قال عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسئول لجنة العلاقات السياسية في قطاع غزة إياد عوض الله: إن "لقاءات التطبيع الجارية برعاية قيادة السلطة خيانة صريحة لتضحيات شعبنا، وطعنة غادرة في خاصرة نضالنا الوطني".
ودعا عوض الله خلال مقابلات تلفزيونية لحل ما يُسمى "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" ووضع كل المطبعين في قوائم عار وملاحقتهم، مؤكدًا على ضرورة "التصدي للنهج السياسي الهابط لقيادة السلطة التي أسست هذه اللجنة وما زالت تمارس التطبيع دون أي خجل".
وأشار إلى أن المجتمع "الإسرائيلي" بكافة مكوناته يحمل ذات الفكرة الصهيونية التوسعية الإحلالية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وأنه لا فرق بين معسكري اليسار واليمين، لافتاً إلى أن كل من "وطأ بأقدامه على أرضنا هو عدو محتل يمارس الإرهاب بحق شعبنا وقضيتنا".
واستنكر عوض الله استمرار تمسك السلطة الفلسطينية باتفاقية أوسلو وإفرازاتها وعدم وجود إرادة حقيقية بمغادرة مربع التسوية وبترجمة قرارات الإجماع الوطني على الأرض في إطار التحلل من هذه الاتفاقية ومخرجاتها، منوهًا إلى أن هذه الاتفاقيات "فتحت الباب واسعًا أمام مشاريع تصفية قضيتنا، وشكلت منعطفاً خطيراً في مسيرتنا الوطنية".
وحول الظروف السياسية الراهنة التي تمر بها القضية الفلسطينية بما يتمثل بـ "صفقة القرن" التي تسعى لتصفية الحقوق والثوابت الوطنية، أكد عوض الله على ضرورة إعداد خطة مواجهة تعلي الصوت وتنتقد وتحارب كل الأنظمة العربية التي تهرول للتطبيع، وضرورة العمل على استنهاض الجماهير العربية في مواجهة هذه الأنظمة المتخاذلة والمتساوقة مع المخططات الصهيوأمريكية.
وفي ذات السياق أكد عوض الله على أن التصدي لـ "صفقة القرن" يكون من خلال الاعتماد على جماهير الشعب الفلسطيني وتعبئتها وتحشيدها تحت رؤية وطنية موحدة، وإطلاق العنان أمامها لفتح كل ساحات الاشتباك والمواجهة مع العدو الصهيوني بمختلف أشكال المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلحة.
وحول مسيرات العودة واستمراريتها، لفت عوض الله إلى أنها انطلقت كمشروع نضالي في مواجهة صفقة القرن وإعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبارها عاصمة موحدة للاحتلال، مؤكداً على أنها ستواصل فعالياتها حتى تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها.
وفي إطار رده على سؤال حول متطلبات الأولوية السياسية الراهنة، أشار عوض الله إلى ضرورة دعوة الرئيس الفلسطيني للقاء وطني قيادي مقرر يضم الأمناء العامين للفصائل، وتحقيق المصالحة الفلسطينية وفق أسس سياسية وطنية سليمة، وإقرار استراتيجية فلسطينية وطنية تحدد سبل المواجهة، لافتاً أن معيار جدية أي قيادة أو فصيل في مواجهة التحديات والمخاطر الراهنة في مدى استجابته لقرارات الإجماع الوطني وسبل مواجهة "صفقة القرن".