Menu

"بوابة الهدف" تفتح ملف الطلبة الفلسطينيين في فنزويلا

الجالية الفلسطينية بفنزويلا لحظة استقبالها لطلبة الوطن

اسحق أبو الوليد

في البداية لابد من التوجه لحكومة وشعب فنزويلا الصديق بالشكر لما يقدمه من تضامن فعلي وعلى كافة المستويات لجميع الشعوب والقوى التي تناضل من أجل تحقيق الاستقلال الناجز من نير الاستعمار الامبريالي الصهيوني وخاصة في أمريكااللاتينية ووطننا العربي، التي تنال منها قضيتنا الفلسطينية القسط الأكبر.

 مما لا شك فيه أن للرئيس الراحل الخالد الرفيق هوغو شافيز الدور الاكبر في وضع الاسس الصلبة والمتينة لهاذ السياسة المبدئية للثورة البوليفارية، التي هي ايضا تناضل من أجل تحقيق الاستقلال الناجز والتام لفنزويلا على طريق بناء الاشتراكية في هذا الجزء الهام من أمريكا اللاتينية والعالم.

إن فنزويلا كما العديد من شعوب ودول العالم تعاني وبشكل كبير من تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية التي تضاعفت بعد الهبوط الحاد في اسعار النفط، الذي يعد المصدر الاساسي للدخل القومي.إن المعارضة الفنزويلية ما زالت تملك القوة الاقتصادية الأساسية في البلاد، تسيطر على 82% من وسائل الانتاج والتجارة الداخلية والخارجية، وهذا يساعدها على تصعيد حملتها السياسية وشن حربها الاقتصادية على النظام التقدمي في البلاد بالتعاون مع الامبريالية صاحبة الحروب التاريخية على كافة الدول التي طرحت نظاماً بديلاً عن النظام الرأسمالي من ثورة 17 أكتوبر وقيام الاتحاد السوفيتي مروراً بكوبا و مصر عبد الناصر وإيران وروسيا الحديثة الخ.

في المجال الأكاديمي ما زالت قوى المعارضة واليمين الرجعي يسيطران على إدارة معظم الجامعات الحكومية والخاصة بالإضافة لسيطرتهم التامة على نقابة الاطباء التي هي تحدد الاعتراف بالشهادات من الجامعات المختلفة، وطنياً وعالمياً، ولأسباب سياسية لا تعترف بخريجي جامعة الطب اللاتينية (ELAM) التي يدرس بها الطلبة الفلسطينيون الممنوحين من حكومة فنزويلا ولحل هذا الاشكال يتم تخريج طلاب (ELAM) بما فيهم الطلبة الفنزويليين من جامعة وطنية أخرى معترف بها محلياً وعالمياً هي جامعة (ROMULO GALLEGO) وستتم معادلة شهادات الطلبة الفلسطينيين من جامعة النجاح الوطنية حسب مصادر في سفارة فلسطين في فنزويلا والخارجية الفلسطينية، وبالتالي تم حل وتجاوز مسائلة الاعتراف في كلا الحالتين الفنزويلية والفلسطينية.

 على الرغم أن مشاكل الطلبة الفلسطينيين في فنزويلا ليست بجديدة وأنه مضى بضعةأشهر على عودة الدفعة الأولى من الطلبة إلى فلسطين و الأردن الذين لم يرغبوا بالاستمرار في الدراسة فاجأت وكالة اسوشيتد برس AP)) المعروفة بصهيونيتها ورجعيتها بتقرير يتناول " مشاكل الطلبة الفلسطينيين" في فنزويلا رغم أن التقرير تبدو عليه " البراءة الصحفية والإتقانالمهني" إلى أنها كان بمثابة الشرارة التي أشعلت الحقل حيث تلقفته صحيفة الناشيونالالفنزويلية المعروفة بعدائها للقضية الفلسطينية وولاءها للصهيونية "واسرائيل". هذه الصحيفة تُكّن عداءً مطلقاً للثورة البوليفارية، ولعبت دوراً أساسياً ومركزي في التحريض على الرئيس الراحل شافيز والانقلاب عليه عام 11 نيسان عام 2002 وهي الآن تستمر بنفس النهج بهدف الاطاحة بالنظام التقدمي الحالي الذي يرأسه الرفيق "نيكولاس مادورو" وهي بالمناسبة عدوة لكل قضايا الشعوب العادلة ونضالها الذي يهدف للتحرر والتقدم. تقرير وكالة (AP) نشرته الصحف الصهيونية والعديد من الصحف العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي بهدف الاساءة لفنزويلا والشعب الفلسطيني وخاصة الطلبة.

إن السؤال الاساسي والمركزي هو لماذا تم نشر التقرير الآن في هذه الأيام رغم أن مشكلة الطلاب كما أفادت كافة التصريحات والكتابات المتعلقة بالموضوع أنها مشكلة قديمة مر عليها وقت طويل ولا نبيح سراًإذا قلنا أن الدفعة الأولى التي قدمت إلى فنزويلا قبل 5 سنوات واجهت مشاكل مشابها وتم مواجهتها وحلها عندما كان الأخ فريد صوان سفيراً لفلسطين في فنزويلا وبقيت الأمور في إطار أنها " مشاكل طبيعية "، يمكن التعامل معها وتجاوزها.

إن فنزويلا دخلت في مرحلة الحملة الانتخابية من أجل اختيار ممثلي الشعب في الجمعية الوطنية ( البرلمان )،  كافة استطلاعات الرأي تدلل على أن الحزب الاشتراكي الموحد وحلفائه في الجبهة الوطنية العريضة يحوزان على أكثر من 58% من دعم الذين استطلعوا رغم شراسة الحملة الشعواء التي تُشن على النظام التقدمي وحكومته الثورية التي ساهمة بهاالإمبريالية الامريكية بإصدار ما سُمي بإعلان"أوباما" الذي يعتبر فنزويلا أنها " تشُكّل تهديداً جدياً للأمن القومي الأمريكي.إذاً هدف الحملة من خلال استخدام الطلبة الفلسطينيين هذه المرة هي مقدمة لفتح ملف المستوى التعليمي في كافة المؤسسات التعليمية ولكافة المراحل مدعية أن هذا العام سيشهد إغلاق أكثر من 18 جامعة في فنزويلا أبوابها بسبب العجز المالي وعدم " مقدرة الحكومة على حل هذه المشكلة " هذا الخبر نشر في نفس صحيفة الناشيونال في منشيترئيسى في أعلى الصفحة التي نشر فيها تقرير الطلبة الفلسطينيين.

السؤال الآخر لماذا خرجت الأمور من يد السفيرة الأخت "ليندا صبح" ولم تعد قادرة على السيطرة على الأمور؟ ولماذا تم انجرار الخارجية الفلسطينية " للعبة " توجيه التهم للطلاب "ولممارساتهم الشنيعة والمنحرفة" مما ساهم في صب الزيت على نار المعارضة الفنزويلية ؟! بقصد أو بدون قصد الأمر سيان؟ لو ترك أمر معالجة تقرير الناشيونال للحكومة الصديقة في فنزويلا لمعالجة الأمر،ولكان الموضوع  أسهل ولم تصول وتجول تصريحات الوزير المالكي في شتى بقاع الأرض والتي خلقت الشك والحيرة والقلق عند الجمهور الفلسطيني  كما الجمهور العربي.

الخطأ الأكبر كان الخوض في تفاصيل ممارسات بعض الطلبة، التي كان يمكن حصارها وتطويق نتائجها، من قبل بعض المسئولين الفلسطينيين بما فيه بعض وسائل الاعلام الفلسطينية.

في بداية شهر نيسان بعد أن تعرض بعض الطلاب الفلسطينيين لحادث السرقة خلال عودتهم إلى الجامعة قرروا وبأغلبيتهم القيام باعتصام أمام ادارة الجامعة للفت انتباهها لتبني مطالبهم، ورفعوا كتاب لمديرة الجامعة يطالبون من خلاله ومن أجل فض الاعتصام لقاء لجنة منهم مع وزير التربية والتعليم العالي الفنزويلي، الأخت سفيرة فلسطين ليندا صبح ومديرة الجامعة لشرح المشاكل المختلفة التي يعانوا منها. لم يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف وتم فض الاعتصام بناءً على نصائح وإرشادات وُجهت لهم من بعض أبناء الجالية الفلسطينية والتي تزامنت مع عطلة رسمية لمدة أسبوع.

في ظل هذه الأجواء أصرت القوة السياسية على السفيرة لعقد لقاء طارئ لبحث الأوضاع وتفاقم مشاكل الطلبة، عُقد الاجتماع في 10 نيسان 2015 وحضره بالإضافةللأخت السفيرة وباقي طاقم السفارة ممثلين عن القوة السياسية والمؤسسات الفلسطينية ورئيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين بالإضافة لرئيس وحدة كاركاس وأعضاءآخرين من الهيئة الادارية للاتحاد.

تم التأكيد من بعض الحضور أن هذا الاجتماع متأخر جداًوالأخت السفيرة تتحمل مسؤولية ذلك لأن الأمور وصلت إلى حد الازمة، السفيرةأكدت من طرفها أنها تقبل الملاحظة وأن هذا صحيحوإنها تقر بذلك. بعد نقاش صاخب ومفيد حول كافة المشاكل التي يعاني منها الطلبة تم تشكيل لجنة من القوة السياسة والسفيرة ورؤساء الأندية لمتابعة قضايا الطلبة والقيام بزيارات أسبوعية لهم، كل أسبوع يزورهم واحد من اللجنة، ولكن وللأسف حدث شجارعنيف – بعد 5 أيام من هذا الاجتماع أي في 15 نيسان -بين الطلبة الفلسطينيين والطلبة الفنزويليين في الجامعة مما استدعى تدخل قوى الأمن الفنزويلي للفصل بين الطرفين بحضور الأخت السفيرة والقنصل ومسئولي القوى السياسية الفلسطينية في فنزويلا. وقد تم بعد جهد تطويق الحدث دون أن يسفر عن أي أضرار. نتيجة لهذا الوضع حضر على الفورإلى الجامعة الرفيق نائب وزير التربية والتعليم ورئيس مؤسسة "فوندااياكوشو" المسئولة عن المنح وتم اجتماع مع كافة الطلبة الفلسطينيين في الجامعة استمر من الساعة الثانية بعد منتصف الليل حتى الساعة الخامسة صباحا بحضور المسؤولين من الطرفين الفلسطيني والفنزويلي.

طلب نائب وزير التربية والتعليم العالي الفنزويلي من الطلبة أن يطرحوا كل ما عندهم بكل حرية وديمقراطية. تحدث عدة طلاب في هذا الاجتماع وقد تركز الحديث على المسائل التالية:-

1-    وجهوا جميعهم الشكر لحكومة فنزويلا وللرئيس مادورو على استضافتهم وإعطائهم فرصة الدراسة في هذه البلاد وخصوا بالذكر الرئيس الراحل هوغوشافيز. وهنا ضجت القاعةبالتصفيق والهتافات كما كان بعض الطلبة يرتدون فانلات عليها صور شافيز.

2-    حملا ادارة الجامعة وخاصة المديرة " ساندرا " المسؤولية عن تفاقم المشاكل بسبب انحيازها لغيرهم وعدم أخذ تذمراتهمأواقتراحاتهم بعين الاعتبار وطالبوا بإقالتها.

3-    طرحوا الجانب الأمني وما يعانوه في هاذ المجال وسردوا كيف تمت عملية سرقتهم قبل أن يصلوا الى الجامعة بعدة أمتار حيث كانوا يستقلون أحد باصات الجامعة وطلبوا بتوفير حماية لوحدات نقل الطلاب.

بعد سرد مفصل من قبل الطلبة تناول الحديث الرفيق نائب وزير التربية والتعليم الفنزويلي وقد ركز في حديثه على النقاط التالية:-

1-    إنني سعيد جداًبهذا اللقاء وإن كنت لا أرغب بأن يكون في ظرفٍكهذا، رغم هذا الحدث الثانوي،أريد أنأؤكد لكم أن قضيتكم هي قضيتنا وأن شافيز العظيم علمنا أن نكون دائماً مع القضايا العادلة،إنكم أبنائنا وأبناءشافيز ونحن حريصون عليكم وعلى مستقبلكم كحرصنا على أبنائنا ولا تدعوا القضايا الصغيرة والتافهة تؤثر عليكم.

2-    أريد أن أصارحكم أنني أتفاجأ بحجم هذه المشاكل التي تعانون منها ولا أخفي عليكم أننا لم نكن نعلم بتاتاً.وأقولأنه ممكن أن تكون هناك مشاكل أخرى لا نعلم بهاأو انتم لم تطرحوها علينا سنعمل على استكشافها وحلها إن وجدت وفي حينها.

3-    أعدكم بتشكيل ورشة عمل لدارسة كافة المشاكل ووضع الاقتراحات لحلها.

4-    إننا كوزارة سنتحقق من كل ما قيل عن سلوك وتصرفات المديرة والإدارة وسنعالج الأمر بما يخدم المدرسة والبرنامج التعليمي.

5-    إننا سنأمن كل ما هو مطلوب للحفاظ على سلامة الطلبة سواء الفلسطينيين او غيرهم لأن وهذا يشمل الجميعلأنكم  جزء من الأمن الوطني للبلاد.

6-    إنني اتوجه لكم بالنصيحة بأن تتأملوا جيداً لكل ما حدث وأن تستمروا بدراستكم وأن لا تغادروا البلاد لأن شعب فنزويلا وحكومته رحب بكم ويرحب بكم ولا نرغب بأن يترك أحداً منكم هذا البرنامج التعليمي لأنه جيد جداً ولا تصغوا إلى أقاويل المفسدين والمغرضين.

بعد أن أنهى نائب الوزير حديثه، تحدث رئيس مؤسسة "فوندااياكوشو" والسفيرة الأخت ليندا صبح ومسؤولي القوى السياسية الفلسطينية وكلهم تحدثوا بنفس الروحية والمواضيع التي تحدث بها نائب الوزير.

باختصار عملياً تمت محاصرة "المشكلة" وبعض الطلبة أصروا على ترك المنحة والدراسة في فنزويلا وقرروا العودة إلى فلسطين والأردن وقد تداخلت عدة أسباب أجبرتهم على اتخاذ هذا القرار لا مجال لذكرها في هذا المقال.

إن تصريحات بعض المسئولين الفلسطينيين وبعض المسئولين في الاتحاد العام لطلبة في فلسطين لم تكن دقيقة وموضوعية حيث أرادوا أن يوصلوا رسالة مفادها أن المشكلة سببها تلك المجموعة "المنحرفة" التي كان لها "مخططات تخريبية" وأنه برحيلهم أو ترحيلهم انتهت كافة المشاكل وهذا غير صحيح وافتراء على الحقيقة.

كون المجتمع الفنزويلي مجتمع ديمقراطي، وحكومة فنزويلا حكومة ديمقراطية بكل معنى الكلمة ولا تقمع المعارضين لها فكرياً وسياسياً ولا تعاقب خصومها بطردهم من وظائفهم الحكومية أو عدم السماح لهم الالتحاق في البرامج التعليمية المقررة منها، فإنه من الطبيعي أن يتواجد المعارضون في كافة المرافق بما فيها المؤسسة العسكرية وشركة النفط الوطنية وفروعها،فإناخبار الطلبة وغيرهم تصل إلى أوساط اليمين السياسية والاعلامية من خلال كادرهم الطلابي، وغير الطلابي، اليميني المتواجد في هذه المؤسسات.هنالك معلومات تؤكد بأن مديرة (ELAM) السابقة "ساندرا" ،  والتي تم خلعها على اثر الازمة مع الطلبة الفلسطينيين وطلاب آخرين من نيكاراغوا وبعض دول أمريكا اللاتينية، لم تكن على وئام مع الحكومة الثورية كونها كانت سابقاً من الحزب الاجتماعي المسيحي اليميني المعادي للاشتراكية و للثورة البوليفاريةوالتي كانت تحظىعلى ثقة عالية لدى سفيرة فلسطين في كاركاس والتي كانت تصدق كل ما تقوله لها "ساندرا" دون تفحص وهذه كانت إحدىأسباب التضاد بين جزء من الطلبة والسفارة.

الدبلوماسية البائسة

أدلى الوزير رياض المالكي تصريحات غير موفقة ولا تمت للدبلوماسية بصلة وكانت تصريحاته بمثابة سكب الزيت على نار المعارضة اليمينية الفنزويلية، لقد شكك بمدى جاهزية الجانب الفنزويلي ووضع احتمال مسبق بإمكانية عدم تقبل الفلسطينيين لفكرة الدراسة في فنزويلا انه يقول بالحرف الواحد ".... وعليه تقرر البدء بإعدادأوليةلاختبار مستوى الجاهزية لدى الجانب الفنزويلي ومدى تقبل الفلسطينيين فكرة الدراسة في فنزويلا" (وكالة معاً) يا سلام !!! وهل الطلبة ومستقبلهم حقل تجارب؟!ألم يكن من الأفضل أن يتأكد الجانب الفلسطيني عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية والأكاديمية وفي إطار العلاقات الأخوية من جاهزية الطرف الفنزويلي قبل إرسال الطلبة؟ وعدم إثارة هذا الموضوع في وسائل إعلام تحقد على هذه العلاقة الطيبة والمتينة ؟.إن الدفعات السابقة التي أُرسلت للدراسة في فنزويلا كانت قليلة العدد من 15 الى 20 طالب وكان يتم احتواء مشاكلهم التي هي في الأساس تتعلقبالتعود والاندماج في المجتمع الجديد الذي قدموا إليه. إن الدفعة الأخيرة والتي ضمت أكثر من 120 طالب شكلّت موضوعياً كتلة متراصة تمارس عاداتها وتقاليدها وطريقة حياتها وكأنها منعزلة عن محيطها الذي له عادات وتقاليد ومفاهيم ومعتقدات تختلف جذرياً لما تربى عليه طلبتنا حيث تم تجير "العصبية " الفلسطينية في غير محلها.إذا المشكلة لم تكن مدى جاهزية الجانب الفنزويلي بل درجة تهيئة وإعداد الطلبة لمهمة بهذا المستوىوهذه الأهمية التي كان على نجاحها يعتمد نجاح المشروع بأكمله. ويصر السيد الوزير المالكي في عناد دبلوماسي غير معهود على اتهام السفارة الفنزويلية في عمان بأنها هي وراء هذه "المصيبة" من خلال إرسالها لطلاب تحت "مسمى الدراسة" من خلال علاقاتها المباشرة مع المخيمات الفلسطينية في الأردن فهو يقول " إن سفارة فنزويلا في عمان تحركت وحاولت ومن خلال علاقاتها مع العديد من المخيمات الفلسطينية أن تجمع أكبر عدد ممكن من الأشخاص الراغبين في السفر إلى فنزويلا تحت مسمى طالب للدراسة هناك وبالتالي تم تجميع اعداد من الاردن تحت ذالك المسمى دون المرور على إجراءات الفحص والتدقيق ....".

هل يعقل أن تتهم سفارة بعلاقات مباشرة بالمخيمات وتتجاوز بذلك كافة الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولية والسياسية، والتي يمكن على اثر هذا التوصيف أن يتم اتهام السفارة بأشكال مختلفة من التهم من أعداء القضيتين الفلسطينية والفنزويلية ولأن الأمور ليس كذلك يجب تقديم الاعتذار لحكومة فنزويلا أولاًولسفارة فنزويلا في الأردن وخاصة للسيد السفير هناك.

تم إمطار الرأي العام المحلي والعالمي بمعلومات غير صحيحة مفادهاأن سبب المشاكل هم الطلبة القادمين من الأردن لأن جزء منهم "عمال وموظفين أو خريجين قدامى أو من الفرع الأدبي " في هذا تجني على هؤلاء الطلبة وعلى عائلاتهم التي قيل لهم ان" أبنائهم الفاشلين" حاولوا كي " يبرروا فشلهم " أن يجروا معهم ما استطاعوا من الطلبة الذين ذهبوا بنيت الدراسة. إن عدد الطلبة الذين عادوا الى الأردن، حوالي 15 طالب،والذين عادوا الى الضفة 25 طالباً معدلاتهم فوق ال 80% ، تم اختيارهم من قبل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية. اثنين منهم جاءواإلى فنزويلا، من قطاع غزة، من أجل الهجرة إلى المانيا أي أرادوا استعمال المنحة كوسيلة وجسر، كما ذكرت الأخت ليندا صبح سفيرة فلسطين في فنزويلا في مقابلة هاتفية مع قناة فلسطين في 23 7.

 يتضح من هذا أن المشكلة ليس في من قام بعملية الاختيار بل في توفير الفترة الزمنية الكافية، كي لا يقال أن الأمور تمت على عجل وبضغط من حكومة فنزويلا، وفي التعاون بين وزارة التعليم العالي الفلسطيني والأحزاب والقوى السياسة داخل السلطة وخارجها لضمان أعلى درجة من الانضباط والوفاء للبلد المضيف.

ان هذه تجربة اخرى تؤكد لنا ان القائمين على السياسية الفلسطينية ودبلوماسييها ليس لديهم الجرأة للاعتراف بالخطأ،لأن من يعمل يخطئ عندما يتحمل مسؤولية خطأه ويعترف به ينال احترام الآخرين. إن أحد أهم الدروس التي يتعلمها أي ثوري أوأي وطني أوأي مناضل بشكل عام من الرئيس الراحل المناضل شافيز هو "أنه عندما فشل في السيطرة على قصر الرئاسة في 4 شباط عام 1992 من خلال قيادته لتمردٍ فاشلٍ،وتم اعتقاله وقف بكل كبرياء أمام وسائل الاعلام وخاطب رفاق السلاح قائلاً : إني أهنئكم لأنكم قمتم بواجبكم على أحسن ما يرام في كافة المواقع نحن هنا في كاركاس لم نستطع السيطرة على القصر الجمهوريولوقف مزيد من سفك الدماء ادعوكم إلىإلقاء السلاح، وأنا أعلنأمامكم وأمام الشعبأنني أتحمل المسؤولية بشكل كامل عن كل ما جرى وأنه سوف تأتي لحظات مواتية نحقق فيهاأهدافنا النبيلة".

ليس من الحكمة التغني بالثورة البوليفارية وبالرئيس شافيز والاساءة لهما في الوقت نفسه. كان أحد السفراء الفلسطينيين في القارة يقول دائماً"أن الشطارة ليس إذا كسرت الجرة أن تتقن فن تلصيق قطعها بل أن لا تدع الجرة تسقط على الأرض وتنكسر. على الرغم أن هذا السفير لم يكن يطبق هذا القول إلا ما ندرإلا أنه قول صحيح تماماً في هذه المرء سقط الكاس من يد الدبلوماسية الفلسطينية والسفارة الفلسطينية في كاركاس، فلنعمل معاًلكي لا تسقط الجرة وهنا المصيبة أعظم.