بعد الاتفاق على التطبيع الكامل بين الكيان الصهيوني والإمارات المتحدة، تستعد دولة العدو لابتلاع ما تستطيعه من ثروات هذه الدولة المُساء استخدامها أصلاً، والبارز في هذا المجال ليس فقط النكتة القديمة عن تزاوج العقل اليهودي مع المال الخليجي، وفيها من الإهانة ما يكفي لهؤلاء المطبعين، بل أيضًا استثيرت شهية الصناعة الأمنية الصهيونية لمزيد من الاستثمارات الإماراتية في صناعة الحرب الصهيونية.
وهذا طبعًا ليس جديدًا إذ نعلم أنه وأثناء السير الحذر ولكن الوقح نحو هذه الاتفاقية كانت الإمارات قد وقعت العديد من الصفقات التسلحية مع شركات صهيونية أبرزها ربما صفقة سلاح بقيمة 3 مليارات دولار وهو مبلغ يرى فيه الصهاينة مبلغًا زهيدًا مقابل الإمكانات المالية في الإمارات والتي من الممكن الاستحواذ عليها.
وتشير التقارير الصهيونية خاصة إلى أن التطبيع بدأ بشكلٍ عكسي تمامًا، وعبر الصفقات الأمنية بين الجانبين التي ما زال معظمها مخفيًا وسط صمت أمني مطبق.
فمن بين أمور أخرى، باعت دولة الاحتلال إلى الإمارات أنظمة خاصة في مجال الإنترنت وجمع المعلومات الاستخبارية الكاميرات الحديثة وأنظمة المراقبة وغيرها من الأنظمة. وتم إخفاء الصفقات الرئيسية من خلال وسطاء وتضمنت أيضًا طائرات بدون طيار مع التحكّم عن بعد في الصناعات الدفاعية في إسرائيل. الصناعات الثلاثة الرئيسية هي IAI و Elbit و Rafael.
كان الكيان الصهيوني قد أنشأ منذ سنوات قسمًا خاصًا في وزارة الحرب، وظيفته تقييم والموافقة على صفقات تسلح بين الكيان ودول شرق أوسطية، عربية طبعًا، وجانب مهم من وظائف هذا القسم أن يفحص طبيعة المعاملات ويراقب أن المعرفة والمعلومات والتكنولوجيا التي قد تضر بأمن الدولة لن تتسرب من "إسرائيل".
في هذا السياق، درست اللجنة في السنوات الأخيرة مئات الصفقات بين الكيان والإمارات العربية المتحدة، جرت بشكلٍ أساسي عبر وسطاء من اليونان وقبرص، وكذلك عبر طرق التفافية حيث كانت الكثير من الشركات حول العالم تشتري من الكيان وتبيع للإمارات بموافقة الأطراف، وكل هذا يهدف إلى فتح طريق تجاري بمثل هذه الإمكانات الهائلة.
وبعد التفاوض على الاتفاقية تستعد صناعة السلاح الصهيونية لعمليات البيع المباشر للطائرات وأنظمة الدفاع الصاروخي، فعلى سبيل المثال قامت "إسرائيل" بتركيب أنظمة في الطائرات التي تشتريها من الأمريكيين، والتي تقوم بترقية الطائرة بشكلٍ كبير، وتريد الإمارات العربية المتحدة بشدة رؤية هذه التكنولوجيا معهم.
وقال تقرير صهيوني إنّ المؤسسة العسكرية الصهيونية الدفاع تتابع عن كثب هذا التطور، وسيطلبون من نتنياهو بذل كل ما في وسعه لإطلاق العنان للإمكانات الهائلة التي ستساهم بشكلٍ غير مباشر في الجيش الصهيوني أيضًا، ولكن في نفس الوقت يبذل كل ما في وسعه للحفاظ على مصلحة "الجيش الإسرائيلي" في أن مثل هذه الصفقات لن تسفر عن ميزة كبيرة لدولة ثالثة.
وتشير التقارير إلى دور محمد بن زايد السابق كقائد لسلاح الجو الإماراتي وطيارًا هليكوبتر، واهتمامه بسلاح جو العدو ورغبته بشراء المعرفة والأنظمة الإلكترونية بموجب الاتفاقية. ويرى المصنعون الصهاينة فرصة كبرى للربح بعد الاتفاقية حيث سيتم التخلي عن الوسطاء الذين يحصلون على جزء من الأرباح عن طريق البيع المباشر.
هذا الأمر يتعزز عبر تقارير أخرى ترتكز على مقولة "دمج العقل الإسرائيلي بالمال الخليجي" كما ذكرنا، في هذا السياق مثلاً يشير الصحفي الصهيوني عساف غابور إلى عمق العلاقة الشخصية بين حكام الإمارات والصهاينة، مثلاً حامد بن خليفة آل نهيان الذي تعتبر مسألة الارتباط بالكيان و"الإسرائيليين" مسألة شخصية بالنسبة له، يقول "لدي اتصالات بالعديد من الإسرائيليين، الذين انتقلوا منذ فترة طويلة من مستوى الأعمال إلى أصدقائي، ونحن قريبون جدًا ونقوم بأعمال تجارية ناجحة. أعتزم زيارة تل أبيب قريبًا وأعلن عن شراكة مع شركة مبتكرة لإنتاج المياه. تتقدم إسرائيل على الجميع من حيث المعرفة، ويمكنها المساهمة كثيرًا في الزراعة والتكنولوجيا وتنمية رأس المال البشري. وبصفتنا بشر، نحن ملتزمون بمشاركة المعرفة "هذا سيخلق مجتمعًا أفضل نحن نكافح وباء عالمي، مما يزيد من شحذ أمرين مهمين حقًا بالنسبة لهم جميعًا: الصحة والغذاء. لذلك، التنمية الزراعية هي قضية مهمة للغاية ، ولإسرائيل ميزة فيها".