Menu

وخروج عن مقررات المؤتمرات العربية

اتحاد كتّاب المغرب: اتفاقية الإمارات تعتبر اختراقًا للموقف العربي الرسمي والشعبي

المغرب _ بوابة الهدف

قالت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي لاتحاد كتاب المغرب، إنّها "تتابع باستغراب واستنكار كبيرين مسلسل التطبيع بين الكيان الصهيوني الغاصب وبين بعض الأنظمة العربية، هذا المسلسل الذي خرج من السرية إلى العلن بعزم دولة الإمارات العربية المتحدة على توقيع اتفاقية مع الدولة الصهيونية، وهو ما يأتي بجرة قلم على تاريخ طويل من التضحيات والنضال، كتبه الشعب الفلسطيني والقوى العربية الحية بالدم والمعاناة، ويعاكس إرادة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، في التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف".

ورأت اللجنة في بيانٍ لها وصل "بوابة الهدف"، أنّ "هذا الاتفاق يمهّد لجر دول عربية أخرى لسياسة الابتزاز التي ما فتئت تنهجها الإدارة الأمريكية والتي لم تكن في يوم من الأيام إلى جانب الحق العربي في تحرير الأرض والإنسان".

وجاء في بيان اللجنة: "إنّ اللجنة التحضيرية إذ تستحضر تاريخ اتحاد كتاب المغرب في نصرة الحق الفلسطيني والوقوف في صف حركات التحرر في العالم، تماشيًا مع ميثاق شرف منظمتنا (1976) الذي يتبنى القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية، ويرى فيها امتدادًا لحركة التحرر العربية من أجل الانعتاق والحرية، وهو ما تعبر عنه مؤتمرات الاتحاد وبياناته التي تدين الاحتلال والتنكيل اللذين يتعرض إليهما الشعب الفلسطيني، لما يزيد عن قرن من الزمن".

وأعلنت اللجنة أنّ "الاتفاقية المزمع توقيعها تعتبر اختراقًا للموقف العربي الرسمي والشعبي، فهي خروج على مقررات المؤتمرات العربية، التي تعبر عن مطالب الشعوب في حدودها الدنيا، والتي تربط بين التطبيع وبين إقامة الدولة الفلسطينية، كما تمثل استخفافًا بضمير المجتمع العربي الذي لا يرى في دولة إسرائيل سوى كيان عنصري مغتصب".

كما أكَّدت اللجنة على أنّ "الاتفاقية تمنح للكيان الصهيوني صك براءة عن الجرائم والمجازر التي اقترفها طيلة عقود، مما يشجعه على المضي قدما في مزيد من العدوان على الشعب الفلسطيني والسطو على أراضيه، والتطلع إلى احتلال أراض عربية أخرى في أفق تحقيق حلمه الخرافي بإقامة إسرائيل الكبرى"، مُشيرةً أنّ "الاتفاقية تعد عملاً على إلغاء الصوت الفلسطيني، المعني الأول بالقضية. وقد برهنت الأيام القليلة الماضية على رفض الفلسطينيين بمختلف أطيافهم السياسية القاطع لكل أشكال التطبيع. وهذا ما عبرت عنه البيانات والتظاهرات المنددة بالاتفاقية، التي كرست على الصعيد الفلسطيني إجماعًا وطنيًا وحدويًا كفيلاً بصد المؤامرة التي تحاك ضد قضيته العادلة".

ودانت اللجنة بأشد العبارات "كل خطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، وترى فيها تزكية لسياسة الضم والتنكيل اليومي الذي يتعرض إليها الشعب الفلسطيني، الذي يشكل بصموده وإرادته الصلبة العلامة المضيئة في هذا الزمن العربي المظلم".

ودعت اللجنة "قادة الدول العربية إلى التمسك بالحقوق العربية وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، والعمل على تنفيذ مقررات المؤتمرات العربية التي تعكس الحقوق العربية في حدها الأدنى، والكف عن التنازلات التي لا تزيد الصهيونية إلا تشبثا بسياسته التوسعية".

ووجّهت التحيّة "لصمود الشعب الفلسطيني، الذي أبان عن نضج سياسي كبير واستعداد لمزيد من التضحيات دفاعًا عن حقه في الحياة بكرامة على أرضه، وبإجماع كل مكوناته السياسية ضد نهج التخاذل والإذلال الذي تسلكه بعض الحكومات العربية حفاظًا على مصالح ضيقة لا تراعي مصلحة شعوبها، ونثمّن مواقف المجتمع المدني العربي الذي لا يفوت فرصة لدعم النضال الفلسطيني".

كما ثمّنت اللجنة عاليًا "مواقف المجتمع المدني المغربي من التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية، وخاصة موقفه من التطبيع مع الكيان الصهيوني، فقد بادر المغاربة إلى تشكيل جمعيات مناهضة للتطبيع في خطوة استباقية تكشف عن وعي عميق بأبعاده، وقاومته بكل ما تملك من إمكانات".

وشدّدت اللجنة على أنّ "اتحاد كتاب المغرب الذي وقف منذ تأسيسه إلى جانب الحق الفلسطيني، ودافع عنه في المحافل الوطنية والدولية يرى في كل خطوة نحو التطبيع إجهازًا على التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني ومحاولة للمس بهويته المعمدة بلائحة طويلة من الشهداء وضمنهم كتاب ومثقفون، ولقد كان للكاتب المغربي خاصة إسهام كبير في هذا الدرب الطويل من التضحيات التي وقفت سدًا منيعًا أمام تشويه الثقافة العربية وإخضاعها لمنطق الاحتلال. واللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي لاتحاد كتاب المغرب إذ تعبر اليوم عن هذا الهاجس الثقافي، إنما تذكر بأن المثقفين والكتاب المغاربة متشبثون بعدالة القضية الفلسطينية، ومستمرون في الدفاع عنها بشتى الصيغ، كل من موقعه".