اقتحم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الحرم الإبراهيمي في الخليل المُحتلّة، بعد عصر الأربعاء 4 أيلول/سبتمبر، برفقة عدد من وزراء الاحتلال، قبل ساعات من اقتحام رئيس الكيان الصهيوني رؤوفين ريفلين.
وخلال اقتحام، ألقى نتنياهو خطاباً بمناسبة الذكرى (90) لثورة البراق، فيما أحاطت به الستائر العازلة المُصفّحة، وقال "جئنا إلى الخليل من أجل التوحّد مع الذاكرة، لقد جئنا للتعبير عن النصر"، في إشارة إلى الثوّار الفلسطينيين خلال أحداث ثورة البراق، قائلاً "كانوا على يقين أنهم اقتلعونا من هذا المكان، مرة واحدة وإلى الأبد، لقد ارتبكوا خطأً مريراً."
وقال نتنياهو من مدخل الحرم الإبراهيمي "لن تكون هذه المدينة نظيفة من اليهود، وسنبقى في الخليل إلى الأبد."
وكان ريفلين قد اقتحم الحرم الإبراهيمي وسط انتشار مُكثّف لقوات الاحتلال وإجراءات أمنيّة مُشددة منذ أيام في إطار التجهيز لاقتحام نتنياهو.
فيما اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال رفضاً لاقتحام الحرم الإبراهيمي، وسط دعوات واسعة للتصدّي للاقتحام، واعتقلت قوات الاحتلال شبّان من منطقة باب الزاوية.
وقال ريفلين خلال الاقتحام إنّ "الخليل ليس عائقاً أمام السلام، الأمر متروك لنا ومُعلّق برغبتنا، الأمن من نصيبنا واليهود عادوا إلى أرض آبائهم، وعلى إسرائيل بناء أحياء استيطانيّة جديدة في المنطقة."
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت المحال التجاريّة في البلدة القديمة من مدينة الخليل وقامت بإخلاء كافة المدارس فيها، وسط تشديد إجراءاتها القمعيّة بحق المواطنين على الحواجز المُنتشرة وسط البلدة، تمهيداً لاقتحام نتنياهو.
من جانبه، قال مدير أوقاف الخليل، حفظي أبو سنينة إنّ قوات الاحتلال أغلقت "اليوسفية التحتا" التي تضم مقام النبي يوسف، وعززت من إجراءاتها العسكرية منذ ساعات الصباح الباكر، وأخضعت المواطنين والمصلين لعمليات تفتيش دقيقة عبر البوابات والحواجز المؤدية للحرم، لمنعهم من الوصول إليه.
وطالبت أوقاف الخليل المواطنين بشد الرحال إلى المسجد الإبراهيمي والتواجد داخله، للتصدي لاقتحامه من جانب نتنياهو، فيما قام المواطنون بالاحتشاد والرباط في الحرم الإبراهيمي، حيث أدوا صلاتي الظهر والعصر فيه.
وقام جيش الاحتلال باستنفار قواته ونصب خيام في تل الرميدة ومحيط المسجد الإبراهيمي، وتشديد الإجراءات العسكرية، تمهيداً لزيارة نتنياهو خلال ساعات اليوم الأربعاء.
وفي بيان الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اعتبرت مشاركة نتنياهو في اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، جزء من المخطط التهويدي الذي يستهدفه أولاً، واستكمالاً لعملية سلخه عن عروبته ثانياً، وشاهداً حياً على عنصرية الاحتلال وتطرفه أخيراً.
وأكدت الهيئة أنّ عمليات الاقتحامات للحرم الإبراهيمي بشكلٍ عام، ومشاركة نتنياهو اليوم بشكلٍ خاص، هو إصرار "إسرائيلي" على السياسة الاستفزازية التي تنتهجها حكومة الاحتلال، مُشيرةً إلى "أنّ هذا التدنيس والانتهاك لحرمة المقدسات ليس الانتهاك الأول، بل هو خطوة من خطوات تهويده.
فيما أصدر "تجمّع المدافعين عن حقوق الإنسان" بياناً طالب من خلاله أهالي الخليل بالتعبير عن رفضهم وغضبهم لزيارة نتنياهو إلى الخليل، باعتبار الزيارة داعمة للمستوطنين، ورسالة تستهدف التّأكيد على يهودية المدينة.
ودعا البيان سكان البلدة القديمة وشارع الشهداء وتل الرميدة وواد الحصين ومنطقة حارة جابرة والسلايمة وواد الغروس برفع الأعلام الفلسطينية على أسطح البيوت.