تنتظر اسبانيا انتهاء عمليّة الاقتراع للانتخابات الرئاسيّة والتي تبدأ في التاسعة صباحاً، وتنتهي في الثامنة من مساء الأحد 28 نيسان/ابريل، لتُعلن النتائج في ساعات المساء، إما بفوز المُرشح الاشتراكي بيدرو سانشيز أو صعود اليمين المُتطرّف.
من جانبه، حذّر سانشيز الذي تولّى رئاسة الحكومة في حزيران/يونيو الماضي، على إثر مُذكّرة بحجب الثقة عن المحافظ ماريانو راخوي "الحزب الشعبي"، من موجة لليمين القومي في اسبانيا كما حدث في فنلندا حيث احتل حزب "الفنلنديين الحقيقيين" المرتبة الثانية في انتخابات جرت منتصف نيسان/ابريل.
تحذيرات سانشيز تأتي على إثر حصول حزب "بوكس" الذي كان هامشيّاً قبل ستة أشهر فقط، على نحو (11) بالمائة من الأصوات في انتخابات منطقة الأندلس، فيما تُشير استطلاعات الرأي إلى أنّ هذا الحزب بإمكانه أن يحصل على أكثر من عشرة بالمائة من الأصوات، ليشغل بذلك نحو ثلاثين مقعداً في مجلس النوّاب، في بلد غاب عنها اليمين القومي منذ عهد الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي انتهى في 1975.
الاستطلاعات نفسها تؤكّد أنّ نتائج الحزب الشعبي والليبراليين في حزب المواطنة و"بوكس"، لن تسمح للأحزاب اليمينيّة الثلاثة بتشكيل أغلبية مثل تلك التي سمحت بطرد الاشتراكيين من السلطة في معقلهم الأندلس في بداية السنة الجارية.
فيما ألمح بعض المُحللين، قال سانشيز يوم الجمعة، إنّ هناك احتمالاً واقعيّاً ومؤكداً أن يكون أداء حزب "بوكس" أفضل مما تتوقعه استطلاعات الرأي، وأن تتشكّل غالبية يمينيّة بدعم من اليمين القومي.
وفتح زعيم الحزب الشعبي بابلو كاسادو الذين شنّ حملة مُعادية جداً لسانشيز وصفه خلالها بأنه "حصان طروادة" القوميين الكاتالونيين والباسك، الباب الجمعة للمرة الأولى لمشاركة الحزب اليميني القومي في حكومة يمينيّة مُحتملة.
تجدر الإشارة إلى أنّ حزب "بوكس" يتبنّى خطاباً مُعادياً للمرأة والمُهاجرين، أسسه أعضاء سابقون في الحزب الشعبي، وازدهر خصوصاً خلال دعوته إلى اعتماد القوّة ضد الانفصاليين في منطقة كاتالونيا، داعياً إلى حظر أحزابهم، يما يلقى زعيم الحزب اليميني القومي سانتياغو أباسكال تأييد زعيمة اليمين القومي في فرنسا مارين لوبن وزعيم حزب الرابطة ماتيو سالفيني في إيطاليا.