Menu

بعد مقتل جورج فلويد

بدعم من ترامب.. السلطات الأمريكية تواصل قمع المظاهرات في مينيسوتا

وكالات - بوابة الهدف

ازدادت حدّة التظاهرات في الولايات المتحدة الأميركية، احتجاجًا على مقتل المواطن الأميركي من أصول أفريقية، جورج فلويد، في مدينة مينيابوليس، خنقًا تحت ركبة ضابط شرطة.

وجدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في تغريدة على "تويتر"، هجومه على المتظاهرين، إذ قال إنهم "جماعات منظمة" لا علاقة لها بجورج فلويد، واصفًا الأمر بالمحزن، وذلك بعدما نعتهم سابقًا بـ "قطاع الطرق".

ونشرت سلطات مينيابوليس الأميركية، اليوم، ألف عنصر من الحرس الوطني لمؤازرة القوى الأمنية، وذلك بعد تصاعد الاحتجاجات على مقتل فلويد في المدينة، تخلّلتها أعمال عنف وامتدت إلى مختلف أنحاء الولايات المتحدة.

بدوره، قال حاكم ولاية مينسوتا، تيم والتز، أنه يعتزم حشد الحرس الوطني بالولاية، متوعدا بـ "استعراض هائل للقوة للمساعدة في قمع الاضطرابات المدنية التي أعقبت أيامًا من الاحتجاجات على خلفية قتل الشرطة لجورج فلويد".

وأكد الحاكم والتز أنه تحدث أيضا إلى وزير الدفاع مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، عن الحصول على مساعدة فيدرالية للمساعدة في وقف العنف.

وألقى والتز باللوم في تدمير مينيابوليس الجمعة ليلا، على محرضين منظمين جيدا من خارج الولاية كان هدفهم "زعزعة استقرار المجتمع المدني".

وتعهد مفوض السلامة العامة بمينسوتا، جون هارينغتون، بوجود شرطي أقوى وبتغيير إستراتيجيات التعامل "لأن هذا غير مقبول ونحن قادمون لوقفه".

وفرضت السلطات حظر تجول الجمعة في مينيابوليس بعد ثلاث ليال من الاحتجاجات التي تسببت باندلاع النيران في العديد من مناطق المدينة.

لكن المتظاهرين الذين وضع غالبيتهم أقنعة للوقاية من فيروس كورونا لازموا الشوارع في موقف تحد للشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية في محاولة لاستعادة السيطرة.

ولكن، بغية تخفيف الاحتقان، ارتأت السلطات أمس، أخيراً، تسريع الإجراءات الرامية إلى وضع حدّ للتطوّرات، قبل خروجها عن السيطرة نهائيًا، وأعلنت توقيف الشرطي المتّهم بمقتل فلويد، وهو "ديريك شوفن" الذي وُضع قيد الحجز من قبل الشرطة الجنائية، وتبع ذلك إعلان آخر عن توجيه المدّعين تهمة القتل غير المتعمّد إليه.

كما أن حادثة مقتل جورج فلويد، وقبله أنطون روز في بيتسبرغ - بنسلفانيا (17 عامًا)، وتيرينس كراتشر في تولسا - أوكلاهوما (40 عامًا) ومايكل براون في ميسوري (18 عامًا)، وإيريك غارنر في نيويورك (43 عامًا)، الذي توفي بالطريقة ذاتها مثل فلويد، اختناقاً، وكان وراء انطلاق حركة "حياة السود مهمة" (Black lives matter)، وغيرهم من الأميركيين السود الذين قتلتهم الشرطة عن طريق الخطأ، أو عبر استخدام العنف المُفرط.

202053014537767637263999377675278.jpg
وهذه كلّها أحداث تتكرّر، في فترة زمنية قد لا تتخطّى العام الواحد في بعض الأحيان. وفي كلّ مرّة تعيد فتح الباب على طرح أسئلة كثيرة تتمحور حول مكامن السلوك العنصري في الولايات المتحدة. وإن كانت هذه الأحداث توحي بأنّ هذا السلوك متغلغل في مجتمع متنوّع ومعقّد، فهي تحيل إلى الإشارة إلى أنه يتعدّى كونه موجّهاً ضد السود، إلى المسلمين وغيرهم من الأميركيين من أصول مهاجرة. ولكن ذلك لا يمنع من طرح سؤال آخر أكثر جدّية، عن مدى أهلية الحكومات الأميركية المتعاقبة على معالجة هذا الواقع.

ويتخوّف مسؤولون في نحو عشر مدن من ازدياد أعمال العنف بعدما أثارت الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد بيد شرطة مينيابوليس هذا الأسبوع غضباً عارماً واحتجاجات على إساءة الشرطة معاملة الأميركيين المتحدّرين من أصل إفريقي.

وشهدت الولايات المتحدة الجمعة إحدى أسوأ ليالي الاضطرابات الأهلية منذ عقود.

وتم إحراق سيارات ومراكز تابعة للشرطة في نيويورك ودالاس وأتلانتا وغيرها، كما نظّمت تظاهرة لساعات أمام البيت الأبيض، حيث كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب.