استضاف الحزب الشيوعي لشعوب إسبانيا والجبهة المناهضة للإمبريالية القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فايز البدوي في ندوة سياسية نُظمت في مدينة كاستيون لمعرفة آخر المستجدات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والدور المطلوب للمتضامنين لدعم الشعب الفلسطيني.
واستهل الرفيق البدوي مداخلته "بتوجيه تحية التقدير والفخر لأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال والذين خاضوا معركة الكرامة"، واصفًا إياها "بأنها معركة الوحدة الوطنية الميدانية الحقيقية".
وقال البدوي "فليتعلم المنقسمون وعلى رأسهم جماعة أوسلو من هذه الوحدة التي تحققت داخل السجون والتي جاءت على أساس وحدة الشعب في الشتات والداخل، والتي من أبرز وأهم أشكالها مسيرات العودة"، مُعتبرًا أن "اتفاقية أوسلو جاءت بالدمار والخراب على قضيتنا، وأنها لا يمكن أن تمثل الشعب الفلسطيني ولا حقوقه وثوابته، بل تمثل مصالح طبقة علائقية مستفيدة تغذت من وجودها في السلطة ورهنت سياساتها للاحتلال وللتنسيق الأمني معه وملاحقة واعتقال المقاومين، وهذه الطبقة في حالة تناقض مع الطبقة الشعبية الكادحة والفقيرة والتي تجسد الموقف الحقيقي للنضال الفلسطيني".
وأعرب البدوي عن "ثقته بأن شعبنا الفلسطيني بوعيه وبوحدته وبمقاومته سيحاكم تجربة أوسلو ويرسل نهجها إلى مزبلة التاريخ"، مُشددًا "على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الجادة والحقيقية على أساس برنامج المقاومة".
واستنكر البدوي في مداخلته اهتمام وسائل الإعلام الإسبانية بما يُسمى انتخابات الكيان الصهيوني، ووصف البعض منها " بأنها انتخابات ديمقراطية...الخ" مُتسائلاً "لماذا تتجاهل وسائل الإعلام حقيقة أن هذا الكيان الصهيوني مصطنع، وأنه أقيم على أنقاض شعب بأكمله تم تهجيره بالقتل والمجازر، ولماذا تعتبر هذا الكيان الإجرامي جزء من الاتحاد الأوروبي؟، ولماذا تتجاهل معاناة شعبنا وخصوصًا التطورات الميدانية الحاصلة على موضوع الأسرى والممارسات والانتهاكات الصهيونية بحقهم؟".
وأضاف البدوي "لماذا يسمح الاتحاد الأوروبي لهذا الكيان الصهيوني المصطنع غير الشرعي والذي أقيم على أنقاض الشعب الفلسطيني من مستعمرين أوروبيين بالمشاركة في مسابقة اليورو فيجن؟ إنها محاولة إجرامية لغسل وجه إسرائيل المجرمة من الجرائم والمجازر التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني".
وجدد البدوي "تأكيده على ضرورة تصعيد أنشطة مقاطعة الاحتلال على كافة المستويات، ومواجهة الانحياز الفاضح لكل من الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي للكيان الصهيوني، والتصدي لهرولة بعض الأنظمة الرجعية العربية للتطبيع مع هذا الكيان المجرم"، مُطالبًا الجماهير العربية المناهضة للكيان الصهيوني والمعروفة بعدائيتها المطلقة لهذا الكيان الزائف، ودعمها لحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني بضرورة مواجهة الأنظمة الرجعية التي تمارس التطبيع.
واستعرض البدوي في مداخلته الأوضاع الفلسطينية الراهنة، ومحاولات الإدارة الأمريكية تمرير "صفقة القرن"، والجرائم الصهيونية المتواصلة بحق شعبنا من اعتقالات وهدم بيوت واستيطان في الضفة، وحصار مجرم وقتل بحق شعبنا في قطاع غزة.
وشدد البدوي على "أن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من جرائم بحق القطاع وخصوصًا عمليات القتل للمدنيين من قبل القناصة في مسيرات العودة يعيد الأذهان إلى الجرائم التي كان يرتكبها القناصة النازيون بحق المدنيين"، مُؤكدًا أن "شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والداخل المحتل وفي الشتات سيواصل نضاله ومقاومته من أجل إفشال كل المشاريع التصفوية، والتصدي لجرائم الاحتلال وقوانينه العنصرية، متمسكًا بحقوقه وثوابته وفي مقدمتها حق العودة".
وقال أن "المقاومة بجميع أشكالها ورأسها الكفاح المسلح هي الحل الوحيد لانتزاع حقوقنا ودحر الكيان الصهيوني"، داعيًا "لاستخلاص العبر من تجربة ودروس التاريخ وفي مقدمتها انتصار الشعب الجزائري البطل على الاحتلال الفرنسي بعد نضال وتضحيات جسام استمرت أكثر من مائة عام".
وختم البدوي الندوة مُؤكدًا أن "شعبنا الفلسطيني بجميع قطاعاته وأماكن تواجده في الوطن والشتات سيواصل نضاله الحثيث من أجل دحر الكيان الصهيوني وحتمًا سيحقق الانتصار عليه ويهزمه".