أثار انقطاع التيار الكهربائي عن غالبية السودان هلعًا في صفوف المواطنين، سيّما مع توالي الأنباء حول ارتفاع حصيلة قتلى تظاهرات السبت.
وبعد انقطاعٍ لعدة ساعات، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والري والكهرباء، إبراهيم شقلاوي، عودة التيار الكهربائي للشبكة القومية بالسودان، بعد خروج محطات التوليد كافة عن الشبكة، بشكلٍ جزئي، بسبب عطل طارئ، تمكّنت الطواقم من إصلاحه.
وتصاعدت الأحداث في البلد العربي الإفريقي بشكل حاد خلال الأيام الأخيرة، إذ أسفر القمع الأمني للتظاهرات الشعبية، التي خرجت في العاصمة ومدن أخرى، عن مقتل وإصابة عشرات السودانيين.
وأكّدت "لجنة أطباء السودان المركزية" سقوط 5 قتلى، وإصابة أكثر من 25 آخرين، خلال قمع القوات الأمنية للمحتجين.
وخرج آلاف السودانيين، السبت 6 أبريل، في مسيرات متفرقة نحو مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في العاصمة الخرطوم، للمطالبة برحيل الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد منذ 3 عقود، والانحياز لمطالب الشعب. وكانت التظاهرات بدعوة من تجمع المهنيين السودانيين، بالتزامن مع ذكرى انتفاضة أبريل التي أطاحت بالرئيس الأسبق جعفر نميري بالعام 1985.
من جهته، ألغى الرئيس البشير خطابًا كان من المفترض أن يلقيه لمناسبة 6 أبريل، والتقى عصر الجمعة في القصر الرئاسي بالخرطوم ممثلين عن مجموعات من المجتمع المدني وحلفاء سياسيين له. وكان الرئيس السوداني استبق تظاهرات السبت بخطابٍ ألقاه أمام اللجنة التنسيقية العليا للحوار الوطني في القصر الرئاسي، ودعا فيه إلى "حوارٍ لا يستثني أحدًا"، وادّعى فيه أن "الباب مفتوح أمام أيّة تعديلات على قانون الانتخابات"، غير أن خطاب البشير لم يمنع من خروج الآلاف لشوارع السودان لإعلاء صوتهم ومطالبهم برحيل البشير وحكومته.
ووفق ما أفاد به شهود عيان فإنّ قوات الأمن حاولت تفريق المتظاهرين الذين اقتربوا من المجمع الحكومي من 3 اتجاهات، كما اعتقلت عشرات الناشطين والشباب، من وسط السوق العربي وبالقرب من مقر الاتحاد الأوروبي.
من جانبه، دعا "مجلس الدفاع والأمن الوطني في السودان"، برئاسة البشير، إلى "تحكيم العقل وتجنيب البلاد الانزلاق نحو الفتن، مؤكدًا أن المحتجين شريحة من شرائح المجتمع التي يجب الاستماع لمطالبها".
وذكرت الرئاسة السودانية في بيانٍ لها، عصر الأحد أنّ المجلس "اطلع على تقارير مفصلة حول الوضع السياسي والأمني الراهن واتخذ جملة من التدابير التي من شأنها تعزيز السلام والاستقرار بالبلاد".
ويشهد السودان احتجاجات منذ 19 ديسمبر 2018، في أعقاب رفع سعر الخبز إلى ثلاثة أضعاف، لكنها سرعان ما تحولت إلى حركة احتجاجية ضد البشير الذي يحكم البلاد منذ 1989.
ودفعت التطورات الأخيرة في السودان الاتحاد الأوروبي، أمس الأحد، للدعوة إلى بدء عملية شاملة لإجراء إصلاحات استجابة للاحتجاجات المطالِبة بتنحي الرئيس البشير، مناشدًا قوات الأمن بالسماح بالاحتجاجات السلمية وعدم استخدام الأسلحة ضد المتظاهرين، والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
وقال الاتحاد في بيانٍ له، إنه "ينتظر أن تحرك الدعوة للتغيير التزامًا ببدء عملية سلمية، ذات مصداقية، وشرعية، وجامعة تسمح للسودان بتنفيذ إصلاحات جوهرية تضمن الأمان الاقتصادي والتمثيل السياسي الذي يستحقه الشعب السوداني.