كشفت دراسة جديدة، نشرت أمس السبت، أنّ الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الأكثر فقرًا في بريطانيا هم أكثرعرضة بـ4 أضعاف للإصابة بفيروس كورونا المستجد مقارنة بمن يعيشون في الأحياء الأغنى.
ووجدت الدراسة التي أجرتها جامعة أوكسفورد على أكثر من 3600 نتيجة اختبار لكورونا من البرامج الوطنية، أنّ الحرمان والعمر وأمراض الكبد المزمنة زادت جميعها من احتمال تسجيل نتيجة إيجابية للاختبار.
وبينت الدراسة أنّ الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 40 و 64 عاما هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة، حيث أصيب 18.5 في المئة من تلك الفئة العمرية مقارنةً بـ 4.6 في المئة فقط ممن تقل أعمارهم عن 17 عاما.
وأظهرت الدراسة أن أكثر من 660 شخصا يعيشون في المناطق الأكثر حرمانا، 29.5 في المئة منهم ثبتت إصابتهم، مقارنة بـ 7.7 في المئة فقط ممن يعيشون في مناطق أغنى.
وبلغت نسبة الرجال 18.4 في المئة مقابل 13.3 في المئة للنساء. ويعد الأشخاص من العرق الأسود أكثر عرضة بأربع مرات لتسجيل نتيجة إيجابية في الاختبار مقارنة بالعرق الأبيض، أي 62.1 في المئة مقابل 15.5 في المئة.
لكن المشرفين على الدراسة لاحظوا أن مجموعة السود الذين شملتهم كانت صغيرة، بحيث لم يتجاوزوا 58 شخصا.
وأظهرت النتائج أن المدخنين كانوا أقل عرضة للإصابة مقارنة بغير المدخنين، 11.4 في المئة مقابل 17.9 في المئة. ولكن هذا لا يعني أن التدخين يحمي الفرد من كورونا. والسبب الأبرز أن المدخنين أكثر عرضة للسعال، وهو أحد الأعراض الرئيسية لفيروس كورونا المستجد.
وقالت الباحثة في جامعة برمنغهام، راشيل غوردن التي لم تشارك في الدراسة إن "ما هو واضح بشكل أساسي أنه بغض النظر عن عوامل الخطر المحددة، فإن جائحة كورونا تفاقم التفاوت الاجتماعي والاقتصادي".
وقال المسؤول في الصحة العامة في بريطانيا والمشارك في إعداد الدراسة المطبوعة في مجلة لانسيت، غاياتري أمير ثالينغام، إن "مع كل يوم يمر تكبر معرفتنا بكوفيد -19".
وتابع بقوله إن "يعد هذا التحليل لنتائج الرعاية الأولية للأفراد الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، مساهمة مهمة في فهمنا الأوسع لكيفية تأثير كورونا على الأشخاص من مختلف المجموعات الديموغرافية".