة.

ويضيف أن هذه الادعاءات الليكودية لاأساس لها من الصحة، رغم أن ناخبي الليكود يرددونها بحماس وإيمان، ويرى ميكي غور إن الحقائق تبدو معاكسة لهذه المزاعم.

حيث أن معظم خصوم نتنياهو ليسوا يساريين، لاغانتز ولا يعلون ولا أشكنازي، هؤلاء حتما ليسوا يساريين، وحزب " الأزرق والأبيض" ، الذي يتصدر الاستطلاعات، هو حزب وسط، والصحفي الذي يتصدى لفساد نتنياهو منذ سنوات "بن كسبيت" هو يميني معروف.

وباختصار يرى غور على النقيض التام من ادعاء نتنياهو السابق ذكره ، الحقيقة البسيطة هي أنه ليس كل من يعارض نتنياهو يساري.

ولكن في استطراد لنا هنا سنفحص حقيقة ما يسميه غور يسارا، يعني ميرتس كحزب صخهيوني يساري وحيد والعمل الذي يزعم إنه حزب وسطي، والأحزاب العربية التي يزعم إنها يسار غير صهيوني، في الواقع جميع هذه الأحزاب لاتقل ولاء للدولة عن نتنياهو، وإذا استثنينا الأحزاب العربية، فإن جميع الأحزاب في الكيان ترفض الإنهاء الكامل للاحتلال، وتخترع له تسميات جديدة، وترفض التفكيك الكلي للاستيطان وترفض تسليم القدس الشرقية للفلسطينيين وترفض طبعا عودة اللاجئين.

بالتالي يبدو الصراع في الكيان الصهيوني مرة أخرى على ما يرى كل طرف إنه الطريق "لقوة إسرائيل" ودوامها ورفاهية دولة الاحتلال، دون أي حديث عن أي سلام مزعوم يحمل القيم الرئيسية للسلام في حدها الأدنى المقبول فلسطينيا أي الانسحاب، والدولة الفلسطينية المستقلة.

ويظهر "اليسار" في الكيان الصهيوني، كأسطورة في أحسن الأحوال ونكتة سمجة، في الواقع مفارقة لحقائق الوضع السياسي ومتطلباته.

ويبدو أن بنيامين نتنياهو في حملته الانتخابية يدرك هذه الحقيقة، ويخشى أن يدرك الشارع الصهيوني المنحدر بسرعة إلى اليمينية العسكرية على الأغلب هذه الوقائع وبالتالي سيسهل عليه استبدال نتنياهو، فما الحاجة إليه في وجود غانتز ويعلون وأشكينازي؟

على ماذا يتقاتل الصهاينة إذا؟ من الواضح من استراتيجية الليكود ومن البرامج المعلنة للأحزاب المتنافسة أن المسألة الأساسية هي الوصول إلى الحكم، ويدركون أن هذا ليس مضمونا بدون التخلص من بنيامين نتنياهو، ولذلك تجد جميع الحملات الانتخابية تركز على انتهاء صلاحية نتنياهو وضرورة استبداله، ومن المستحيل أن تجد في البرامج الصهيونية (مع العلم أن الليكود يمتنع عن إطلاق برنامج) أي حديث جدي عن طبيعة النظام الاحتلالي وكيفية تغييره أو إزالته، ويبقى الإجماع القومي الصهيوني هو المحدد لجميع الأحزاب في خوض هذه الانتخابات مع بعض التغييرات الطفيفة في المصطلحات المستخدمة.