شهدت مدينة بو حجلة بولاية القيروان التونسية حالة من الاحتقان والتوتر رافقتها أحداث شغب، على خلفية وفاة مواطن في العقد السادس من عمره، داخل أحد المقرات الأمنية.
واحتشدت مجموعة من أقارب المواطن المتوفى وغيرهم أمام المقر الأمني، وأغلقوا الطريق وعمدوا إلى حرق العجلات المطاطية، مطالبين بتوضيحات حول أسباب الوفاة، ومتهمين أعوان الأمن بتعذيب الموقوف وتعنيفه خلال الاستجواب، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية ووفاته لاحقًا.
ودفعت السلطات بتعزيزات أمنية للسيطرة على الاحتجاجات، وبدأت مفاوضات مع المحتجين لتهدئة الوضع.
وأثارت الحادثة استياءً واسعًا لدى أقارب الرجل وأهالي المدينة، خاصة أن المتوفى كان يعاني من اضطّرابات صحية، وكان مصابًا بمرضٍ في القلب ما أدى إلى فقدانه الوعي داخل المقر الأمني أثناء استجوابه، على حد قول محتجين.
ووفق مصادر أمنية فإن رجال الأمن استدعوا سيارة إسعاف للمواطن عندما لاحظوا تدهور وضعه الصحي لكنه فارق الحياة قبل نقله إلى المستشفى.
ونفى مسؤول أمني داخل منطقة بو حجلة تعنيف الضحية، مضيفًا أنه تمت مراجعة النيابة العامة بشأنه والتي أذنت باحتجازه بتهمة "الاعتداء اللفظي على موظف عمومي وسب الوحدات الأمنية".
وأمرت النيابة في المحكمة الابتدائية بالقيروان بفتح محضر بحث لكشف حقيقة وملابسات وفاة الرجل بعد أن تردّت حالته الصحية داخل مركز الشرطة ببوحجلة أثناء التحري معه بعد احتجازه بسبب تهجمه على أعوان الأمن الذين منعوا شقيقه من بيع الخضروات في الطريق العام.
ويعتبر استشهاد محمد البوعزيزي الشعلة التي ألهبت أوسع احتجاجات في تاريخ تونس، أفضت في نهايتها للإطاحة بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وهو شاب تونسي أضرم النار في نفسه يوم الجمعة 17 ديسمبر 2010 أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجًا على مصادرة شرطية عربته التي كان يبيع عليها الفواكه والخضر، بعد صفعها له.