Menu

تقريربغطاءٍ أمريكي.. تغوّل استيطاني وقرارات هدم بالجُملة في الضفة

قوات الاحتلال تلصق إخطارًا على منشأة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة - ارشيف

الضفة المحتلة_ بوابة الهدف

قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان إنّ المشروع الاستيطاني الذي صادق عليه الاحتلال في المنطقة (E1)، الأسبوع الماضي، يعمل على ربط جميع المستوطنات الواقعة في المنطقة الشرقية وخارج حدود "بلدية" الاحتلال في القدس مع المستوطنات داخل حدود بلدية موشيه ليئون، وبالتالي يحوّل القرى الفلسطينية إلى معازل محاصَرة، فضلًا عن كونه يعني ضم مساحات واسعة من الأراضي في الضفة الغربية، إلى حدود بلدية القدس الكبرى وفق مخططات سلطات الاحتلال.

وكانت حكومة الصهيونية صادقت، الأحد الماضي، على بناء ألف وحدة استيطانية على أراضي قرى الطور، عناتا، العيزرية، وأبو ديس في المنطقة المسماة (E1)، ضمن مشروع "القدس الكبرى" الاستيطاني، والذي من شأنه أن يغلق المنطقة الشرقية من القدس بشكلٍ كامل ويطوّق مناطق عناتا والطور وحزما، بحيث تُحرم من أيّة إمكانية توسّع مستقبلية باتجاه الشرق.

وقال المكتب الوطني، في تقريره الأسبوعي حول انتهاكات الاحتلال في ملف الاستيطان، إنّ مصادره تفيد بأن نقاشًا جري في قنوات اتصال خلفية داخل الائتلاف الحكومي الصهيوني ومع البيت الأبيض، لبدء البناء في المنطقة المذكورة في سياق التخطيط لضم كتل استيطانية في محيط القدس إلى المدينة لتوسيع حدودها، وصولًا إلى ما يُسمّيه الكيان "القدس الكبرى" كخطوة يمكن أن تكون مقبولة وبمثابة نقطة البداية في عملية الضم وتطبيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبأن "القدس الكبرى" سوف تشمل، وفق المداولات التي كانت تجري بين الجانبين، الكتلَ الاستيطانية الثلاث: معاليه أدوميم ، غوش عتصيون، وجفعات زئيف، وربما كتلة رابعة إضافية، هي آدم– كوخاف يعقوب، الأمر الذي من شأنه وحده أن يمزق الضفة الغربية ويعزل شمال ووسط الضفة عن جنوبها ويمنع قيام "دولة" فلسطينية متصلة وقابلة للحياة. وفق ما ذكره المكتب.

كم يُهدد المشروع ذاته التجمعات البدوية التي تعيش في المنطقة الشرقية من مدينة القدس، وعلى طول المنطقة الممتدة حتى مشارف الغور، حيث يخضع عدد كبير من التجمعات الفلسطينية في هذه المناطق لجهود "إسرائيلية" متواصلة لتهجيرهم وحرمانهم من أراضيهم ومنازلهم.

وبشأن البدء في عملية الضم وفرض القوانين الصهيونية في المناطق التي تخطط "اسرائيل" لضمها الى سيادتها، يتبادل الطرفان الاميركي والصهيوني تقاذف الكرة، وفي هذا السياق قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في اجتماع مغلق لحزب الليكود إن خطة ضم الأراضي في الضفة الغربية لم يتم إسقاطها. وأن "القضية في واشنطن"، وأن الدعم من البيت الأبيض ضروري لتنفيذ الضم وأنه سيواصل المضي قدمًا في هذه الخطوة ومناقشتها مع كبار أعضاء إدارة دونالد ترامب. وقدّر مسؤولون "إسرائيليون" كبار أن نتنياهو وترامب سيمتنعان عن التقدم بخطوات مثيرة للجدل في الظروف القائمة، لكنهما لم يستبعدا إمكانية الإعلان عن ضم جزئي في الأشهر المقبلة، اعتمادًا على الوضع السياسي للزعيمين. كما رصد التقرير.

على صعيد آخر، وافقت بلدية الاحتلال بالقدس على خطة لإقامة مجمع تشغيل استيطاني إضافي في الجانب الشرقي لحي العيساوية ، يقع على تسعين دونما. وتعهد رئيس بلدية الاحتلال موشيه لييؤن بالاستمرار في مشاريع تهويد المدينة لخلق فرص عمل للمستوطنين.

وكانت بلدية الاحتلال أعلنت عن اطلاق خطة تهويدية جديدة في شرق المدينة، تشتمل على مشروع ضخم لإنشاء وادي السيليكون أو (السيليكون فالي)، وهو عبارة عن خطة سيتم بموجبها توسيع مساحات قطاع المال والاعمال والمحال التجارية والغرف الفندقية بحجم كبير شرق القدس على حساب المنطقة الصناعية. وفي إطار هذا المشروع الاستيطاني سيتم بناء 200 ألف متر مربع للمصالح التجارية ومراكز تشغيل في الصناعات التقنية الراقية هايتيك ، بالإضافة الى 50 ألف متر مربع لمحلات تجارية، و50 ألف متر للفنادق، على الأرض الفلسطينية. رئيس بلدية الاحتلال في القدس إن المشروع يهدف لإيجاد أكثر من 10 آلاف فرصة عمل للمستوطنين.

وفي الوقت الذي لا تتوقف فيه عمليات التوسع الاستيطاني في القدس ومحيطها فإن عمليات هدم منازل المواطنين الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية وخاصة في محافظة الخليل لا تتوقف هي الأخرى. وفق ما وثّقه التقرير، الذي أضاف أنّ "سلطات الاحتلال هدمت عددا من منشآت المواطنين الزراعية والحيوانية في بلدة العيسوية بمدينة القدس المحتلة، وجرفت نحو 14 دونما في المنطقة الشمالية، وأجبرت عائلات عدة في احياء مختلفة من المدينة على هدم منازلها، في بلدة جبل المكبر تفاديا لدفع بدل أجرة هدم لآليات بلدية الاحتلال ومنزلين في حي عين اللوزة ببلدة سلوان يعودان للشقيقين سامر وسليمان القاق بحجة البناء دون ترخيص، ومنشأة تجارية بجانب المنزلين يعود لعمر شيحة".

كما أجبر الاحتلال محمد علون على هدم منزله ذاتيًا، والكائن في بيت حنينا شمال القدس المحتلة بدعوى البناء دون ترخيص، وفكك غرفتين زراعيتين مقامتين على الأراضي الواقعة بين بلدتي العيسوية والزعيم شمال شرق القدس المحتلة، تعودان لمواطنين من عائلتي عبيد وأبو جمعة واستولت على معداتهما وأزالت السياج الموجود حول الغرف الزراعية، وألحقت أضرارا مادية بالأشجار والأشتال في المكان خلال عمليات التفكيك. وبهذا تكون سلطات الاحتلال قد نفذت خلال النصف الأول من العام الجاري داخل أحياء مدينة القدس 74 عملية هدم ، منها 30 عملية هدم ذاتي ، تركزت في أحياء سلوان والعيسوية وجبل المكبر وبيت حنينا وصور باهر وشعفاط وواد الجوز وراس العامود والطور، في حين وزعت 53 إخطارا بالهدم ووقف البناء .

وفي إطار سياستها الاستيطانية وفرض المزيد من الحقائق على الارض تواصل سلطات الاحتلال التضييق على المواطنين الفلسطينيين لفائدة المشاريع الاستيطانية . ففي مناطق شفا الغور التابعة لمحافظة رام الله والبيره تسببت قوات الاحتلال باحتراق مساحات من أراضي المواطنين في قرية المغير شرق المحافظة بفعل  قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع التي القاها جيش الاحتلال باتجاه الأراضي في المنطقة الشرقية من القرية ، فيما يتعمد جنود الاحتلال ومجموعات المستوطنين في الآونة الأخيرة استهداف منطقة جبعيت الى الشرق من قرية المغير والبالغة مساحتها 20 ألف دونم من الأراضي الصالحة للزراعة من خلال إشعال الحرائق والرصاص والاعتقالات ومصادرة المعدات الزراعية وتحطيم المنازل ووحدات الإنارة بالطاقة الشمسية واقتحام خيام البدو في المنطقة وترويعهم من أجل ترحيلهم عن المنطقة حيث أطلق جنود الاحتلال النار على وحدات الانارة بالطاقة الشمسية في القرية والمنطقة  وإتلافها.

وفي محافظة الخليل، جرفت آليات الاحتلال مساحات واسعة من الأراضي المحاذية لمستوطنة "نجهوت" الجاثمة على أراضي المواطنين في دورا وشقت طرقاً جديدة في المنطقة لأغراض استيطانية . وفي خطوة لا تخلو من معاني الضم وفرض القوانين الاسرائيلية رفضت محاكم الاحتلال التماسا تقدمت به بلدية الخليل بهذف منع المستوطنين من اقامة مصعد كهربائي في الحرم الابراهيمي ، ومنحت الصلاحيات بهذا الشأن لمجلس التخطيط الأعلى "الإسرائيلي" علما أن صلاحيات منح الرخص من عدمه في مدينة الخليل ، هي حق حصري للبلدية ، وتجاهلت تلك المحكم اعتراض البلدية على قرار وزير جيش الاحتلال بالسماح للمستوطنين ببناء المصعد في الحرم الابراهيمي وردت التماسا البلدية ومنحت الصلاحيات باعطاء ترخيص للمصعد الكهربائي لمجلس التخطيط الاستيطاني.

كما استولت سلطات الاحتلال في محافظة بيت لحم استولت على مئات الدونمات من أراضي قرية كيسان شرق بيت لحم بعد ان اقتحمت منطقة الطينة جنوب القرية، وأبلغت المواطنين هناك بمنعهم من دخول المنطقة وأنه تم الاستيلاء عليها لأغراض عسكرية.وجاء قرار الاستيلاء على 327 دونما من أراضي القرية لإقامة 224 وحدة استيطانية لتوسيع مستوطنة "ايبي هناحل" المقامة على أراضي المواطنين شرق القرية. يشار الى أن سلطات الاحتلال استولت مؤخرا على 700 دونم في محيط قرية الفرديس في المحافظة . وقد نصبت قوات الاحتلال بيوتا متنقلة في أراض جرفتها في القرية قرب تلك المستوطنة.

وفي الأغوار الفلسطينية الشمالية أعاقت قوات الاحتلال تمديد خط مياه للشرب قرب عاطوف جنوب شرق طوباس واحتجزت جرافة كانت تعمل على تمديد خط المياه البالغ طوله 1800 متر. فيما وضع مستوطنون خزانا للمياه وشرعوا بزراعة أشجار في خربة إحميّر التابعة لمنطقة الفارسية على بعد عدة أمتار من خيام المواطنين . كما أقدم مستوطنون على سرقة معدات وأدوات تابعة لعدد من المواطنين في منطقة الأغوار الشمالية بعد أن اقتحموا خربة سمرا وسرقوا بركسات وخياما وخزانات مياه وادوات مطابخ لكافة العائلات المتواجدة في المنطقة. وشملت عملية السرقة 5 طن قمح وشعير إضافة الى أربع خيام وثلاثة خزانات مياه سعة كل خزان 1.5 كوب وكافة محتويات المطابخ .

وفي جريمة جديدة تضاف لسجل جرائم الاحتلال والتي تهدف الى تهجير واقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم سلمت سلطات الاحتلال إخطارات بهدم قرية فراسين في منطقة يعبد غرب جنين ، حيث اقتحمت القرية وسلمت 36 إخطارًا تقضي بهدم جميع منشآت ومساكن وآبار القرية  خلال أيام وهي قرية  يسكنها نحو 200 نسمة وتقع بين بلدتي يعبد في محافظة جنين ، وقفين في محافظة طولكرم .