نظّمت مؤسساتٌ بحرينية، مساء الأحد 2 فبراير، مهرجانًا خطابيًا للتعبير عن رفضها وإدانتها للصفقة الأمريكية المشؤومة المُسماة إعلاميًا بـ "صفقة القرن".
بدوره، قال الأمين العام للمنبر التقدّمي البحرين ي، خليل يوسف، إن "هذه الصفقة باطلة، وما بني على باطل، فهو باطل، هذه الصفقة ضربت عرض الحائط الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتتناقض مع القيم والمبادئ الأخلاقية والانسانية".
وأشار إلى أنها "طعامٌ عفن، وسارعنا لرفضها في بيانٍ مشترك أكدنا فيه على رفضنا للخطة الأمريكية للسلام المشبوهة"، مُشددًا على أن "مملكة البحرين صاحبة تاريخٍ مشرّفٍ ومواقف ناصعة وداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وهي أكبر وأجلّ من أن يرتبط اسمها في هذه الصفقة".
وأكَّد على أن "القضية الفلسطينية هي الأسمنت المسلّح للأمة العربية، إذا تسمكنا بها، وإذا تخلينا عنها تصبح قنبلة تنفجر بنا جميعًا، نحن على قناعة بأنَّ هذه القضية ليست للبيع، والصفقة ستسقط حتمًا".
أمَّا تجمّع الوحدة الوطنية، فقال نيابةً عنه محمد الرفاعي، إن "مملكة البحرين وقفت بشرف مع الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه ونصرة قضيته العادلة"، مُثمنًا "موقف وزراء الخارجية العرب برفض صفقة القرن".
وطالب الرفاعي "الوزراء العرب لبناء مواقف أكثر فعالية ضد منتهكي الشرعية الدولية".
وفي ذات السياق، تحدّث السفير الفلسطيني في البحرين، طه محمد، عن مخاطر الصفقة الأمريكية، إذ قال "نتنياهو وترامب يراهنان على الزمن الرديء الذي تمر به الأمّة"، مُشيرًا إلى أن هناك "قسمًا يعمل على مدار الساعة على خلق الفتن والاحباط في العالم العربي من أجل تيئيس الشعوب العربية".
وكشف السفير "عن عدّة اجتماعات عربيّة ودوليّة ستنعقد في الأيام المقبلة من أجل تقديم شكوى رسمية بهذه الصفقة، والبدء بإقامة دعاوي على بعض الأفراد والشخصيات والوزراء في محكمة العدل الدولية".
وبعد فقرةٍ شعريّة قدّمها الشاعر عبد الحميد القائد، تحدّث الأمين العام للتجمع القومي الديمقراطي عبد الصمد النشالة، إذ شدّد على أن "يستظل الجميع في خيمة منظمة التحرير الفلسطينية لأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
وعبَّر عن رفضه "للمساس بأي شكلٍ من الأشكال بحقوق الشعب الفلسطيني، وسيظل البحرين وفيًا لقضية العرب المركزية".
تلا ذلك، كلمة الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ألقاها نائب رئيس الجمعية عبد الرسول عاشور الذي أكَّد على أن "التوسّع الصهيوني يزداد بشكلٍ كبير منذ اتفاق أوسلو في عام 1993"، مُضيفًا إن "الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني تعبّر عن شديد رفضها عما يُعرف إعلاميًا بصفقة القرن".
ودعا عاشور "الفصائل الفلسطينية إلى تحقيق الوحدة الوطنية، ووضع برنامج عمل موحّد يناسب المرحلة خاصة بعد التجارب المريرة التي أنتجتها أوسلو"، مُؤكدًا أن "التخلي عن اتفاق أوسلو هو أول بداية الطريق الصحيح".
وطالب "الشعب البحريني للاستمرار في الوحدة التي تحقّقت من خلال المبادرة الوطنية البحرينية لرفض التطبيع مع العدو الصهيوني"، مُطالبًا في ذات الوقت "الشعوب العربية والإسلامية إلى الوقوف مع الحق الفلسطيني، وتفعيل المقاطعة بكافة أشكالها مع العدو ومسانديه".
بدوره، قال ناصر الشيخ عبد الله الفضالة، في كلمة المنبر الإسلامي، إن " فلسطين ليست مجرّد هوية بالنسبةِ لنا، فالارتباطُ بها ارتباطُ عقيدة".
وأضاف الفضالة خلال كلمةٍ له خلال المهرجان الخطابي للجمعيات السياسية في البحرين، إن "الشعب البحريني لم يجتمع في قضيةٍ كما اجتمع على دعم ومُساندة القضية الفلسطينية، يتسامى على كل خلافاته من أجل دعم قضية فلسطين والدفاع عن المسجد الأقصى".
وتابع الفضالة "إن القضية الفلسطينية تمثل خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها، ونتمنّى ألا تتزعّزع المواقف البحرينية تجاه القضية الفلسطينية كما يحدث الآن في بعض الدول التي تسارع للتخلص من القضية والتطبيع مع المجرمين القتلة، بل تجعلهم يطئون أراضٍ طاهرة".
وشدّد على أن "المواقف البحرينية الرسمية والشعبية المُشرّفة تجاه القضية الفلسطينية أسمى وأرفع من أن يرتبط اسمها بهذه الصفقة التي نُسميها صفقة نتنياهو – ترامب، صفقة الرجلين المأزومين المطلوبين إلى العدالة"، مُشيرًا إلى أنه "لا يجوز أن نطلق عليها "صفقة"، بل هي مساومة على المقدسات، وباسم شعب البحرين نقول أن المقدسات خطوط حمراء غير قابلة للتفاوض".
وأردف بالقول "إن التهاون في أي شبرٍ من الأرض المقدّسة خيانة للدين والوطن، وللدماء الزكية التي سالت على أرض هذا الوطن على مدى قرون من بينها دماء شعب البحرين"، موضحًا أنه "لو فتح المجال للشعوب العربية وللشعب البحريني سيكون في الصفوف الأولى، وفي الخنادق لمواجهة العدو الصهيوني، لرأيتم كيف يكون الحال بدل الحال المزري الذي نحن فيه اليوم".
وأكَّد الفضالة على أن "فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم، فلسطين ترتبط بنا عقائديًا وقوميًا، وانطلاقًا من تمسكنا في مبادئنا الوطنية نؤكّد على الرفض القاطع لهذه الصفقة وتصفيّة القضية الفلسطينية مع التزامنا الكامل بثوابت الشعب البحريني الأبي تجاه القضية الفلسطينية الرافض لكافة أشكال التطبيع بكافة أنواعه مع العدو الصهيوني".
ودعا الفضالة "جميع الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة وحل الخلافات والتوحّد حول برنامج المقاومة التي هي خط الدفاع الأخير من أجل تحرير الأرض"، كما دعا إلى ضرورة "احترام العمل العربي المشترك، واحترام قيم ومبادئ وحقوق وثوابت شعوب المنطقة، وإتاحة الفرصة أمامهم ليعبّروا عن رفضهم لهذه الصفقة المشؤومة بكل الوسائل السلمية المتاحة ليعلم العالم مدى الرفض والغضب الشعبي تجاه هذه الصفقة".
وشدّد الفضالة أيضًا على ضرورة "قيام حكومة البحرين بالاستجابة للإرادة الشعبية والإعلان عن رفضها لهذه الصفقة اتساقًا مع مواقفها التاريخية المشرّفة تجاه القضية الفلسطينية، ومع قرارات الجامعة العربية والمبادرة العربية".
وأكَّد على أن "صفقة القرن ستسقط، وهذا شعور اليقين، طالما هناك شعب بطل في فلسطين بكل توجهاته وخلفه مقاومته الباسلة، ومن خلفها الدعم والمساندة من جميع شعوب الأمة العربية والإسلامية وشعوب العالم الحر".
وحول موقف الجامعة العربية الأخير، قال "هناك مبشرات من الجامعة العربية التي دبت فيها الحياة أخيرًا، والموقف الأخير ربما يعُطينا دفعة من الأمل، ونأمل ألا تكون مجرّد شعارات تُطلق".
من جهته، قال الأمين العام للتجمّع الوطني الديمقراطي الوحدوي حسن المرزوق، إن "التجمّع يؤمن بحق الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله، ومقاومته المسلّحة المشروعة لدحر الاحتلال الصهيوني الغاشم، وفي حقه بالتمسك بكل تراب أرضه من البحر إلى النهر وعاصمته القدس الشريف".
واستنكر ما جاء على لسان الرئيس الأمريكي "بفرض ما أسماه صفقة القرن، دون احترام للأرض التي نُهبت، والدماء التي سُفكت، والهوية التي سُرقت"، مُوجهًا "التحيّة للشعب الفلسطيني لرفضه لهذه الصفقة المشؤومة النكراء".
وتابع المرزوق "الرفض الفلسطيني إجابة جليّة بأن الشعب الفلسطيني لم ولن يبيع حبة رملٍ من ترابه المقدس، فهذا الشعب منذ احتلال أرضه قاوم وقدّم الدماء والتضحيات لا لأجل أن يقف أحد الطغاة يملي شروطه ويهدي أرضه للعدو الصهيوني الذي تفنّن في إراقة كل قطر ة دم".
وأوضح خلال حديثه أن "صفقة العار المشؤومة لا تستهدف فلسطين وحدها، بل الأمة جمعاء، تستهدف الدول العربية المُجاورة لفلسطين من أجل زعزعة أنظمتها واستقرارها، كمل تفعل الآن بكل وقاحة من اعتداءاتٍ متكرّرة على سوريا ولبنان وربما تستهدف الأردن مستقبلاً".
وشدّد على أن "المصفّقون لهذه الصفقة الخيانيّة نسوا أو تناسوا الصفقات التي عقدت مع هذا الكيان الغاصب، لا تنسوا كامب ديفيد، ووادي عربة، وأوسلو"، مُتسائلاً "أين هي مخرجاتها؟، وأين هي منافعها والوعود التي سيقت من أجل السلام مع عدوٍ صهيوني ظالمٍ وغاشمٍ وقاتلٍ لا يعرف معنى السلام".
ولمُواجهة هذه الصفقة، بحسب المرزوقي "ينبغي رص الصف الفلسطيني أولاً، والعربي حكامًا وشعوبًا ثانيًا، ونؤكّد للرئيس الأمريكي ومعه نتنياهو إن فلسطين ليست للبيع والقدس عاصمتها الأبديّة"، خاتمًا حديثه "شعبنا في البحرين يا أهل فلسطين لن يخذلكم، وهذا عهدٌ لن نحيد عنه ما بقي الاحتلال، شاء من شاء وأبى من أبى".
وفي ذات السياق، قال الأمين العام لجمعية الوسط العربي الاسلامي الديمقراطي راشد الجودر، إن ما طُرح "هي صفقة ذلٍ وهوان"، مُشيرًا إلى أن نضال الشعب الفلسطيني يعلمنا أن "كل أنظمة البطش والاضطهاد والفساد والقهر هي إلى زوال، وأن البقاء هو للشعوب المناضلة".
وأضاف الجودر "سلامٌ لفلسطين وشعبها المناضل. عذرًا يا فلسطين إذا لبس الجبناء منّا ثوب الذل المُهين والمشين، معلنين الولاء للأعوّر الدجّال القابع في بيته الأسود، ما علم هذا الدجّال أن في فلسطين شعب إذا ما ضاقت به الأرض اعتلى قمم الجبال"، مردفًا "إذا كنَّا نحن أمة قد تنام لحينٍ من الدهر، لكنها أبدًا لا تموت، وإذا ما الداعي دعا أطلقت لغضبها العنان".
وتابع "نتبرأ من كل عابثٍ وشاهد زور باسمنا، من يبيع فلسطين اليوم بأبخس الأثمان، سوف يبيع وطنه غدًا بلا ثمن"، خاتمًا حديثه "نعلن البراء من صفقة الذل والهوان، فلا تخذلوا فلسطين". وردّدها ثلاث مرات.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن رسميًا صفقته التصفوية التي يُروّج لها تحت مُسمّى" خطة السلام في الشرق الأوسط"، مساء الثلاثاء 28 يناير، خلال مؤتمر صحفيّ عقده بحضور رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ودوبلوماسيين عرب.