شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة كبيرة من السخط على تلفزيون فلسطين الرسمي بعد بثه لحلقة ضمن برنامج كوميدي سخر خلالها من الأشخاص ذوي الإعاقة، إذ طلب مقدّم برنامج "مقلب على الماشي" من الناس في شوارع مدينة الخليل التظاهر بالمعانة من مرض معين في سبيل إضحاك المشاهدين على حركاتهم، ويعرض المذيع مبلغًا ماليًا مقابل ذلك.
واعترض الكثير من النشطاء الفلسطينيين على تحويل معاناة الآخرين والإعاقة كمادة للضحك والسخرية، وفي هذا السياق، غردت الناشطة علا حسين على صفحتها على موقع تويتر قائلة:
برنامج "مقالب" على تلفزيون فلسطين،المذيع بطلب من الناس يقلدوا حركات ذوي الاعاقة ويتشكروا جمعية وهمية عأساس انها ساعدتهم.
البرنامج بحول الإعاقة وذوي الاعاقة لمادة اعلامية للضحك،أطالب الاتحاد العام للمعاقين والجهات المختصة بأخد المقتضى المناسب بمحاسبة القائمين عالبرنامج،يا حيف!
— علوشكا (@Olahusseini) May 1, 2020
وفي نفس السياق، اكتفت الناشطة المقدسية هنادي القواسمي بتغريدة مقتضبة قالت فيها:
يا عيب الشوم تلفزيون فلسطين!
— Hanadi Qaddoumi (@HanadiQaddoumi) May 1, 2020
وعلى المستوى الرسمي استنكرت عدّة جمعيات عاملة في مجال تقديم الرعاية إلى الأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين، وطالبت الأمانة العامة للاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة في بيان صحفي، بحذف الحلقة المسيئة للأشخاص ذوي الإعاقة التي بثها تلفزيون فلسطين، واعتبرها إساءة صارخة لهم وخرقًا واضحًا للقيم الإنسانية.
ونوه الاتحاد الفلسطيني للأشخاص ذوي الإعاقة بحقه في التوجه إلى القضاء لمساءلة القائمين على هذا البرنامج والمسؤولين عن بثه في التلفزيون الرسمي، وطالب الاتحاد تلفزيون فلسطين بتقديم اعتذار رسمي على التلفزيون لما تم بثه من إساءة بحق شريحة الأشخاص ذوي الإعاقة التي ضحت كغيرها من أفراد المجتمع على طريق بنا الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
بعد ذلك اعتذرت الهيئة العامة للإذاعة التلفزيون، صباح اليوم السبت، على ما جاء في تلك الحلقة المسيئة للأشخاص ذوي الإعاقة، وقالت في بيان شاركته صفحة تلفزيون فلسطين الرسمية على موقع فيسبوك جاء فيه:
وتفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل فوري مع اعتذار التلفزيون الرسمي، ورفض قطاع واسع من النشطاء والمستخدمين لهذا الاعتذار، واعتبروه غير كافٍ، وفي هذا السياق قالت الناشطة ريما قنواتي عبر صفحتها على فيسبوك:
من جهته، عبر الناشط والمحامي الفلسطيني، مقداد مقداد عن استهجانه عبر صفحته على فيسبوك معتبرًا أن هذا الاعتذار غير مقبول، نافيًا أن تكون تلك الحلقة مجرد عمل فردي ومشيرًا إلى أنها مرّت بالضرورة على المعد والمصور والمقدم وإدارة القناة ومسؤولي البرامج، ومشككا في عدم ملاحظة كل هؤلاء للإساءة الواضحة.
بدورها، علقت المدونة والصحفية نادية حرحش عن اعتذار تلفزيون فلسطين، ولسان حقلها يقول إن الاعتذار جاء أقبح من الذنب، ونشرت تعليقًا قصيرًا عبر صفحتها الشخصية على موقع انستغرام إلى جانب صورة اعتذار تلفزيون فلسطين قائلة:
وعزا محمود صرصور عبر صفحته على فيسبوك أن الخطأ بالأساس جاء نتيجة لتعين أشخاص في غير ماكنهم ولا يمتلكون أدنى معرفة بثقافة الأشخاص ذوي الإعاقة، متهمًا أن من كتب بيان الإعتذار الرسمي لا يمتلك أدنى ثقافة بالأشخاص ذوي الإعاقة.