Menu

استنفار ودعوات لتصعيد الاحتجاجات

أول قتيل في الحراك اللبناني.. والرئيس عون للمتظاهرين "روحوا هِجّوا"

التظاهرات في لبنان- ارشيف

بيروت_ وكالات

تشهد الساحة اللبنانية استنفارًا أمنيًا منذ ساعات الليلة الماضية، بالتزامن مع دعوات المحتجين في لبنان إلى التظاهر أمام القصر الرئاسي في بعبدا، اليوم الأربعاء، وقطع بعض الطرق بافتراش الأرض وإشعال الإطارات.

وانطلقت الدعوات للتظاهر فور انتهاء الرئيس اللبناني ميشال عون من حديثه بمقابلة أجراها، أمس الثلاثاء، في القصر الرئاسي، الأمر الذي أشعل الشارع بالمتظاهرين الغاضبين، في الوقت الذي سقط فيه أول قتيل منذ اندلاع الحراك اللبناني.

وبحسب عدة مصادر، فتح الجيش الطريق بالقوة عند جسر الكولا في بيروت، بعدما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن المحتجين في لبنان أغلقوا طرقًا بإطارات مشتعلة في أنحاء مختلفة من البلاد ومنها العاصمة بيروت، بعد انتهاء مقابلة الرئيس عون التي طالب فيها المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم.

قتيل جنوب بيروت

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بمقتل شاب عند مثلث خلدة بإطلاق نار، حيث تناقل ناشطو مواقع التواصل فيديو لرجل ملقى على الأرض ومضرّجاً بالدماء وسط حالة من الرعب، ويعتقد أن القتيل عضو في بلديّة الشويفات.

بعدها تناقلت معلومات أن القتيل هو أمين سر وكالة داخلية الشويفات في الحزب التقدمي الاشتراكي علاء أبو فخر، وكان مع زوجته وطفليه بين من أغلقوا الطريق في خلدة جنوب بيروت، فأراد مرافق لعقيد في مخابرات الجيش أن يمر بسيارته على الطريق، فمنعه، عندها أطلق عليه النار.

إلا أن الجيش اللبناني سارع وأصدر بيانًا أوضح فيه ما حدث، وقال "أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين مما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص. وقد باشرت قيادة الجيش تحقيقاً بالموضوع بعد توقيف العسكري مطلق النار بإشارة القضاء المختص".

إثر ذلك، أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتخاذه القرار بالانضمام رسميا إلى الحراك الشعبي في لبنان.

كلام جنبلاط جاء بعد الإعلان عن وفاة علاء أبو فخر أمين سر وكالة داخلية الشويفات في الحزب التقدمي الاشتراكي إثر إطلاق النار عليه تحت جسر خلدة، حيث توجه جنبلاط إلى المستشفى التي نقلت إليها جثة الشاب. ثم توجه جنبلاط إلى منزل القتيل معزيا، وطالب بضرورة الهدوء وعدم الانجرار مع ردّات الفعل.

وفي حوار تلفزيوني بثته شاشات التلفزة المحلية في لبنان، اقترح الرئيس عون تشكيل حكومة "تكنو سياسية، لأنه إذا لم تكن كذلك فلا غطاء لها" ولن يكون لها "الصفة التمثيلية الشعبية" حسب قوله. وعن مطلب تشكيل حكومة من مستقلين، أجاب عون مبتسمًا "من أين سأفتش عليهم؟ على القمر؟" في بلد يقوم على المحاصصة السياسية والطائفية.

ورجح أن تبدأ الاستشارات النيابية قبل نهاية الأسبوع، لكنه قال إن ذلك "رهن أجوبة سنتلقاها من المعنيين"، لافتًا إلى "صعاب كثيرة ذللناها ولا تزال هناك نقاط أخيرة".

ورغم إقراره أن مطالب المتظاهرين "محقة"، إلا أنه انتقد عدم وجود أي قياديين في صفوفها. وقال "دعوناهم إلى لقاء لنتحدث معًا.. لكنني لم أتلق جوابًا"، في إشارة إلى دعوة وجهها إليهم إثر اندلاع حركة الاحتجاجات.

وفي موقف لافت، أثار انتقادات المتظاهرين وغضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، سأل عون "هل من ثورة لا قيادي لها"؟ مضيفًا باللهجة العامية "إذا ما في عندهم أوادم بالدولة يروحوا يهجوا (يغادروا)، ما رح يوصلوا للسلطة" في عبارة فسرها متظاهرون بأنها دعوة لهم إلى الهجرة.

إلى ذلك أشار مندوب "الوكالة الوطنية للإعلام" إلى وقوع توتر كبير على جسر خلدة، رافقه قطع الطريق كاملا على المثلث وكل المعابر في المنطقة في كل الاتجاهات.

هذا وأصدر المكتب الإعلامي لوزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيب البيان التالي: "تعطّل الدروس يوم الأربعاء الواقع فيه ١٣ تشرين الثاني ٢٠١٩ في جميع المدارس والثانويات والمعاهد والجامعات الرسمية والخاصة".