قال عضو المكتب السياسي ل حركة أبناء البلد في الداخل الفلسطيني المُحتل، محمد كناعنة، اليوم الأربعاء، أن "دُعاة الترانسفير العرب أصبحوا أخطَر من ليبرمان على وجودنا على أرض الوطن، فأن يَنبري هؤلاء بنقاش سخيف عن بطاقة الهُويّة الزرقاء المفروضة قسرًا بحكم الاستعمار والذي يُطالبوننا بإسمِهِ أن نُلقي هذه البطاقة، نقاش عقيم مع بعض دُعاة التصويت، لا ينُم إلّا عن عقلية الإقصاء والإيغال في الأسرلَة بالدفاع عن "حق التصويت" للكنيست الصهيوني بهذه السخافة من قبل بعضهم يدعو للغثيان".
وتساءل كناعنة في تصريحٍ له وصل "بوابة الهدف"، كيف "سنُناقش شريك النضال والوطن وهو يدعونا إلى أن نحمل حقائبنا ونُغادر أرض الوطن بمعنى أن نترك "الدولة" دولتهُ وطننا لمجرد أنّنا نُقاطع انتخابات الكنيست الصهيوني وهو الذي يَدخُلَهُ على أنقاض شعبنا، على أنقاض حقنا كشعب فلسطيني في تقرير المصير، على أنقاض 531 مدينة وقرية فلسطينية هَدمها بُناة الكنيست الذي يتصارع على عضويتهِ عرب التفرقة والفُرقَة؟".
وتابع "لو راجعَ دُعاة التصويت للكنيست الصهيوني نقاش أحزابهم الكنيستية على مدار أربعة عقود، أو على الأقل لو راجعَ هؤلاء ما حصلَ في تَفكيك القائمة المُشتركة من تخوين وتكفير وتشويه وتسفيه للنقاش أو للخلاف على تركيبة هذه القائمة والتي اعتبرها البعض أهم إنجاز "وطني" للفلسطينيين منذ النكبة، وأقول بصدق حبذا لو راجع هؤلاء هذا الذي حصل بكل الحرص والموضوعية لوجدوا صراع الأنا وأرقام بالملايين من الشواقل والدولارات من مستحقات، كل طرف يتهم الآخر بها، وحتى الآن يوجد أكثر من عشر روايات حول من المسؤول عن تفكيك "الإنجاز الوطني" العظيم والذي لولا المأفون ليبرمان ما كان ليحصل بعد رفع نسبة الحسم".
وأكَّد كناعنة على أن "هذه الأحزاب التي حاربت بعضها في صراع مرير على عضوية الكنيست الصهيوني لا يقل ضراوة عن عدوانيّة فتح وحماس على سلطة الوهم في كانتونات الحكم الذاتي، ولولا وجود قوة ردع وهو "القانون الصهيوني وشرطة الإحتلال" لكان الحكم بينها الحديد والنار، فعقلية الإقصاء والإستقواء هي التي تَتحكّم برؤوس المصالح الفئوية والفردية وهي التي تطغى في الحراك نحو هذا الهدف السامي".
وجاء في تصريحه "هذا النقاش السخيف عن بطاقة الهويّة الزرقاء وإشهاره من قبل نشطاء من كل القوائم والأحزاب المشاركة وعلى ما يبدو، الأمر الوحيد الذي يوحّمهم هو العداء لتيار المقاطعة، هذا النقاش يشير، برأيي كمعاصر لمرحلة سابقة لنقاش مماثل ولكن لحوار سياسي فكري عقائدي أرقى، ولن نعود بالحُجّة للوراء مثلما كُنا نفعل مع رفاق الحزب الشيوعي بأن نُبرز بعض المُستندات عن بطاقة الحزب الشيوعي الإسرائيلي والتوقيع على وثيقة "الإستقلال" على سبيل المثال لا الحصر وغيرها فهذا برأيي نقاش أصبح من وراءنا ودائمًا نقول لنرتقي بالنقاش وإن كان حادًا، ولكن يُصرّ البعض على تسطيح نقاش المقاطعة والمشاركة، وهذا يَدُل على الضحالة الفكرية والسياسية وعلى الحالة الفردانية الدون كيشوتية في قيادة حتى النقاش وإدارة الخلاف والإختلاف".
وشدّد كناعنة على أن "هذه الحالة لا تخدم وطن ولا ترفع رؤية ولا تبني مجتمع محصّن ولا تحمي وجود ولا تُنتج ثورة ولا تمنع قتل إمرأة ولا ترفع المصادرة ولا تتصدى لهدم بيت، هذه حالة تحمي كرسي ومصالح شخصية وفئوية وتُنمّي جيش من المنتفعين".