قالت اللجنة الوطنية للمقاطعة،(BDS) إن فعاليات أسبوع مقاومة الاستعمار والأبارتهايد "الإسرائيلي" لعام 2020 تنطلق في آذار/مارس المقبل، تحت شعار "متّحدون ضدّ الاستعمار والأبارتهايد والعنصرية"، لدعم النضال الفلسطيني والكفاح العالمي ضدّ القمع العنصري والاضطهاد.
وأكَّدت اللجنة في بيانٍ لها بهذه المناسبة على أنه "بات ملحًّا أكثر من أيّ وقتٍ مضى أن نوحّد جهودنا وكفاحنا من أجل الحرية والعدالة والكرامة والمساواة، وضدّ منظومة القمع والقهر الصهيونية التي هي شريكٌ رئيسي للأنظمة الاستبداديّة، وحتى أنظمة الإبادة الجماعية حول العالم، وتزوّدهم بالتقنيات العسكرية والأمنية الفتّاكة".
وأضافت اللجنة "يقاوم الفلسطينيون والأحرار في مختلف أنحاء العالم "صفقة القرن" التي أطلقها ترامب-نتنياهو، ليس فقط لأنّها مصممةٌ لترسيخ الفصل العنصري الإسرائيلي وتصفية الحقوق الفلسطينية، بل لأنّها تجسّد أيضًا قوى البطش والهيمنة العنصرية في العالم"، مُشيرةً أنّ "نظام الاستعمار والاحتلال العسكري والفصل العنصري الإسرائيلي يشكّل تهديدًا خطيرًا ليس فقط على الشعب الفلسطيني، بل أيضًا على المجتمعات المقهورة في جميع أنحاء العالم".
وجاء في بيانها "على سبيل المثال: تعدّ إسرائيل من المورّدين الرئيسيين للأسلحة والأنظمة الأمنية لأنظمة الإبادة الجماعية من رواندا إلى ميانمار، كما لعبت تكنولوجيا الأمن والتجسس التابعة لها دورًا حاسمًا في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها أنظمةٌ استبدادية مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والمملكة المغربية وغيرها، ويتبادل جنود جيش الاحتلال أسوأ ممارسات الشرطة العنصرية القمعية مع الشرطة الأمريكية من خلال برامج التبادل الإسرائيلية الأميركية، ويتشارك الجنود الإسرائيليون وقوات الشرطة وحرس الحدود أسوأ الممارسات القمعية العنصرية مع قوات الجيش والشرطة الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI)".
وتابعت "أيضًا تستخدم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقائد والمنتجات العسكرية والاستطلاعية الإسرائيلية "المختبرة ميدانيًا"، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، لإنشاء حدود معسكرةٍ تمنع دخول اللاجئين والمهاجرين من بلدان الجنوب العالمي الفارين من الصراعات المسلحة والفقر وتدمير المناخ"، كما "تبيع إسرائيل للهند ما متوسطه مليار دولارٍ من الأسلحة سنويًا، وتدرّب القوات العسكرية الهندية بما يغذّي عسكرة الهند وقمعها للسكّان في ولاية جامو وكشمير المحتلّة، ويخدم كنموذجٍ للتدابير القمعية المتزايدة التي تتخذها الحكومة الهندية القومية في استهداف السكّان المسلمين والأقليات الأخرى".
وأوضحت أنه "حتى في البرازيل، تساهم الأسلحة وتكنولوجيا الأمن الإسرائيلية في السيطرة على السكّان وتأجيج المزيد من التسلّح والعنف العنصري من قِبَل الشرطة في حكومة "بولسونارو" اليمينية المتطرفة والمناهضة للسود والمجتمعات الأصلية".
وشدّدت اللجنة أنه "لا يمكن فصل كفاح الشعوب ضدّ الاستعمار والعنصرية والاستبداد والعسكرة عن نضالها من أجل تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية".
وأعلنت "من فلسطين والوطن العربي، إلى آسيا وأفريقيا وأوروبا وصولاً لأمريكا الشمالية والجنوبية، تنطلق فعاليات أسبوع مقاومة الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي في الفترة الواقعة بين 16 وحتّى 21 آذار/مارس، وفي أكثر من 300 مدينةٍ حول العالم"، داعيةً "النشطاء والحركات والمجموعات والمنظّمات التقدّمية التي تحارب جميع أشكال العنصرية والتمييز العنصري والتهميش والقمع إلى توحيد الصفوف والعمل على فرض المزيد من العزلة على نظام الاستعمار والفصل العنصري الإسرائيلي وداعميه والمنتفعين منه، وتنظيم الفعاليات والنشاطات وتكثيف حملات حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) ".
وأكَّدت أنّ "الأمم المتحدة عرّفت الأبارتهايد كجريمة ضد الإنسانية التي يجب وقفها ومعاقبة مرتكبيها أينما ارتكبت، وإسرائيل كنظام استعمار إستيطاني واحتلال عسكري ترتكب جريمة الأبارتهايد (الفصل العنصري) ضد كل الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين وخارجها، كما أثبت تقرير أصدرته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والثقافية لغربي آسيا (الإسكوا)، لذا، يجب تصعيد النضال نحو فرض العقوبات على إسرائيل كتلك التي فرضت على نظام الأبارتهايد في جنوب إفريقيا وساعدت في إنهائه".
وجدّدت تشديدها على أنّ "الانخراط في حركة المقاطعة (BDS) هو واجب أخلاقي وأسلوب نضال وتضامن فعال، وكذلك يسهم في مناهضة محاولات الأنظمة العربية المستبدة تحويل نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد والاحتلال الإسرائيلي إلى "شريك طبيعي" في العالم العربي"، موضحةً أنّ "هذا لا يشكل تنكرًا للإجماع العربي حول قضية تحرير فلسطين فحسب، بل هو أيضًا تهديد لحاضر ومستقبل شعوب المنطقة ومواردها، إذ أن إسرائيل تستهدف كل العالم العربي والقوى التقدمية حول العالم".
وفي ختام بيانها، دعت "النشطاء والحركات والأحزاب والمجموعات والمنظّمات التقدّمية إلى تنظيم فعاليات في مناطقها ضمن أسبوع مقاومة الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي لعام 2020، فالنضال الفلسطيني العربي نحو التحرُّر والعودة هو نضال حرية وعدالة كما هي النضالات العادلة ضد مختلف أشكال القمع والاستبداد حول العالم".