أكّد اجتماعٌ دولي رفيع المستوى، عُقد في العاصمة السويديّة، على ضرورة أن تواصل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" العمل على الوفاء بالمهمة التي فوضتها الأمم المتحدة بها، إلى أن يتم التوصل إلى حل دائم وعادل لقضية اللاجئين، في توافقٍ مع القرارات الأممية ذات العلاقة، بما فيها القرار 194.
واتفق المجتمعون على دعوة جميع المانحين لدعم الأونروا بنشاط، سيّما من خلال التزامات مالية متعددة السنوات وتمويل الميزانية الأساسية، وذلك لمساعدة الوكالة على جسر فجوة التمويل للعام 2019 وضمان الدعم المالي المستدام للأونروا للعام 2020 وما بعده.
جاء ذلك، خلال الحوار الإستراتيجي الوزراي الذي استضافه وزيرا خارجية السويد مارغوت والستروم، والأردن أيمن الصفدي، في ستوكهولم، الجمعة 12 أبريل، لمناقشة السبل المستدامة لدعم وكالة الأمم المتحدة، وضمّ ممثلين عن مصر وفرنسا وألمانيا واليابان والكويت والنرويج وبريطانيا، والمفوضية الأوروبية والدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، بحضور المفوض العام للأونروا بيير كرينبول، الذي استعرض بدوره البرامج الحيوية للوكالة، الساعية باستمرار إلى مساعدة أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، رغم التحديات المالية.
وشدد المشاركون على أن برامج الأونروا تعد مكوناً حاسماً في التنمية والاستقرار والأمن الإقليمي يصب في مصلحة الجميع. وأبرزوا أهمية هذه البرامج في توفير الحماية والدعم الإنمائي الحيوي لأكثر من 5.4 مليون لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وغزة.
وأعربوا عن دعمهم "نداء الأونروا"، من أجل تجديد الالتزام الدولي بدعمها في العام 2019، مما سيؤكد مرة أخرى أهمية الدعم السياسي والمالي بالنسبة للاستقرار الإقليمي والدولي. سيّما وأنّ الوكالة تخدم هذا الهدف المهم، من خلال الإبقاء على جذوة الأمل في أوساط اللاجئين الفلسطينيين عن طريق توفير المدارس لأكثر من نصف مليون فتى وفتاة، وتقديم 8.5 مليون استشارة صحية في مراكز الرعاية الصحية الأولية، ومد المساعدات الطارئة المنقذة للحياة لصالح 1.5 مليون لاجئ فلسطيني متضررين من النزاع والأزمة الإنسانية، ولا سيما في غزة وسوريا.
وناقش المشاركون ماهية التدابير التي يمكن اتخاذها لرفع مستوى الوعي الدولي بشأن الدور الحيوي للأونروا وعملها، بما في ذلك في المجموعات الإقليمية والاجتماعات الدولية الرفيعة المستوى. واتفقوا على أنه ينبغي للفعاليات رفيعة المستوى، مثل عقد مؤتمر للتعهدات المالية في نيويورك في شهر يونيو، وحلقة وزارية استثنائية في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، أن تحثّ الشركاء على رفع مستوى التزامهم برفاه اللاجئين الفلسطينيين وبتنميتهم الإنسانية، وذلك في المقام الأول عن طريق ضمان استمرار جميع برامج الأونروا دون انقطاع.