كتب منتخب الجزائر التاريخ في استاد القاهرة عندما أحرز لقبه الثاني في بطولة أمم أفريقيا بعد 29 عاماً على أرضه بفوزه على نظيره السنغالي 1-0 في المباراة النهائية.
ولم يكن الجزائريون يحلمون ببداية كالتي حصلت إذ منذ الهجمة الأولى تحديداً في الدقيقة الثانية تمكنوا من افتتاح التسجيل عندما قُطعت الكرة في وسط الملعب ووصلت إلى بغداد بونجاح الذي انطلق بها وقبل وصوله إلى منطقة الجزاء سدّدها لتصطدم بالدفاع وتغيّر وجهتها من فوق الحارس ألفريد غوميس وتستقرّ في الشباك.
هدف أطلق فرحة الجزائريين مبكراً. ها هو بونجاح يركض في الملعب محتفلاً غير مصدّق على عكس دموعه التي ذرفها في ربع النهائي عند تضييعه ركلة جزاء أمام ساحل العاج كادت تُنهي مشوار الجزائر.
غير أن هذا الهدف المبكر غيّر سيناريو المباراة. "محاربو الصحراء" عادوا للدفاع للحفاظ عليه فيما كان الاستحواذ على الكرة لـ "أسود تيرانغا". اتّسمت الدقائق التالية في الشوط الأول باللعب البدني. بدا الدفاع الجزائري منظّماً وأقفل المنافذ أمام الهجوم السنغالي بقيادة ساديو ماني حيث لم يجد السنغاليون الحلول في خط المقدّمة فاعتمدوا على الكرات العالية لتغيب الفرص تماماً باستثناء الدقيقة 37 عندما سدّد مباي نيانغ كرة قوية مرّت قريبة من المرمى.
يمكن القول أن عنوان الشوط الأول كان تفوّق الدفاع الجزائري لتنتهي الدقائق الـ 45 الأولى بهدف بونجاح.
بدأ الشوط الثاني كما انتهى الأول باستحواذ سنغالي وارتداد جزائري للدفاع. الدقيقة 60 كادت توقف قلوب الجزائريين إذ أطلق الحكم صافرته محتسباً ركلة جزاء بعد كرة عرضية اصطدمت بيد عدلان قديورة الثابتة، لكن بعد الاستعانة بتقنية الفيديو عاد الحكم عن قراره وتنفّس الجزائريون الصعداء.
بعد ذلك كثّف السنغاليون هجماتهم وتخطى نيانغ الحارس رايس مبولحي في الدقيقة 65 لكن تسديدته جاءت بعيدة. ثم تألّق الحارس الجزائري في الدقيقة 69 بإبعاده تسديدة يوسف سابالي القوية.
لكن الدفاع الجزائري بقي صاحب الكلمة العليا في الدقائق التالية التي مرّت دون جديد لتنتهي المباراة بفوز منتخب الجزائر وتتويجه بلقبه القاري الثاني في تاريخه وسط احتفالات اللاعبين والجمهور. لقب كان مستحقّاً تماماً للمنتخب الجزائري بعد مشواره الرائع في البطولة والذي انتهى بفرحة لملايين الجزائريين والعرب.