رفض ذوو شهداء هبّة القدس والأقصى اعتذار إيهود باراك عن أحداث الهبّة في تشرين الأول/أكتوبر عام 2000، التي أسفرت عن استشهاد (13) فلسطينياً، برصاص شرطة الاحتلال داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
واعتبرت عائلات الشهداء أنّ هذا الاعتذار عن قتله لأبنائهم مُحاولة اختراق جديدة لاحتياجات انتخابيّة لصالح الأحزاب الصهيونيّة، مُحذرين من مغبّة هذه المسرحيّة الانتخابيّة لكسب أصوات الناخبين العرب في ظل تشرذم الأحزاب العربيّة.
وأكّد الأهالي أنّ اعتذار باراك لن يُغلق ملف شهداء هبّة القدس والأقصى، وسيبقى مفتوحاً إلى أن تتم مُعاقبة القتلة والمسؤولين عنهم الذين أصدروا الأوامر ولا زالوا يتحركون بحريّة، وبضمنهم باراك.
من جانبه، قال والد الشهيد أسيل حسن عاصلة من بلدة عرابة لموقع "عرب 48"، إنّ "المطلوب اعتراف رسمي من حكومة إسرائيل لأنّ القضيّة ليست قضيّة فرد مُجرم، الاعتذار الذي صدر عن إيهود باراك هو اعتذار واقح صدر من مُجرم ي قطر دماً من رأسه حتى قدميه، يُريد أن يُقزّم المذبحة التي قامت بها حكومة إسرائيل ضد أبناء شعبنا."
وأضاف عاصلة "إنّ هذه جريمة حرب وتصفية عرقيّة لا يُمكن القبول باعتذار بشأنها، ومن قام بهذه المذبحة يجب أن يدفع الثمن خاصة أنه يعترف بمسؤوليته عنها. نحن لا نستطيع مقاضاته لأنّ إسرائيل لم توقع على اتفاقية روما بمحاكمة الأفراد، ولذلك أقول وبالفم الملآن إنّ العدالة يجب أن تأخذ مجراها، وأنا أطالب هذا المأفون بتنفيذ العدالة بنفسه أي أن يقوم بالاقتصاص من ذاته أمام الناس في الساحة العامة وإذا كان يرفض أن تأخذ العدالة مجراها فليمنح أحد أخوة الشهداء إمكانية تنفيذ العدالة به في محاكمة جماهيريّة."
وختم والد الشهيد أسيل عاصلة بالقول "لقد سبق وأن اعتذر باراك في العام 2001 ورفضنا الاعتذار وقلنا إننا نريد اعترافاً رسمياً من حكومة إسرائيل ومسؤوليتها عن قتل أبنائنا لأن القضية ليست مجرد قضية فرد ارتكب جريمة بل هي قضية تصفية عرقية قامت بها حكومة إسرائيل وأذرعها الأمنية. أتمنى أن يتقي أبناء شعبنا الله في أنفسهم وألا يسمحوا لأحد بالدوس على كرامتهم وانتمائهم الوطني خاصة في هذه الظروف العصيبة التي حلت بنا وبالأمة، وأخشى ما أخشاه أن هناك سياسة تعويم لذاكرتنا وشخصيتنا ووطنيتنا. يجب أن ننبه بأنّ هناك محاولات من الأحزاب الصهيونية أو ما يسمى باليسار بالانقضاض على أصواتنا في ظل ما نحن فيه من تشتت وتشرذم، وهذا يلقي مسؤولية كبيرة على كل فرد منا وكذلك المسؤولين من أبناء هذا الشعب."
وقال وليد غنايم، شقيق الشهيد عماد غنايم، من سخنين المُحتلة "نحن لا نعطي مثل هذه التصريحات الانتخابية أي اعتبار لأنّ المطلوب اعتذاراً من قبل حكومة إسرائيل وأن يحاكم المجرمون، لكن أن يأتي باراك ويستخدم اليوم جريمته وتعميق الجرح أكثر لأهداف انتخابية في اعتذار ليس له أي قيمة إلا للاستهلاك الانتخابي فهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً."
وأضاف أنّ "باراك يتعامل معنا كأرقام ومخزون أصوات، وهو مجرم قتل أبناءنا بدم بارد، ونحن لن نغفر هذه الجريمة ولن نتعاطى مع هكذا اعتذارات. من ارتكب جريمة عليه أن يلقى عقابه أولاً ومن ثم يعتذر."
وتابع "نتوجه إلى جمهورنا الواعي بأن المجرمين لا زالوا طلقاء وعلينا ألا ننسى هذه الجريمة وألا نقبل أي مصالح ضيقة أو فتات على حساب دم الشهداء، وهذا يجب أن يعزز المسؤولية لدى الجمهور وقيادته."
وشهدت الأراضي المحتلة عام 1948 سلسلة من التظاهرات الواسعة في تشرين الأوّل/أكتوبر عام 2000، رفضاً لاقتحام الصهيوني أرئيل شارون إلى المسجد الأقصى، حيث اندلعت انتفاضة الأقصى "الانتفاضة الثانية"، وقمعت شرطة الاحتلال المُتظاهرين الفلسطينيين ما أدى إلى استشهاد (13) منهم.