استكمالًا للمعلومات التي انفردت "بوابة الهدف" بكشفها حول صفقة البيض الفاسد التي تم توريدها إلى قطاع غزة، أوضح وكيل وزارة الزراعة بالقطاع، إبراهيم القدرة، أنّ البيض المُصاب بجرثومة خطيرة والذي دخل غزة، عبر معابر الاحتلال، هو "بيض لحم"، أي بيض لإنتاج الصيصان وليس بيض المائدة.
وأضاف القدرة أنّ الكميات التي تم ضبطها من البيض الفاسد، بعد جهود كبيرة بذلتها طواقم الوزارة، جرى إتلافها على الفور، فيما تتواصل عمليات البحث عن الكميات المتبقيّة.
وكانت "بوابة الهدف" كشفت أن تاجرًا كبيرًا أدخل إلى قطاع غزة كمية تُقدر بحوالي 200 ألف من البيض المُصاب ببكتيريا خطيرة. وبعد أن وصل الأمر إلى الطواقم المختصة بوزارة الزراعة، أجرت الأخيرة حملات تفتيش، نجحت خلالها في ضبط نصف الكميّات المُهربة تقريبًا.
ورغم توضيح الوكيل، الذي أدلى به لـ"بوابة الهدف"، اليوم الثلاثاء، مُحاولًا طمأنة المواطنين في القطاع، إلّا أنّ التصريحات الجديدة من شأنها مُضاعفة مخاوف المواطنين، إذ لا تزال 100 ألف بيضة مُصابة بالجرثومة القاتلة، موجودة داخل غزة، في مكانٍ غير معلوم، وعدم ضبطها حتى اللحظة، يعني أن الخطر لا يزال قائمًا.
وللوقوف على تداعيات هذا الخطر، تواصلت "الهدف" مع أحد كبار مُربي الدواجن بالقطاع، ومالك سلسة محال "السوافيري"، أبو أشرف السوافيري، الذي بدوره أوضح أنّ تفقيس البيض يستغرق بشكل عام نحو أسبوعين.
ولفت إلى أنه قد يتم تفقيس البيض لغرض إنتاج دجاج لاحم، "أي للذبح"، وهُنا تكون نسبة نجاح إنتاجه 100% إن كانت جودة البيض جيّدة. وإذا تحدثنا عن 100 ألف بيضة، يعني هذا 100 ألف دجاجة ستُورد للسوق، ليتم ذبحها وتناول لحومها، بغضون أربعين يومًا بعد التفقيس.
أما إن كان التفقيس لإنتاج دجاج بيّاض، أشار السوافيري إلى أنّه نسبة النجاح تبلغ حوالي 80%، أي 80 ألف دجاجة، ستكون جاهزة لإنتاج "بيض المائدة" بغضون عدّة شهور.
وفي كلتا الحالتين يكمن الخطر في إن جميع سلالات الدجاج الناجمة عن هذا البيض المُصاب ستكون مُصابة أيضًا، والبيض الناتج منها سيكون ملوثًا كذلك.
يُشار إلى أنّ الجرثومة التي اكتشفت الطواقم المختصة وجودها في البيض، تُعرف باسم ماكوبلازما، تنتقل إلى الإنسان عبر تناول لحوم الدواجن المُصابة أو بيضها، وهي من أنواع البكتيريا التي تصيب الجهاز التنفسي، وقد تُصيب أجهزة أخرى لدى الإنسان، بأمراض عديدة ومختلفة، تصل في حالات متقدمة إلى الوفاة، خاصةً وأنّ هذا النوع من البكتيريا، لا يستجيب للمضادات الحيوية المعروفة، لعدم احتوائه على جدار خلوي، ما قد يُصعّب من آلية العلاج بعد الإصابة بها.
من جهته، أكّد وكيل وزارة الزراعة، أن عملها متواصل في التحري والبحث عن الكميات المتبقية من البيض المُصاب، كما أنّها تُجري فحوص بشكل مستمر في كل ما يتعلق بالثروة الحيوانية وخاصةً الدواجن، التي تتم متابعتها على الدوام، وفور اكتشاف أي إصابة أو مرض، يتم التعامل معها فورًا، إما بالعلاج أو الإعدام.