Menu

في أعقاب تسجيل وفاة بشبهة خطأ طبي

وقفة احتجاجية في بيت جالا تنديدًا بالاعتداء على مستشفى الجمعية

بيت لحم - بوابة الهدف

نظم العاملون  في مستشفى الجمعية العربية بمدينة بيت جالا، اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية تنديدًا بالاعتداء على حرم المستشفى في اعقاب تسجيل وفاة بشهبة خطأ طبي، إذ قامت عائلة الفقيد باقتحام المستشفى وتحطيم مرافقه. 

وتوفى المواطن سعود فنون من سكان بلدة نحالين الى الغرب من بيت لحم بشبهة خطأ طبي اثناء خضوعه لعملية قسطرة.

ورفع المحتجون اللافتات التي تدين الاعتداء على المشفى وطواقمه الطبية مطالبين بتطبيق القانون بحق كل من شارك في الاعتداء.
وفي كلمة لرئيس الهيئة الادارية للجمعية، موسى درويش أكد فيها أن هذا الاحتجاج ليس ضد أحد انما هو ضد الاعتداء بهذا الشكل الاليم على صرح طبي ووطني عريق وعندما يتم الاعتداء عليه فانه بمثابة الاعتداء على الشعب الفلسطيني كله لان هذه المؤسسة هي من مقدرات شعبنا وتقدم الخدمات الجلل له.

وأضاف:"اننا نهيب باخوتنا في بلدة نحالين التي قدمت الشهداء والجرحى والاسرى على مذبح قضيتنا الوطنية ليقفوا مستنكرين هذا الحدث والعمل على رأب الجرح وهذا ليس معناه التغاطي عن وقوع أي خطا طبي ان وقع والجمعية شكلت لجنة طبية للتحقيق في ملابسات وفاة المرحوم سعود فنون، وقال ان الذي يعمل لا بد ان يخطيء، وحين يقع الخطأ فان هناك العديد من الاساليب لاصلاحه وليس معالجة الخطأ بجريمة اخرى وهذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها الاعتداء على الجمعية ولذا لا بد من استنطاره كي لا تصبح المسألة اعتيادية".

بدوره، قدّم رئيس بلدية بيت جالا، نيقولا خميس، التعازي لأهالي نحالين بوفاة المرحوم سعود فنون مطالبًا بقيام مؤسسات البلدة وعشائرها بتقديم الاعتذار الرسمي على هذه الاعتداءات وتحمل كافة الخسائر المادية كي تعود المستشفى الى عملها الطبيعي كالمعتاد، والقانون لا يمكن ان يأخذ باليد وحينما يتم ذلك فانها تتحول المسألة الى شريعة غاب وهذا ما نلفظه كشعب فلسطيني باكمله وعلى الجميع ان يدرك ان المستشفى لن يقف مكتوف الايدي ازاء أي خطا طبي قد يقع ويعمل دوما على رفع كفاءة كل طواقمه الطبية والتمريضية والادارية ولا يمكن ان يسكت عن مثل هذه الاخطاء ان وقعت ولا يمكنه ايضا ان يسكت عن اية اعتداءات مستنكرة.

من ناحيته، أكد ممثل القوى الوطنية في مدينة بيت جالا حسن عبد ربه على أهمية تعزيز مؤسسات الوطن المختلفة وعلى رأسها المؤسسات الطبية والخدماتية، التي تمارس دورها بعيداً عن التصنيفات.

وأهاب عبد ربه بالجماهير والقوى والفعاليات العمل بروح القيمة الاخلاقية والوطنيةـ لتحسين الجبهة الداخلية لصد اعتداءات الاحتلال واعوانه، ومواجهة مشاريعه التصفوية.

وشدد حسن عبد الجواد من لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم على اهمية الوقوف في وجه المخاطر التي تتعلق بالمؤسسات الفلسطينية كافة خصوصا في المناطق المصنفة ج في ظل الاستهداف الاسرائيلي الكبير للقضية الوطنية الفلسطينية..

وشدد عبد الجواد ان الاحتلال هو التهديد الاول لمؤسساتنا، مؤكدًا ان الوقفات التضامنية لا تكفي لصد الهجمات على المؤسسات الفلسطينية وطالب بعقد مؤتمر او لقاء للخروج بقرار ووثيقة لحماية المؤسسات الفلسطينية، وتنفيذه في اقرب وقت ممكن.

كما استنكر عطالله ابو شيخة رئيس لجنة شؤون الموظفين في الجمعية العربية ما تعرضت له الجمعية، من الاعتداء على الطواقم العاملة وتكسير وتحطيم محتويات المشفى، واعتداء على المرضى وذويهم.

وقال عطا الله ان ما تعرضت له الجمعية من خسائر مادية، زاد الوضع سوءاً في ظل الوضع الصعب والازمة المالية التي تعاني الجمعية وموظفيها الذين يصبرون على الظروف الصعبة على مختلف الاصعدة من اجل الاستمرار بالخدمات الطبية والصحية للمواطنين.

وثمن ابو شيخة باسم موظفي الجمعية العربية ما قامت به الفعاليات الشعبية والوطنية في محافظة بيت لحم بشكل عام ومخيم عايدة على وجه الخصوص.

وقال الدكتور عماد شحادة مدير مديرية صحة بيت لحم ان مديرية الصحة و وزارة الصحة تستنكر الاعتداء على جمعية بيت لحم العربية للتاهيل مشيرا الى ان هذا الاعتداء امر مرفوض ومدان  ومرفوض باي شكل من الاشكال.

وأكد شحادة على ان المؤسسات الطبية موجودة لتقديم خدمات طبية للمواطنين وهي مؤسسات مقدسة ولا يجوز الاعتداء عليها مشيرا الى ان هناك طرق قانونية لاخذ الحقوق حال شعر اي مواطن بوجود خلل او ظلم اتجاهه معتبرا الهجوم على المستشفى امر خطير جداً.

وكانت جمعية بيت لحم العربية للتاهيل  قد اصدرت بيانا حول الاعتداء على مرافقها موقعا باسم رئيس مجلس الادارة بشارة ابو غنام قد اكد ان جمعية بيت لحم العربية للتأهيل تعمل جاهدة منذ التأسيس عام 1960 للمساهمة في كسر الحصار من خلال تقديم أفضل خدمات صحية وطبية وتاهيلية في مقرها الواقع في منطقة مصنفة (ج) وتنتزع خدماتها فيها انتزاعا ونساهم في كسر المخططات الإسرائيلية التي تهدف الى السيطرة على المنطقة التي نقيم فيها. حيث ان الجمعية العربية قامت بعام 2019 بتقديم خدمات مباشرة لقرابة عشرون ألف ومئة وخمسة وثلاثون للمواطنين منها ما يقارب أربعة الاف عملية جراحية وألف وستمائة عملية جراحية وقسطرة قلبية.

وأكد بيان الجمعية ان قسم القلب في مستشفى الجمعية العربية بنظام (متابعة وتحكيم سريري) داخلي ومراقب خارجي من قبل استشاريين في مراكز قلب في أكثر من دولة في العالم، حيث يتم من خلال هذا النظام نقاش الحالات الطبية بشكل دوري قبل وبعد اجراء التدخل لها، الامر الذي رفع من كفاءة وجودة الخدمات الطبية المقدمة، و تقليص المضاعفات الطبية الى أقل من النسبة العالمية المتوقعة، علماً أن كافة العاملين في المستشفى هم من ذوي اختصاص معترف به من قبل وزارة الصحة الفلسطينية وتقوم لجنة طبية مختصة بفحص وتدقيق والتأكد من كفاءة العاملين لديها.

كما أكد البيان على ان الجمعية العربية ممثلة بمجلس ادارتها وموظفيها اذ تشجب وتستنكر الهجوم الذي تعرضت له طواقم ومرضى الجمعية العربية وممتلكاتها يوم أمس الثلاثاء الموافق 09/06/2020. 

وثمن مجلس ادارة جمعية بيت لحم العربية للتاهيل الالتفاف الجماهيري ودور المؤسسة الأمنية الذي كان هو الدرع الواقي لحماية المرضى والعاملين في الجمعية.

من جهتها، استنكرت لجنة شؤون الموظفين وبإسم كافة العاملين في مستشفى جمعية بيت لحم العربية للتأهيل بشدة ما قامت به مجموعات من المعتدين الخارجة عن القانون بالاعتداء يوم امس على الطواقم العاملة وتكسير وتخريب الممتلكات في المستشفى مستغلة الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا وشعبنا الفلسطيني حيث قامت هذه المجموعات بأعمال ناقمة استهدفت بها الطواقم الطبية وكافة العاملين في المستشفى والاعتداء على الممتلكات العامة وسيارات المستشفى الخاصة بنقل ذوي الإعاقة من العاملين

وقالت نقابة موظفي الجمعية العربية ان المعتدين قاموا أيضا بالاعتداء الجسدي على الممرضين والاطباء اثناء تأديتهم واجبهم الإنساني تجاه المرضى ونزلاء المستشفى واجبرت الطواقم الطبية على التجرد من لباس المهن الإنسانية خوفا من تعريض حياتهم للخطر وقامت أيضا بالاعتداء على المرضى ومرافقيهم وأثارت حالة من الرعب والإرهاب والفوضى العارمة في المستشفى مما أدى الى تشكيل خطر على حياة كل من تواجد من المواطنين في محيط المستشفى وداخله.

وثمنت لجنة شؤون الموظفين في مستشفى الجمعية عاليا الجهد والصبر والانتماء لكافة العاملين والذين رغم الخطر الشديد على حياتهم قاموا بثبات بتأدية واجبهم الإنساني رغم غدر المجموعات المعتدية الذين طلبوا منهم اسعاف مصابيهم بالإغماء واثناء تقديم واجبهم الإنساني قامت تلك المجموعات بالاعتداء على المسعفين من الطاقم مؤكدين ان مستشفى جمعية بيت لحم العربية للتأهيل هو صرح طبي شامخ وهو علم وطني اعتاد على تقديم الخدمات الإنسانية والطبية لكافة أبناء شعبنا في أحلك الظروف واعتاها.

واشارت نقابة الموظفين ان المشفى ونتيجة للاعتداء عليه تكبد خسائر مادية فادحة وجاء ذلك في الفترة التي تعاني الجمعية من ازمة مالية خانقة تحملها العاملين فيها بثبات رغم عدم دفع اجورهم لفترة طويلة ومازالوا مصممين على الثبات متمسكين بمبادئهم الإنسانية في خدمة كافة أبناء اشعبنا معبرة عن التقدير والاحترام لكافة العاملين في الجمعية لما قاموا به من عمل بطولي في الثبات على مبادئهم الإنسانية والاستمرار في تقديم الخدمات للمواطنين رغم الجراح والضرر النفسي الجسيم الذي الم بهم كافة والمراجعين والمواطنين المتواجدين فيها

وفي ختام بيانها عبرت نقابة الموظفين عن تثمينها ايضا ما قامت به الفعاليات الشعبية والوطنية في محافظة بيت لحم بشكل عام وفي مخيم الصمود والتحدي مخيم عايدة بشكل خاص من أداء بطولي في الدفاع عن الجمعية.

من جهتها طالبت عائلة الفقيد سعود فنون في بيان لها اليوم بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في ظروف وفاة ابنها البالغ من العمر 52 عاما حيث تتهم العائلة المشفى بالتسبب بوفاة ابنها نتيجة خطا طبي.

وقال بيان العائلة ان الاطباء ثقبوا الشريان الرئيسي للقلب خلال عملية قسطرة للفقيد وانهم قاموا بادخاله على الفور لعملية قلب مفتوح من قبل اطباء القسطرة ودون حضور طبيب قلب متخصص حيث تم الاستعانة بطبيب تصادف وجوده في المشفى ولا يعمل بها .

وأشارت العائلة الى ان المستشفى لم تكشف لها عن وفاة ابنها الا بعد ثلاث ساعات وقام الاطباء بمحاولة اقناع لها من اجل التوقيع على كتاب اعفاء المشفى من المسؤولية حيث غادر الاطباء وطاقم التمريض المشفى من مدخل جانبي وقد علمت العائلة بالوفاة من قبل رجال الامن بعد ثلاث ساعات من حصول الوفاة.

وقالت العائلة انها تطالب وزيرة الصحة تشكيل لجنة تحقيق بملابسات وفاة المرحوم سعود فنون لان ما حدث يعتبر استهتار غير مبرر بحياة المواطن كما قالت العائلة في بيانها.